كيف تستمتع بأطباق التوت البري الحلوة دون تناول كميات كبيرة من السكر؟

4 دقيقة
كيف تستمتع بأطباق التوت البري الحلوة دون تناول كميات كبيرة من السكر؟
الخريف هو موسم أطباق التوت البري وأطباق العطل الموسمية الحلوة.

نتناول في فترة العطل الكثير من المأكولات والمشروبات اللذيذة دون الاكتراث بتأثيرها في الصحة. مقاومة الرغبة بتناول البسكويت والكعكات المحضرة خصيصاً واللحوم ذات النكهة الغنية والأطباق الجانبية الغنية بالصلصة صعبة.

يطغى تأثير الكمية الكبيرة من السكر والنشاء المستخدمة في أطباق العطل على تأثير الكثير من المكونات النيئة الصحية في هذه المأكولات. على الرغم من أن إضافة السكر قد تجعل الطعام ألذ، فإن السكر المضاف قد يضر بعملية الاستقلاب. إن فهم أسس علم الغذاء والطبخ التي تعتمد عليها الوجبات التي تحضّرها يتيح لك إجراء بعض التعديلات على الوصفات وتناول أطباق لذيذة لكنها ليست غنية بالسكر.

على وجه الخصوص، إذا كنت تعاني داء السكري من النوع الأول، فقد تتسبب لك العطل بالتوتر وتُعرضك لخطر ارتفاع نسب الغلوكوز في الدم. لكن فترة العطل تتسم بالفرح، وعليك ألا تشعر بالإحباط.

التوت البري (العنيبيّة الحامضة) هو أحد الفواكه الموسمية اللذيذة التي يمكن تعديل وصفاتها لتصبح ملائمة أكثر لمرضى السكري من النوع الأول، أو لأي شخص يريد تناول الأطباق الحلوة التي لا تحتوي على السكر المضاف.

أنا عالمة أغذية مصابة بداء السكري من النوع الأول، وفهم تركيب الطعام والاستقلاب وتفاعلات المكونات قد أنقذ حياتي حرفياً.

اقرأ أيضاً: هل يسبب استهلاك السكر في سن مبكرة الإصابة بالأمراض المزمنة؟

ما هو داء السكري من النوع الأول؟

يعيش المصابون بداء السكري من النوع الأول مع هذا المرض طوال الوقت؛ إذ إن تبعاته مستمرة ويجب الانتباه لها دائماً، إضافة إلى أنه لا يدخل مرحلة الهدأة وليس له علاج. تعجز أجسام المصابين بهذا المرض عن تركيب الإنسولين، وهو هرمون ضروري لاستمرار الحياة يعزز امتصاص الغلوكوز، أو السكر، إلى الخلايا. بالنتيجة، يزود الغلوكوز المخزن في الخلايا الجسم بالطاقة على المستوى الجزيئي.

لذلك، يتلقى المصابون الإنسولين عن طريق الحَقن أو مضخات الإنسولين المتصلة بأجسامهم، ويأملون أن تعمل هذه الطرق بفعالية كافية للحفاظ على استقرار نسب السكر في الدم وعملية الاستقلاب، وتقليل المضاعفات الصحية بمرور الوقت وإبقائهم على قيد الحياة.

يأخذ المصابون بالسكري من النوع الأول في الاعتبار نوع الكربوهيدرات في الأطعمة وكميتها عند تحديد كمية الإنسولين التي يجب تلقيها، ويجب عليهم أيضاً أن يكونوا على دراية بتفاعلات البروتين والدهون في الطعام لتحديد الجرعات بدقة.

تعجز أجسام المصابين بهذا المرض أيضاً عن تركيب هرمون آخر يحمل اسم "الأميلين"، الذي يبطئ حركة المعدة. يعني ذلك أن الطعام يتحرك بسرعة أكبر عبر الأجهزة الهضمية لهؤلاء الأشخاص، ما يجعلهم يشعرون بالجوع في أغلب الأوقات. تساعد الأطعمة الغنية بالدهون والبروتينات والألياف على تخفيف الشعور بالجوع فترة.

التوت البري، طعام موسمي لذيذ

التوت البري نبات مستوطن في أميركا الشمالية ويزدهر في أماكن كثيرة حول العالم، حيث يمتد موسمه بين أواخر سبتمبر/أيلول وديسمبر/كانون الأول. هذه الفاكهة هي مكون رئيسي في العديد من الأطباق.

يحتوي كوب واحد من التوت البري الكامل والنيّئ على 190 سعرة حرارية، وتتألف هذه الفاكهة من الماء بنسبة 87%، كما تحتوي على كميات قليلة من البروتين والدهون، و12 غراماً من الكربوهيدرات وأكثر من 4 غرامات بقليل من الألياف المنحلة. تختلط الألياف المنحلة مع الماء جيداً، وهو مزيج مفيد للصحة الهضمية ويمكن أن يبطئ ارتفاع نسب غلوكوز الدم.

