تطول القائمة عند التحدث عن فوائد التمارين الرياضية لمرضى باركنسون، فهي تُحسّن من الأعراض الحركية وتقلل من حدوث اضطراب المشي واختلال التوازن، وبذلك تسيطر على الأعراض وتبطئ تقدم المرض.
كما تؤدي ممارسة التمارين الرياضية دوراً بالغ الأهمية في تحسين الصحة النفسية لدى مرضى باركنسون، فهي تقي من الاكتئاب وتؤخر ضعف الإدراك، وتحمي الخلايا الدماغية وتؤخر تنكسها ما يؤدي بدوره إلى الحد من تطور الأعراض الحركية الرعاشية. ولكن يبقى السؤال، ما أنواع التمارين الأكثر فائدة لمساعدة الأشخاص المصابين بمرض باركنسون في تحسين نوعية حياتهم؟
ما أنواع التمارين الرياضية الأفضل لمرضى باركنسون؟
من الجدير تسليط الضوء على نقطة مهمة ألا وهي أنه لا يوجد نوع محدد من التمارين الرياضية المفيدة لمرضى الباركنسون، فالأمر ليس كمَن يرغب في تقوية ذراعين وما عليه سوى الالتزام بمجموعة معينة من التمارين ليصل إلى ذلك.
اقرأ أيضاً: للياقة أعلى وقلب أقوى إليك أفضل تمارين الكارديو المنزلية
يُنصح باختيار نظام تمرين ممتع ذي شدة تعتمد على الحالة الصحية العامة للمريض وتقدم مرضه ومستوى نشاطه السابق ويمكن الالتزام به على المدى الطويل، وهناك أربع ركائز أساسية للتمارين الرياضية لمرضى باركنسون وهي:
- التمارين الهوائية: تساعد التمارين الهوائية التي تزيد من معدل ضربات القلب وترفع حاجته للأوكسجين مثل المشي وركوب الدراجات والهرولة والسباحة في إبطاء تقدم تطور داء باركنسون، ويُنصح بممارستها 30 دقيقة لـ 3 أيام في الأسبوع على الأقل.
- تمارين المقاومة: وهي التمارين التي تتضمن استخدام وزن الجسم أو أوزان أخرى لزيادة الكتلة والقوة العضلية، ويُفضل البدء بأخف الأوزان وزيادتها بشكل تدريجي. يُمارس هذا النمط من التمرين مرتين أسبوعياً ويُنصح بالتركيز على العضلات الباسطة أي عضلات الجزء الخلفي من الجسم للمساعدة في تحسين وضعية الوقوف.
- تمارين المرونة: من المفيد ممارسة تمارين التمديد للحفاظ على نطاق الحركة وثبات الوضعية لدى مرضى باركنسون ليومين على الأقل من كل أسبوع، وتتم هذه التمارين عن طريق تمديد كل مجموعة عضلية لمدة 30-60 ثانية.
- التمارين التي تحافظ على التوازن: يجمع هذا النوع من التمرين بين التمارين الهوائية والمقاومة والمرونة، وهي تشمل كلاً من الرقص والغولف وتمارين الملاكمة، التي لا تتضمن اتصالاً بدنيّاً مع أي لاعب آخر، واليوغا والسباحة والبيلاتس.
يعتبر تضمين جميع هذه العناصر الأربعة في نظام التمرين الخاص بمريض باركنسون أمراً مثالياً، إذ إن دمج هذه التمارين يحقق الفوائد المرجوة من هذه التمارين لدى المرضى.
اقرأ أيضاً: 7 فوائد لتمرين القرفصاء أو السكوات تجعله سيد التمارين الرياضية
ماذا عن التمارين الوجهية والتمارين الذهنية؟
من جهة أخرى، تساعد التمارين التي تستهدف عضلات الوجه في التغلب على صعوبات التحدث أو البلع التي يعاني منها المصابون بداء باركنسون، ويتم القيام بالتمارين الوجهية عن طريق مضغ الطعام بقوة أكبر ولفترة أطول والمبالغة في الحركات الوجهية أثناء التحدث والغناء والقراءة بصوت عالٍ.
كما تقدم التمارين الذهنية تمريناً ينشط قدرات الدماغ وينعش ذاكرته، وتتضمن هذه التمارين تسمية أكبر عدد ممكن من الحيوانات أو الألوان أو البلدان في دقيقة واحدة، وحل الألغاز والأحجيات والمسائل الرياضية ذهنياً.
فوائد ممارسة التمارين الرياضية لدى مرضى باركنسون
تساعد ممارسة التمارين الرياضية البدنية في تحقيق مجموعة من الفوائد الجسدية والنفسية لدى مرضى باركنسون، نذكر أهمها:
- زيادة القوة البدنية والقدرة على تحمل الجهد.
- محاربة التعب وتحسين جودة النوم.
- تخفيف بعض الأعراض مثل الإمساك، حيث تنشط التمارين من الحركات المعدية المعوية.
- تحسين صحة الخلايا الدماغية.
- تحسين وضعية الجسم أثناء الوقوف.
- تحسين القدرة على البلع التحدث.
- تقليل حوادث السقوط وحادثة "التوقف المفاجئ وعدم القدرة على إكمال المشي" التي تحدث عند مرضى باركنسون.
- تقليل حالات التوتر والاكتئاب المرافقة للإصابة.
- إبطاء عجلة تقدم المرض بكل جوانبه.
اقرأ أيضاً: كيف تعزز الرياضة من صحة العضلة القلبية؟ وما خصوصية ممارستها عند مرضى القلب؟
هل هناك أي مخاطر لممارسة الرياضة لدى مرضى باركنسون؟
قد يبدو للوهلة الأولى أن ممارسة التمارين الرياضية تسيء لداء باركنسون، حيث يزداد بعض الأعراض كالرعاش والرجفان أثناء التمرين أو خارجه، إلا أن هذا الأمر طبيعي الحدوث ولا يلغي الفائدة طويلة الأمد التي يحققها الالتزام بممارسة التمارين الرياضية.
يُخشى من حالات السقوط والتعثر، لهذا السبب يُنصح بتقليل العوامل التي تزيد من خطر حدوثها، كالأرضيات الزلقة والإضاءة السيئة. كما يُنصح المرضى دائماً بالتوقف للاستراحة عند الشعور بالألم، فالإجهاد الشديد أثناء التمرين يزيد من خطر حدوث الإصابات، لهذا السبب يجب دائماً البدء ببطء وزيادة شدة وكثافة التمرينات تدريجياً ومع الوقت.