بشكلٍ مشابه للألم الشديد الذي يرافق إصابات أوتار الركبة والتواءات الكاحل، يسبب التشنج العضلي ألماً لا يقل عن ذاك، إذ تتحدد أعراضه بعدم القدرة على الأداء بشكلٍ كامل، إضافة إلى الألم. ويُعزى السبب في بعض الحالات إلى "زيادة الوزن" أو "قلة اللياقة البدنية"، ولكن بمَ نفسّر إصابة أكثر اللاعبين احترافية ذوي اللياقة البدنية الفائقة بالتشنج العضلي أيضاً؟
ما هو التشنج العضلي وما أشيع العضلات التي تصاب به؟
التشنج العضلي بالتعريف هو تقلص عضلي مفاجئ لا إرادي ومؤلم، عادةً ما تختفي أعراضه في غضون دقائق بتطبيق التدبير الصحيح، إلا أنه قد يكون معنّداً في بعض الحالات ويصعُب التخلص منه ما قد يكون محبطاً وخاصة عندما نتحدث عن لاعب كرة القدم يتوق للعودة إلى الملعب أسرع ما يُمكن.
قد يحدث التشنج العضلي أثناء ممارسة الرياضة أو قد يحدث بعد عدة أيام منها، فلا توجد قاعدة تحدد لك على وجه الدقة موعد الإصابة. وغالباً يعاني الرياضيون من "تشنج عضلات الربلة" التي تعتبر المجموعة العضلية الأشيع إصابةً، تليها عضلات البطن وخاصة السفلية منها. كما يشيع تشنج عضلات الرقبة بعد الضربات الرأسية القوية.
اقرأ أيضاً: ما أكثر الإصابات شيوعاً عند لاعبي كرة القدم؟
ما سبب حدوث التشنج العضلي؟
يحدث التشنج العضلي عندما تكون مستويات الصوديوم والبوتاسيوم والمعادن الأخرى غير متوازنة في الجسم، الأمر الذي يسبب ألماً في العضلات، هذا الاضطراب في الشوارد ناجم عن التعرّق المفرط الذي يرافق الجري المتواصل أثناء شوطي المباراة. لهذا السبب يعتاد مدربو الأندية الرياضية على إعطاء اللاعبين أقراص ملح للمساعدة في تجنب حدوث التشنج العضلي وتخفيف الألم الناجم عنها لهذا السبب بالذات.
من جهة أخرى، يمكن أن تتسبب بعض الأشياء البسيطة مثل الأربطة التي توضع حول الأحذية أو الجوارب الضيقة في حدوث التشنج العضلي، لهذا السبب يحتاج اللاعبون إلى التحقق من شدة الانقباض وإجراء تعديلات بسيطة تخفف من الضيق.
عامل آخر يؤدي دوراً مهماً في حدوث التشنج العضلي هو الإحماء غير الكافي قبل بدء المباراة، فكيف للعضلات ألا تتشنج عندما تنتقل من حالة الراحة إلى وضع يُطلب منها فيه العمل لـ90 دقيقة متواصلة، هذا في حال لم تحتج المباراة أشواطاً إضافياً لتحديد الفائز، ما يجعل اللعبة تستمر 120 دقيقة!
عادةً لا يؤدي العمر دوراً ذا قيمة بالغة كعامل خطر لحدوث إصابات التشنج العضلي، إذ لا يقتصر حدوثه على اللاعبين ممن تجاوزوا الثلاثين عاماً، بل تحدث التشنجات العضلية بشكل روتيني عند لاعب يبلغ 20 عاماً.
اقرأ أيضاً: التواء الكاحل: تعرّف إلى الإصابة التي يخشاها لاعبو كرة القدم
كيف تتم الوقاية من حدوث التشنج العضلي؟
علينا أن نعلم أن أفضل جهود الوقاية لا تضمن أن الرياضي لن يعاني من التشنج العضلي مطلقاً، إلا أن فرص حدوث ذلك تقل بشكل كبير مع تطبيق بعض النصائح. وعلى الرغم من أن البعض يشجع على استمرار اللعب حتى أثناء الشكوى من التشنج، فإنها ليست الطريقة التي تُخلص من الألم. بل هناك خطوات مهمة يمكن اتخاذها للوقاية من التشنجات وعلاجها بمجرد حدوثها، وعلى رأسها نذكر:
- المحافظة على رطوبة الجسم: لا شك أن التجفاف يؤدي إلى حدوث ضعف في الأداء، فنتيجة للتعرّق المرافق للتمرين أو للعب إحدى المباريات، تضطرب مستويات الشوارد ما يؤدي إلى حدوث خلل في الجهاز العصبي العضلي المسؤول عن تنظيم عملية تقلص واسترخاء العضلات. لهذا السبب يُوصى دائماً بتعويض السوائل المدعمة بالشوارد لتعويض النقص وإصلاح الاضطراب.
- التغذية الجيدة: تأمين الوقود الجيد هو أحد أهم التدابير الوقائية، إذ يُنصح برؤية أخصائي في علوم التغذية الرياضية والحصول على نظام غذائي خاص يؤمّن كافة احتياجات الجسم. حيث تتيح التغذية الصحيحة زيادة تكيّف الجسم مع التدريب إلى الحد الأقصى.
- عدم إهمال تمارين الإحماء: من المفيد القيام بتمارين الإحماء التي تستهدف مغزل العضلات، إذ يُطيل ذلك الزمن المنقضي قبل ظهور التعب العصبي العضلي.
اقرأ أيضاً: ما العضلات التي يركّز لاعبو كرة القدم على تمرينها؟
تدبير التشنج العضلي عند لاعبي كرة القدم
خطوات تدبير التشنج العضلي بسيطة وواضحة وهي:
- الراحة وعدم إكمال التمرين.
- الاستلقاء على الظهر وشد الرجلين للأعلى في حال حدوث تشنج في عضلات الربلة.
- شد مجموعة العضلات المصابة بالتشنج برفق مع تجنب تدليكها، كعضلات البطن أو عضلات الذراعين أو الرقبة.
- إعطاء المشروبات التي تحتوي على شوارد معدنية كالصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم لإصلاح اضطراب الشوارد الحاصل، كما يفيد تقديم "الموز" في تدبير هذه الحالة نظراً لغناه بشاردة البوتاسيوم.
- تناول الأدوية المسكنة للآلام أو مضادات التشنج العضلية في حالات التشنج العضلي المُعند.