أدّت صيحات التغذية الحديثة وما يتداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي ومشاهير العالم إلى انتشار العديد من أساطير التغذية غير الصحيحة، فاليوم نتعرض باستمرار لوابل من الخرافات والمعلومات الخاطئة حول ما يجب عليك وما يجب ألّا تأكله. إليك الحقيقة حول 6 أساطير شائعة في التغذية.
1. الأطعمة الغنية بالكوليسترول تضر بالصحة
لطالما تعالت تحذيرات الأطباء من ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، وربطه الباحثون بأمراض القلب والأوعية الدموية، لذا كانت الأغذية الغنية بالكوليسترول مثل البيض، تشكّل مصدر قلق.
في الحقيقة، الكوليسترول مادة شمعية تؤدي وظائف مختلفة في الجسم، وقد ينتهي بها المطاف لتتراكم على جدران الأوعية الدموية، ما يؤدي للإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. وتتوافر في نوعين هما:
- الكوليسترول المنخفض الكثافة (LDL)، وهو الكوليسترول الضار لأنه يترسب على جدران الأوعية الدموية.
- الكوليسترول العالي الكثافة (HDL)، وهو الكوليسترول المفيد لأنه يعوق ترسب الكوليسترول الضار.
على وجه العموم، ترتبط المستويات المرتفعة من الكوليسترول في الدم بالوراثة أكثر من ارتباطها بالنظام الغذائي، حيث إن الجسم يصنع نحو 85% من الكوليسترول في الكبد.
اقرأ أيضاً: ما هو النظام الغذائي الأمثل لمرضى ارتفاع الدهون الثلاثية والكوليسترول؟
2. البيض البني أكثر فائدة غذائية من البيض الأبيض
من الاعتقادات الشائعة أن البيض البني أغنى بالعناصر الغذائية من البيض الأبيض، لكن في الواقع لا توجد اختلافات في القيمة الغذائية بين النوعين؛ بل إن الاختلاف الوحيد بينهما يكون في لون القشرة، ويعود السبب في ذلك لاختلاف سلالات الدجاج؛ أي أن كلا النوعين متماثل في القيمة الغذائية بغض النظر عن اللون والحجم، حيث تحتوي البيضة على الكثير من الفيتامينات مثل فيتامين أ وفيتامين ب 12 والريبوفلافين (فيتامين ب 2) وفيتامين د، ويعد بنوعيه الأبيض والبني من المصادر الغنية بالفوسفور والسيلينيوم والزنك.
اقرأ أيضاً: أفضل البدائل للحليب والبيض ومكوّنات الخَبز الأساسية الأخرى
3. تناول السمك مع الحليب يسبب التسمم
ربما سمعتها من جدتك ثم والدتك أو غيرهما: "لا تتناول الحليب مع السمك"، في الحقيقة لا أساس علمي لهذه المزاعم، أي يمكن تناولهما معاً. لكن يمكن في حالات خاصة فقط أن يكون تناول المزيج ضاراً على الصحة مثل:
- إذا كنت تعاني الحساسية للسمك والمأكولات البحرية.
- كنت تعاني عدم تحمل اللاكتوز.
- إذا لم يكن السمك مطهواً جيداً.
أمّا أصل الادعاء فيعود إلى طب الأيورفيدا، حيث يعتبر السمك من أصل حيواني بينما يعتبر الحليب من أصل نباتي وإن كان يأتي عن طريق الحيوانات، لذا فإن جمعهما معاً يشكّل مزيجاً غير متوافق نظراً لأن الحليب ذو تأثير ساخن، بينما الحليب له تأثير بارد، بالتالي لهما تأثيرات متعاكسة، ما قد يؤدي إلى تغيرات كيميائية في الجسم.
