كيف تتجنب آثار التحول السريع إلى نظام غذائي صحي؟ 5 نصائح فعالة

3 دقيقة
كيف تتجنب آثار التحول السريع إلى نظام غذائي صحي؟ 5 نصائح فعالة
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: إيناس غانم.

ملخص: قد تشعر بالإعياء في بداية تحولك إلى نظام غذائي أكثر صحة، واستبعادك السكريات والوجبات السريعة لصالح الخضروات والفواكه واللحوم الخالية من الدهون، حيث يمكن أن يكون للتغييرات الغذائية الجذرية تأثيرات جانبية مثل الصداع والجوع والانتفاخ وآلام البطن وتقلبات المزاج والإمساك والإسهال والتعب والدوخة والرغبة الشديدة في تناول الطعام ومشاكل التركيز واضطرابات النوم. عادة ما تكون هذه الأعراض مؤقتة وتتحسن في غضون أسبوع إلى أسبوعين. إذا استمرت الأعراض أو ساءت، فقد تكون المشورة الطبية ضرورية. تنشأ هذه الأعراض عادة لأن دماغك يتوق إلى الدوبامين الذي تحفز الأطعمة السكرية والمالحة إفرازه، والتي تحفز عادة مركز المكافأة في الدماغ، أو لأن بكتيريا الأمعاء تحتاج إلى الوقت للتكيف مع النظام الغذائي الجديد الغني بالألياف. كما قد يؤدي انخفاض نسبة السكر في الدم بسبب انخفاض مدخول السعرات الحرارية إلى تقلبات المزاج والقلق والتعب. لتسهيل الانتقال إلى نظام غذائي صحي، قلّل تدريجياً من الأطعمة غير الصحية، وحافظ على ترطيب جسمك، وتأكد من تناول السعرات الحرارية والكربوهيدرات بصورة متوازنة.

لقد توقفت عن تناول أنواع السكريات والوجبات السريعة جميعها، وتحولت عنها إلى كل ما هو صحي من خضروات وفواكه ولحوم خالية من الدهون. لكن عوضاً عن أن تشعر بتحسن في صحتك، فإن التوعك والإعياء يلازمانك! 

في الواقع إن إجراء تغييرات جذرية على نظامك الغذائي يمكن أن تكون له تأثيرات مفاجئة على جسمك. 

ففي حين أن تبنّي عادات الأكل الصحية يمكن أن يؤدي إلى فوائد طويلة الأجل، فقد تأتي المرحلة الأولية مع مشكلات صحية. فما هي الآثار الصحية للانتقال من نظام غذائي إلى آخر أكثر صحة؟ وما هي الأسباب الكامنة وراء رد الفعل هذا؟

ما هي الآثار الجانبية للتحوّل المفاجئ إلى نظام غذائي صحي؟

يحتاج الجسم بعد التحول المفاجئ إلى نظام غذائي صحي إلى نحو أسبوع إلى أسبوعين للتكيف مع التغييرات الجديدة. خلال هذه المدة، قد يعاني الفرد أعراضاً جانبية مزعجة، وتشمل:

  • الصداع.
  • آلام الجوع.
  • الانتفاخ أو الغازات الزائدة.
  • ألم البطن.
  • تقلبات في المزاج.
  • الإمساك أو الإسهال.
  • التعب.
  • الدوار.
  • الرغبة الشديدة في تناول الطعام.
  • صعوبة التركيز.
  • اضطرابات النوم.

غالباً ما تكون هذه الآثار الجانبية مؤقتة، ولا تحتاج استشارة طبية، لكن في حال تفاقمت وتطورت إلى إقياء شديد يرافقه جفاف، او إذا استمرت لفترة طويلة، فلا بد من زيارة فورية للطبيب.

اقرأ أيضاً: كيف أختار النظام الغذائي المناسب لي؟

لماذا يسبب تغيير النظام الغذائي شعوراً بعدم الارتياح؟

تنتج أعراض التحول إلى نظام غذائي صحي عن استجابة الجسم التكيفية للتغيرات المفاجئة التي يتعرّض لها، وتشمل:

الرغبة في الدوبامين

ربما تدرك تلك الرغبة الشديدة بتناول الحلوى أو الآيس كريم عندما تتوتر أو تحزن. إنه في الحقيقة تأثير الدوبامين، حيث تحفز الأطعمة السكرية والمالحة الجسم على إطلاق هرمونات السعادة، وعلى رأسها الدوبامين. أشارت مراجعة نشرتها دورية مراجعة أبحاث التغذية (Nutrition Research Reviews) إلى أن تناول الأطعمة اللذيذة يزيد إطلاق الدوبامين على نحو حاد، حيث ينشّط الدوبامين مراكز المكافأة في الدماغ، لذا يميل من يتناولون هذه الأطعمة إلى طلبها باستمرار. 

