15 سبباً تجعلك تشعر بالجوع حتى بعد تناول الطعام

15 سبباً تجعلك تشعر بالجوع حتى بعد تناول الطعام
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: مهدي أفشكو.

الجوع إشارة طبيعية للجسم يخبرنا من خلالها أنه يحتاج إلى المزيد من الطعام، وترافقه الشكوى من "تذمر" وعدم ارتياح في المعدة وحدوث صداع في الرأس والشعور بالانزعاج العام وعدم القدرة على التركيز.

تزول هذه الأعراض بمجرد البدء بتناول الطعام حيث تغمرنا النواقل العصبية بالإندورفينات المسؤولة عن الشعور بالسعادة والرضا، وعادةً ما يستمر هذا الشعور الجيد لعدة ساعات حتى نبدأ بالشعور بالجوع مرة أخرى، ولكن هذا ليس حال الجميع إذ لا يلبث البعض أن يشعروا بالجوع مرة أخرى بعد تناول الطعام بوقت قصير، فما الأسباب المحتملة لذلك؟

ما أسباب الشعور بالجوع حتى بعد تناول الطعام؟

تتنوع الأسباب المحتملة لحدوث ذلك وتتراوح بين الأسباب التي تتعلق بالحمية الغذائية وتلك المتعلقة بالأمراض، إليك أهمها وأبرزها.

  • عدم تناول ما يكفي من البروتين

استهلاك كمية كافية من البروتين مهم للتحكم في الشهية، حيث يحتوي البروتين على خصائص تقلل الجوع تساعد في استهلاك سعرات حرارية أقل خلال اليوم، كما أنه يحفّز ارتفاع مستويات الببتيد 1 الشبيه بالغلوكاغون والكوليسيستوكينين التي تقلل الشعور بالجوع، لهذا السبب قد تشعر بالجوع بشكل متكرر إذا كنت لا تتناول ما يكفي من البروتين.

اقرأ أيضاً: من يقرر إن كنا جائعين أم لا؟ أهي المعدة أم الدماغ؟

  • النوم لساعات غير كافية

لا شك أن النوم ضروري لصحة الدماغ والجهاز المناعي، كما يرتبط الحصول على قسط كافٍ من النوم بانخفاض خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، بما في ذلك أمراض القلب والسرطان.

وإضافة إلى ذلك، يعتبر النوم الكافي عاملاً مهماً للتحكم في الشهية لأنه ينظّم مستويات هرمون الغريلين المسؤول عن الشعور بالجوع، حيث ترتبط قلة النوم بارتفاع مستوى هرمون الغريلين وانخفاض مستوى اللبتين المسؤول عن الشبع.

  • الاعتماد على الكربوهيدرات المكررة فقط

الكربوهيدرات المكررة هي الكربوهيدرات التي تم تجريدها من الألياف والفيتامينات والمعادن، ويعد الدقيق الأبيض أحد أشهر مصادرها. ونظراً لأن الكربوهيدرات المكررة تفتقر إلى الألياف، فقد يهضمها الجسم بسرعة دون أن تعزز شعور المعدة بالامتلاء ما يؤدي إلى الشعور بالجوع خلال فترة قصيرة.

علاوة على ذلك، يرفع تناول الكربوهيدرات المكررة من نسبة السكر في الدم ما يؤدي هذا إلى زيادة مستوى الإنسولين استجابة للارتفاع السريع في سكر الدم، والذي بدوره يخفّض من سكر الدم بشكل سريع ما يجعلنا أمام حالة من نقص السكر التي تعزز الشعور بالجوع.

  • افتقار نظامك الغذائي إلى الدسم

يؤدي الدسم دوراً رئيسياً في الحفاظ على شعور الامتلاء بعد تناول الطعام، ويعود ذلك إلى أنه بطيء العبور من المعدة والأمعاء فيستغرق وقتاً طويلاً أثناء الهضم، كما أنه يحفّز إفراز هرمونات الشبع والامتلاء ما يكبح الشعور بالجوع لفترة أطول. يعتبر زيت جوز الهند والأسماك الدهنية الغنية بأحماض أوميغا-3 الدهنية أفضل مصادر الدسم، إضافة إلى الجوز وبذور الكتان.

