إليك أفضل الأنظمة الغذائية بعد عملية تكميم المعدة

5 دقائق
إليك أفضل الأنظمة الغذائية بعد عملية تكميم المعدة
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Adao

بعد الخضوع لعملية تكميم المعدة، ينبغي اتّباع نظام غذائي صارم متعدد المراحل للمساعدة على التعافي والتأقلم مع وضع المعدة الجديد، وإنقاص الوزن بشكلٍ آمن، مع ضمان عدم زيادته مرة أخرى. إليكم أهم المعلومات حول هذا النظام الغذائي والأطعمة التي يجب تناولها أو تجنبها بعد عملية التكميم وقبلها، مع التأكيد على ضرورة استشارة أخصائي تغذية أو طبيب للحصول على حمية غذائية شخصية بعد الجراحة.

ما هي عملية تكميم المعدة؟

هي عملية جراحية لعلاج السمنة والحالات الطبية المتعلقة بالسمنة، تنطوي على استئصال جزء كبير من المعدة نحو 80% منها، والإبقاء على جزء يشبه الأنبوب الضيق أو "الكمّ". يساعد هذا الإجراء على تقييد كمية الطعام التي يتناولها المريض في وجبة واحدة، ما يجعله يشعر بالشبع بشكل أسرع، بالإضافة إلى أنها تقلل من كمية هرمونات الجوع التي تنتجها المعدة، ما يساعد على تقليل الشهية والشهوة الشديدة للطعام. 

اقرأ أيضاً: يتطور إلى أخطر من ذلك: دليلك للتعرف على التهاب المعدة

الأشخاص المؤهلون للخضوع لعملية التكميم هم:

  • الأشخاص الذين يعانون من سمنة شديدة وهو ما يحدده مؤشر كتلة الجسم الذي يُحسب بناءً على الطول والوزن والحالات الصحية ذات الصلة. يكون مؤشر كتلة الجسم في هذه الحالة 40 أو أعلى، أو يكون 35 على الأقل مع وجود حالة مرضية واحدة على الأقل مرتبطة بالسمنة.
  • الأشخاص الذين لم ينجحوا في إنقاص الوزن سابقاً عبر اتّباع الحميات الغذائية أو الخطط الأخرى المتبعة في إنقاص الوزن.

بعد عملية التكميم، سيُطلب منك اتّباع إرشادات غذائية صارمة للتأكد من أن معدتك تلتئم وتتعافى بشكل جيد، ثم وبعد مدة زمنية، يمكنك البدء بتناول أنظمة غذائية أقرب للطبيعية، مع الأخذ بعين الاعتبار مجموعة من الإرشادات والنصائح الغذائية المهمة للحفاظ على صحتك وفقدان الوزن بشكل آمن ومنع اكتسابه مرة أُخرى.

النظام الغذائي قبل جراحة التكميم

بناءً على دراسة منشورة في دورية "تقدمات في التغذية" (Advances in Nutrition) حول التوصيات الغذائية لمرضى عملية التكميم، يُوصى باتباع برنامج لإدارة الوزن يشمل نظاماً غذائياً منخفض السعرات الحرارية قبل إجراء الجراحة، وذلك لأغراض تتعلق بنجاح العملية الجراحية وتقليل مضاعفاتها، إذ يؤدي فقدان الوزن قبل الجراحة إلى تحسين نسبة السكر في الدم، وهو أمر جيد نتيجة الارتباط بين ارتفاع نسبة السكر في الدم قبل الجراحة مع حدوث مضاعفات بعد الجراحة.

بالإضافة إلى ذلك، يؤدي إنقاص الوزن قبل الجراحة دوراً وقائياً للمرضى الذين يعانون من الكبد الدهني غير الكحولي، وهم يشكلون نحو 90% من مرضى السمنة المرضية. يعاني هؤلاء المرضى من تضخم الفص الأيسر للكبد الذي قد يزعج المجال البصري للجراح، ويكون عرضة للنزيف بشكل خاص. لذلك، تتراوح مدة النظام الغذائي قبل الجراحة ما بين 2 إلى 6 أسابيع، لتحقيق الهدف الأساسي المتمثل في تقليل حجم الكبد، وتقليل الأنسجة الدهنية الحشوية قبل الجراحة أيضاً.