ما يحدث لدى الانتقال إلى نظام غذائي صحي يماثل أعراض الانسحاب، حيث يتوق الدماغ إلى جرعات الدوبامين التي اعتاد عليها بعد تناول الأغذية السكرية والمالحة، فيسبب عدم الحصول عليها شعوراً بالتوتر وتقلّب المزاج والكآبة.

اقرأ أيضاً: كيف يؤثّر الطعام غير الصحي على نمو أدمغة المراهقين؟

حاجة ميكروبيوم الأمعاء إلى وقت للتكيف

بعد التعوّد على تناول الأطعمة الدهنية والحلوة لفترات طويلة، فإن أنواعاً محددة من بكتيريا الأمعاء ستسود فيها، لذا فإن التحوّل المفاجئ إلى نظام غذائي غني بالألياف من خضروات وفواكه، يسبب بطء عملية الهضم وتخمّر الألياف، وبالتالي الشعور بالانتفاخ والغازات والإسهال أو الإمساك. توضح مختصة التغذية فاشتي فيربوفسكي (Vashti Verbowski) أن الأمعاء بحاجة إلى وقت لتتكيف مع النظام الغذائي الجديد، ولمنح ميكروبيوم الأمعاء الفرصة حتى يعيد توازنه. عموماً، إن الزيادة التدريجية في كمية الألياف المتناولة تخفف التعب والمشكلات الهضمية التي يسببها التحول إلى نظام غذائي صحي.

انخفاض سكر الدم

لدى التحول إلى نظام غذائي صحي، ينخفض مدخول الفرد من السعرات الحرارية، ما يسبب هبوطاً حاداً ومفاجئاً في سكر الدم. يؤدي هذا الانخفاض في سكر الدم إلى أعراض مثل:

  • ضبابية الرؤية.
  • تسارع ضربات القلب.
  • تقلب المزاج.
  • القلق.
  • التعب.
  • الصداع.
  • الارتعاش.
  • التعرق.
  • صعوبة النوم.
  • وخز الجلد.
  •  صعوبة التفكير بوضوح.

اقرأ أيضاً: ما هي الأغذية التي تساعد في علاج انخفاض سكر الدم؟

النظام الغذائي المتطرف: إنفلونزا الكيتو

يشير خبير السمنة والتغذية، الطبيب يوني فريدوف (Yoni Freedhoff)، إلى أن التطرّف في اتباع النظام الغذائي الصحي، من حيث نوعية الأطعمة المتناولة وكميتها (المحتوى من السعرات الحرارية)، يؤدي إلى حالة تُعرف بالكيتوزية. والكيتوزية هي حالة تحدث عند انخفاض مدخول الجسم من الكربوهيدرات، فيتحول إلى مخازن الغليكوجين في العضلات، يليها حرق الدهون لتكوين الكيتونات. 

تؤدي الكيتوزية المفاجئة هذه لدى أولئك غير المعتادين عليها إلى "إنفلونزا الكيتو"، والتي تشمل مجموعة من الأعراض مثل الانزعاج العام وضبابية الدماغ والغثيان والتعب، والتي تتبدد في غضون أسابيع قليلة.

نصائح لتجنب الآثار الجانبية للانتقال إلى نظام غذائي صحي

يمكن تجنب الآثار الجانبية المزعجة للتحول إلى نظام غذائي صحي من خلال اتباع استراتيجية تدريجية ومستدامة، تتضمن ما يلي:

  1. ابدأ تدريجياً: لا تقطع كل شيء دفعة واحدة، بل قلّل الأطعمة غير الصحية ببطء مع زيادة الخيارات الصحية.
  2. حافظ على رطوبة جسمك: اشرب الكثير من الماء لمساعدة جسمك على التكيف والمساعدة على الهضم.
  3. تناول سعرات حرارية كافية: تأكد من أنك تأكل ما يكفي لتزويد جسمك بالطاقة، خاصة إذا كنت تستبعد الأطعمة عالية السعرات الحرارية ومنخفضة العناصر الغذائية.
  4. تناول الكربوهيدرات: لا تقطع الكربوهيدرات تماماً. يمكنك استبدال الكربوهيدرات المعقدة مثل الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات، بالسكريات البسيطة والمكررة، مثل الحلويات، لأنها تمنح ارتفاعاً تدريجياً في سكر الدم.
  5. راقب الحصص: بدلاً من التغييرات الضخمة، حاول تصغير الحصص تدريجياً للتعود على الأطعمة الجديدة.