  • عدم شرب كميات كافية من الماء

شرب الماء مهم للغاية للصحة العامة لما له من فوائد صحية تشمل تعزيز صحة الدماغ والقلب وتحسين أداء التمارين والحفاظ على صحة الجلد والجهاز الهضمي. إضافة لذلك، للماء قدرة على تقليل الشهية عند تناوله قبل الوجبات فهو يبقي المعدة ممتلئة.

اقرأ أيضاً: ثلاث حيل تساعدك في تفادي الجوع عندما تواجه موقف "حياة أو موت"

من جهة أخرى، من السهل للغاية الخلط بين الشعور بالعطش والشعور بالجوع، فإذا كنت جائعاً بشكل مستمر يساعدك شرب كوب أو كوبين من الماء في معرفة ما إذا كنت تشعر بالعطش أو أنه الجوع حقاً.

  • قلة ألياف نظامك الغذائي

افتقار النظام الغذائي للألياف يجعلك عرضة للشعور بالجوع المتكرر، فالألياف ممتازة في إدارة الجوع والشبع، حيث تُبطئ الأطعمة الغنية بالألياف إفراغ المعدة لأنها تستغرق وقتاً أطول للهضم مقارنة بالأطعمة منخفضة الألياف. كما يساعد تناول كمية كبيرة من الألياف في إفراز هرمونات الشبع وإنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة والتي لها تأثير معزز للامتلاء أيضاً.

  • تناول الطعام غير اليقظ

على الرغم من أن تناول الطعام أثناء مشاهدة التلفاز يوفر الوقت وخاصة لمن يملكون حياة عمل مزدحمة، فإن الأكل المشتت يضر بالصحة حيث يرتبط بزيادة الشهية والوزن وزيادة تناول السعرات الحرارية، فالأكل المشتت يقلل من وعيك تجاه مقدار الطعام الذي تستهلكه ما يمنع الجسم من التعرف على إشارات الامتلاء وإفراز هرمونات الشبع. 

  • ضعف تمدد جدار المعدة ومقاومة الليبتين

إلى جانب أهمية تكوين الوجبة في تعزيز الشعور بالشبع، تؤدي كمية الطعام دوراً في تحفيز مستقبلات موجودة في جدار المعدة، والتي تخبر الجسم أن المعدة امتلأت لكي يفرز هرمونات الشبع وبالتالي تقليل الشهية للطعام، فلا تعتمد مستقبلات التمدد هذه على التركيب الغذائي للطعام وإنما على الحجم الإجمالي للوجبة، لهذا السبب من المهم دمج المزيد من الأطعمة منخفضة السعرات الحرارية والتي تشغل مساحة كبيرة مثل الألياف والخضروات.

من المهم أيضاً تسليط الضوء على حالة تعرف باسم "مقاومة الليبتين"، وهي المشكلات الهرمونية المسؤولة عن الشعور بالجوع المستمر بعد تناول الطعام، فالليبتين هو الهرمون الذي يُخبر الدماغ أن المعدة امتلأت ليثبط الشهية والرغبة في تناول المزيد من الطعام.

وفي بعض الأحيان، تكمن المشكلة بأن الدماغ لا يتحسس أو يستشعر مستويات الليبتين ما يولد رغبة مستمرة بتناول الطعام، إذ يستمر الدماغ بالاعتقاد بأنه جائع حتى بعد تناول الطعام.

  • ممارسة التمارين الرياضية بشكل مفرط

الأفراد الذين يمارسون الرياضة بشكل دوري يحرقون الكثير من السعرات الحرارية أثناء ممارسة التمرين وبعده حتى، ما يولد رغبة مستمرة بتناول الطعام، وذلك نتيجة لتنشيط معدل استقلابهم وعملية التمثيل الغذائي الخاصة بأجسامهم، وهذا صحيح بشكل خاص عند الرياضيين ممن يتبعون نظاماً غذائياً صارماً.