وقد ذكرت الدراسة أنه وعند مقارنة الأنظمة الغذائية المتبعة قبل الجراحة، كان النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات أكثر فعالية من النظام الغذائي منخفض الدهون، وذلك فيما يتعلق بفقدان الوزن على المدى القصير، وتحسين حساسية الإنسولين، وتقليل تركيز الدهون. علاوةً على ذلك، فقد أظهر النظام الغذائي منخفض الدهون تأثيراً إيجابياً خاصة مع المرضى الذين يعانون من متلازمة الأيض أو مرض الكبد الدهني غير الكحولي.

إذاً، سوف تطبق قبل العملية نظاماً غذائياً صارماً قليل المحتوى بالسعرات الحرارية والكربوهيدرات مثل البطاطا والمعكرونة والحلويات والخبز وغيرها، والاعتماد على تناول البروتينات الخالية من الدهون والخضروات والسوائل منخفضة السعرات الحرارية أو الخالية منها. وقبل يومين من الجراحة، سوف تنتقل إلى نظام غذائي (حمية) يعتمد على السوائل بشكل كبير مثل الماء، مخفوق البروتين الخالي من السكر، حساء الخضار، الشاي والقهوة منزوعة الكافيين، وتجنب المشروبات المحتوية على الكافيين والمشروبات الغازية.

بعد الجراحة، يبدأ المريض بتناول السوائل ثم الأطعمة اللينة وصولاً إلى الأطعمة الصلبة. وعلى الرغم من أن الحمية الغذائية بعد التكميم قد تختلف باختلاف الأفراد ومقدار تحملهم لأطعمة محددة، لكن وبشكل عام فإن الحمية تكون كالتالي.

النظام الغذائي في الأسبوع الأول بعد عملية التكميم

عليك بالاستمرار في اتباع الحمية الغذائية المعتمدة على السوائل خلال الأسبوع الأول بعد الجراحة، وهو ما سيساعدك على تجنب بعض المضاعفات التي قد تحصل بعد التكميم مثل: الانسداد المعوي، تسريب المعدة، الإٍسهال، الإمساك، الجفاف. تأكد من اتباع النصائح التالية:

  • اشرب الكثير من الماء والسوائل الموجودة بدرجة حرارة الغرفة خصوصاً في أول يومين بعد الجراحة.
  • تجنّب إضافة السكر إلى المشروبات منعاً لحدوث متلازمة الإغراق والمعروفة أيضاً بالإفراغ المعدي السريع، وهي إحدى المضاعفات التي قد تحصل بعد جراحة استئصال المعدة وغيرها نتيجة الانتقال السريع للطعام وخاصة السكر من المعدة إلى الأمعاء، فينتج عنه الشعور بغثيان شديد وإرهاق وإسهال وقيء، بالإضافة إلى أن السكر مليء بالسعرات الحرارية الفارغة والتي يجب تجنبها على المدى الطويل.
  • تجنّب المشروبات التي تحتوي على الكافيين، لأن الكافيين قد يساهم في حصول الارتجاع الحمضي والجفاف.
  • تجنّب المشروبات الغازية، لأنها قد تسبب حصول انتفاخات وغازات.

اقرأ أيضاً: جرثومة المعدة: المتهم الأول في سرطان المعدة

النظام الغذائي في الأسبوع الثاني بعد عملية التكميم 

خلال الأسبوع الثاني بعد التكميم، لا يزال من المبكر تناول الأطعمة الصلبة حتى وإن شعرت بزيادة شهيتك للطعام، وذلك تجنباً للمضاعفات والقيء الذي قد يحدث، ويساعد تناول السوائل وتجنب السكر والكافيين والمشروبات الغازية على إعدادك للمرحلة القادمة من النظام الغذائي. بشكل عام وخلال هذا الأسبوع، يجب الإكثار من السوائل وتناول الأطعمة ذات القوام السائل مثل:

  • مخفوق التغذية الخالي من السكر.
  • الشراب المصنوع من مسحوق البروتين.
  • الحساء ذو القوام الناعم والمهروس دون قطع صلبة.
  • الحليب غير المحلى.
  • لبن الزبادي الخالي من السكر أو اللبن الرائب العادي منزوع الدسم.
  • عصائر الفاكهة الخالية من اللب والمخففة بالماء.
  • حساء بعض الحبوب الصغيرة مثل القمح أو الشوفان.