اقرأ أيضاً: كيف يمكن للمصابين بحساسية اللاكتوز الاستمتاع بفوائد الحليب ومنتجاته؟
4. تجنب الدهون لأنها ضارة في الصحة
سابقاً، اقترح خبراء الصحة وصناعة الأغذية ووسائل الإعلام أن اتباع نظام غذائي منخفض المحتوى بالدهون من شأنه أن يمنع مشكلات مثل أمراض القلب أو السمنة، لكن كانت هناك نتائج عكسية في الواقع لمثل هذه الأنظمة لأنها دفعت الناس لاستبدال السعرات الحرارية التي مصدرها الدهون بالسعرات الحرارية من الكربوهيدرات المكررة، مثل منتجات الدقيق الأبيض والسكر المضاف.
في الحقيقة لا تتماثل أنواع الدهون جميعها في بنيتها وتأثيرها، ففي حين أن الدهون المشبّعة كما في الدهون الحيوانية وفي الأغذية المصنّعة والمعالجة قد تكون ضارة بالصحة، إلّا أن الدهون المتعددة غير المشبّعة والأحادية غير المشبّعة الموجودة في أغذية مثل الأفوكادو والمكسرات والبذور والأسماك الزيتية، تساعد الجسم على أداء وظائفه مثل تصنيع الهرمونات ودعم وظيفة الخلايا وامتصاص العناصر الغذائية، بالإضافة إلى أنها ترتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض مثل أمراض القلب والسكري، لذا فإن تقييد الدهون بأنواعها كافة قد يكون خطراً على الصحة.
5. النظام الغذائي الخالي من الغلوتين أكثر صحة
في السنوات الأخيرة، ارتفعت شعبية النظام الغذائي الخالي من الغلوتين، بما في ذلك الخبز والمعكرونة والكعك، بوصفه أكثر صحة ومساعداً على فقدان الوزن، ويقلل من مشكلات الجهاز الهضمي. ودعم هذه المزاعم بعض الشخصيات البارزة في مجال الرياضة والفن.
بينما قد يكون هذا النظام صحياً وضرورياً لمَن يعاني الحساسية للغلوتين أو القمح أو اضطرابات في الجهاز الهضمي، فإنه لا يوجد حتى الآن دليل يثبت صحة هذه الادعاءات بالنسبة للأفراد الأصحاء، بل حتى أشارت عدة أدلة مثل الدراسة المنشورة في دورية أمراض الجهاز الهضمي والكبد (نيويورك) Gastroenterology and hepatology N Y))، إلى أن المنتجات الغذائية الخالية من الغلوتين تفتقر إلى حمض الفوليك والألياف والسيلينيوم وفيتامين ب 12 من بين العناصر الغذائية الأخرى، وأثارت دراسة أخرى نُشرت في دورية بير جي (PeerJ)، المخاوف من أن هذه المنتجات تحتوي على نسبة أعلى من الدهون والسكر والملح.
اقرأ أيضاً: 5 بدائل للقمح من الحبوب الخالية من الغلوتين
6. شرب الماء مع تناول الطعام يؤدي إلى السمنة
يعتقد الكثيرون أن شرب الماء خلال تناول الطعام أو بعده مباشرة يسبب السمنة، بينما يعتقد آخرون أنه يسبب عسر الهضم والانتفاخ. الحقيقة أنه لا علاقة لشرب الماء خلال تناول الطعام بزيادة الوزن، كما يؤكد استشاري الجهاز الهضمي الطبيب عبدالله الذيابي، أنه من الضروري شرب الماء في أثناء الطعام الجاف، وخاصة لمَن يعاني صعوبات في البلع، لتسهيل حركة الطعام عبر المريء، بينما يعود السبب الرئيسي للسمنة لتناول سعرات حرارية تفوق ما يستهلكه الجسم، وتخزينها على شكل دهون.
ومع ذلك فإن شرب كميات كبيرة من الماء أو المشروبات الباردة أو المشروبات الغازية مع الوجبات يمكن أن يثبّط إفرازات المعدة، ويؤثر أيضاً في عملية الهضم بشكلٍ سلبي.