التوت البري غني بالبوتاسيوم، الذي يسهم في الحفاظ على توازن الكهارل وعلى عملية التأشير الخلوي، والمغذيات الضرورية الأخرى مثل مضادَّي الأكسدة البيتا كاروتين وفيتامين سي. تحتوي هذه الفاكهة أيضاً على فيتامين ك الذي يساعد على تخثّر الدم الصحي.

يكتسب التوت البري نكهته ورائحته من المركبات مثل السينامات التي لها نكهة القرفة والفانيلين الذي له نكهة الفانيليا، والبنزوات، والبنزألدهيد الذي له نكهة اللوز.

التوت البري غني أيضاً بالبكتين، وهو نشاء قابل للذوبان يشكّل مادة هلامية ويستخدمه الطهاة لزيادة كثافة المربيات والحلويات الهلامية، التي تصبح سميكة بسرعة عند طهوها لأنها تحتوي عليه. تكتسب هذه الفاكهة لونها الأحمر الجميل الشبيه بلون الجواهر من مركبات الأنثوسيانين والبروأنثوسيانيدين، التي تساعد على علاج بعض أنواع العدوى.

يحتوي التوت البري أيضاً على الفينولينات، وهي مركّبات واقية يركبها النبات. تأخذ هذه المركبات شكل حلقات على المستوى الجزيئي، وهي تتفاعل مع البروتينات في اللعاب، ما يولد الإحساس الجاف والقابض الذي يجعل فمك ينقبض عند تناول التوت البري. يعزز مركب آخر يوجد طبيعياً في التوت البري اسمه "حمض البنزويك" حموضة هذه الفاكهة.

يجعل وجود هذه المكونات الكيميائية التوت البري حامضاً ومراً للغاية، ويجعل تناوله نيئاً صعباً. تحتوي أغلبية وصفات التوت البري على كميات كبيرة من السكر لتخفيف هذه النكهات والتأثيرات، إضافة إلى أن احتواء هذه الأطباق على كمية كبيرة من السكر الإضافي يدفع المصابين بداء السكري من النوع الأول إلى تجنّب تناولها، لأن هذا السكر يتسبب بارتفاع سريع في نسب غلوكوز الدم.

اقرأ أيضاً: من الحليب إلى الجبن: ما هي منتجات الألبان التي تسهم في تنظيم نسبة السكر في الدم؟

أطباق التوت البري الخالية من السكر

يستطيع المصابون بداء السكري من النوع الأول، أو أي شخص يريد تقليل مدخوله من السكريات المضافة، تطبيق بعض طرق الطبخ للاستمتاع بأطباق التوت البري في العطل دون تناول كميات كبيرة من السكر.

لا تستمر بطهو التوت البري فترة طويلة بعد أن تتفتّق الحبات. يمكنك الحصول على سائل التوت البري اللزج دون الحاجة إلى إضافة كمية كبيرة من السكر؛ إذ إن الطهو يزيد تركيز بعض المركبات المرة، ما يبرز نكهتها في الأطباق.

كما أن إضافة القرفة والقرنفل والهيل وجوزة الطيب والتوابل الأخرى اللاذعة تمنح الأطباق عمقاً في النكهة، بينما تزيد إضافة الفلفل الحار تعقيد نكهة أطباق التوت البري مع تقليل حموضتها ومرارتها. تخفف إضافة الملح مرارة التوت البري، ما يغنيك عن استخدام كميات كبيرة من السكر.

يمكنك أيضاً إضافة الزبدة لإغناء النكهة وجعل مظهر الطبق لامعاً. تجعل الزبدة الفم زلقاً أكثر، وهذا يوازن المرارة الطبيعية للطبق. يمكنك إضافة الدهون الأخرى أيضاً، مثل الكريمة الكثيفة أو زيت جوز الهند.

قد تؤدي إضافة المكسرات المقطعة مثل الجوز أو اللوز أو البندق إلى إبطاء امتصاص الغلوكوز، ما يقي من ارتفاع نسب غلوكوز الدم بسرعة. تتمتع المُحلّيات الجديدة مثل الألولوز بنكهة حلوة لكنها لا ترفع نسب سكر الدم؛ إذ إن امتصاصها لا يتطلب الإنسولين أو يتطلب كمية قليلة منه فقط. الألولوز مصنف على أنه آمن عموماً في الولايات المتحدة، لكنه لم يحصل في أوروبا على الموافقة بصفته مادة مضافة.

اقرأ أيضاً: إليك أهم فوائد التوت البري للجسم وفقدان الوزن

يمكنك في موسم العطل هذا تقليل كمية السكر المضاف في أطباق التوت البري بسهولة والحصول على الفوائد الصحية دون رفع نسب السكر في الدم.

المحتوى محمي