النظام الغذائي في الأسبوع الثالث بعد التكميم

خلال هذا الأسبوع، استمر بتجنب الأطعمة المقطعة والصلبة ومشروبات الكافيين، بينما تستطيع إدخال الأطعمة المهروسة واللينة إلى نظامك الغذائي مثل:

  • البيض المخفوق أو المسلوق.
  • الحساء.
  • الموز المهروس أو المانجو الناضجة.
  • الأفوكادو المهروس.
  • اللبن الرائب أو الزبادي اليوناني.
  • الأجبان الطرية.
  • السمك الأبيض المطبوخ والمهروس.
  • عصائر الفاكهة.

اقرأ أيضاً: هل الإفراط في الأكل يسبب انفجار المعدة؟

النظام الغذائي في الأسبوع الرابع بعد التكميم

يمكنك الآن أن تبدأ بإدخال الأطعمة الصلبة ببطء إلى نظامك الغذائي، مع تجنب السكر والدهون ومنتجات الألبان عالية الدسم، والنشويات كالمعكرونة والبطاطا البيضاء، والأطعمة صعبة الهضم كشرائح اللحم، كما يمكنك أيضاً تناول مشروبات الكافيين باعتدال. ومن الأطعمة التي يمكنك إضافتها إلى نظامك الغذائي:

  • الدجاج والأسماك المطبوخة جيداً.
  • خضروات مطبوخة جيداً.
  • البطاطا الحلوة.
  • جبن قليل الدسم.
  • الفاكهة الطازجة.
  • حبوب منخفضة المحتوى بالسكر.

وبعد هذه المرحلة، يمكنك تناول الطعام الصلب بأمان لكن مع التركيز على تناول البروتينات والأطعمة الغنية بالألياف، وتجنب استهلاك الكربوهيدرات البسيطة كالسكر.

اقرأ أيضاً: الآثار الجانبية لعملية تحويل مجرى المعدة التي تؤدي إلى إيقاف مرض السكري

إرشادات ونصائح غذائية بعد التكميم

بعد عملية التكميم، ينبغي على الأشخاص تغيير سلوكياتهم الغذائية لتقليل مخاطر حدوث المضاعفات ما بعد الجراحة، وضمان الاستمرار بفقدان الوزن حتى الوصول إلى الوزن المناسب وعدم اكتسابه مرة أُخرى. لذلك، يُنصَح بإجراء تعديلات على النظام الغذائي لا تشمل فقط الطعام الذي يأكله المريض، وإنما كيف يأكله أيضاً. ومن هذه النصائح:

  • تناول 4-6 وجبات صغيرة في اليوم بدلاً من 3 وجبات كبيرة.
  • مضغ الطعام جيداً وببطء.
  • إنهاء الوجبة عند الشعور بالشبع.
  • اختيار وجبات متوازنة تحتوي على نسبة عالية من البروتين.
  • تجنب تناول الطعام بسبب التوتر أو الملل والذي من شأنه أن يؤثّر سلباً على النتائج بعيدة المدى للتكميم.
  • شرب ما لا يقل عن 1.5 لتر من الماء يومياً.
  • تجنب شرب الماء خلال 15-30 دقيقة من تناول الوجبة ما قد يؤدي إلى التقيؤ.
  • تجنب الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع مثل الخبز والأرز والبطاطا والتي يمكن أن تسبب ارتفاعاً سريعاً في مستويات السكر في الدم.
  • تجنب المشروبات والأطعمة ذات المحتوى العالي بالسعرات الحرارية مثل المثلجات والحلويات والمشروبات الغازية

بالإضافة إلى ذلك، أشارت دراسة منشورة في "المجلة العالمية لمرض السكري" (World Journal of Diabetes)، إلى أن المرضى الذين خضعوا لعملية التكميم وغيرها من جراحات السمنة قد يعانون من نقص التغذية، بسبب التعديلات التي تحدث على تشريح ووظائف الجهاز الهضمي التي قد تؤثّر على امتصاص المغذيات الكبرى والصغرى، لذلك يُوصى بشدة بمراقبة الأيض والتغذية المنتظمة بعد علاج البدانة، وتناول المكملات الغذائية كالفيتامينات والكالسيوم وفيتامين د.

المحتوى محمي