يمكننا منع الجوع الناجم عن ممارسة الرياضة عن طريق تناول المزيد من الأطعمة المليئة بالألياف، أو التي تحتوي على نسبة عالية من البروتين والدهون الصحية، إذ يقلل ذلك من نوب الجوع المتكررة.

اقرأ أيضاً: الملح قد يؤدي إلى الجوع وليس إلى العطش

  • استهلاك الكحول

يشتهر الكحول بتأثيراته المحفزة للشهية وبكونه يثبط الهرمونات المسؤولة عن الشبع ويعبث بمستويات سكر الدم، لهذا السبب يشيع الشعور بالجوع عند الأفراد الذين يستهلكون الكحول.

من جهة أخرى، لا يجعلك الكحول أكثر جوعاً فحسب وإنما يضعف أيضاً الجزء الذي يتحكم في ضبط النفس في الدماغ، ما قد يقودك إلى تناول المزيد من الطعام بغض النظر عن مدى جوعك.

  • نمط الحياة المليء بالتوتر

يزيد التوتر المفرط من الشهية وهذا يرجع في الغالب إلى تأثيره على مستويات الكورتيزول ذي التأثير المعزز للجوع، لهذا السبب قد تجد أنك جائع دائماً عندما تتوتر.

  • الأدوية

زيادة الشهية والرغبة بتناول الطعام هي أحد الآثار الجانبية للعديد من الأصناف الدوائية، وتشمل الأدوية التي تحفّز الشهية الأدوية المضادة للذهان مثل كلوزابين وأولانزابين، والأدوية المضادة للاكتئاب والستيروئيدات القشرية السكرية وأدوية السكري مثل حقن الإنسولين.

  • تناول الطعام بسرعة

تؤدي سرعة تناول الطعام دوراً في تحديد مدى الجوع، فتناول الطعام بسرعة يقوّي من رغبتنا بتناول الطعام ويجعلنا نميل إلى الإفراط في تناول الوجبات مقارنة بالأشخاص الذين يتناولون الطعام ببطء.

ويرجع جزء من هذا التأثير إلى قلة المضغ وانخفاض الوعي الذي يحدث عند الأكل بسرعة، وكلاهما ضروري لتخفيف الشعور بالجوع، فتناول الطعام ببطء يمنح جسمك والدماغ مزيداً من الوقت لإفراز الهرمونات التي تقلل الجوع ونقل إشارات الشبع، لهذا حاول دائماً التدرب على "الأكل اليقظ".

  • الإصابة ببعض الحالات الصحية

قد يكون الجوع المتكرر أحد أعراض الإصابة ببعض الأمراض مثل فرط نشاط الغدة الدرقية التي يحدث فيها زيادة إنتاج هرمون "الثيروكسين" المعروف بدوره المعزز للجوع. كما يرتبط الشعور بالجوع المتكرر بالإصابة بداء السكري من النمط الثاني والقصور الكلوي والاكتئاب والقلق ومتلازمة ما قبل الحيض.

اقرأ أيضاً: لماذا نشعر بالجوع أكثر في فصل الشتاء؟ وما دور هرمون الثيروكسين في ذلك؟

  • الرضاعة الطبيعية

تحتاج النساء اللاتي يرضعن إلى سعرات حرارية إضافية لإنتاج الحليب، ما يؤدي إلى زيادة شهيتهن بشكل طبيعي، حيث يُوصي الأطباء النساء المرضعات في تضمين 450-500 سعرة حرارية إضافية في اليوم لتلبية احتياجاتهن الغذائية، ولهذا السبب قد يتولد شعور بالجوع المتكرر عن المرضعات بعد تناول كمية الطعام التي كانت تشعرها بالشبع سابقاً نظراً لازدياد احتياجاتها والتي تتطلب زيادة كمية طعام وجباتها.

المحتوى محمي