كان «جويل كريمر»؛ وهو أستاذ علم وظائف الأعضاء في جامعة نبراسكا، في المسبح مع أطفاله عندما صعد رجل إلى لوح الغوص. قفز هذا الرجل عن اللوح مرةً واحدة، وعندما هبط عليه للمرة الثانية، تعرّض إلى التمزّق العضلي؛ إذْ تمزّقت العضلة رباعية الرؤوس في رجله. يقول كريمر: «لفّت هذه العضلة أعلى ساقه وتكوّرت بالقرب من أعلى فخذه»، ويضيف: «كان ذلك أشبه بلف ستارة النافذة».
هذه الحالة هي مثال متطرف (ونادر للغاية) للتمزّق العضلي (يدعى أحياناً بالشد أو الإجهاد العضلي)؛ وهي إصابة شائعة تحدث لنجوم لعبة كرة القدم بالمدارس الثانوية، والعدائين، ولاعبي كرة المضرب في منتصف العمر على حد سواء. «التمزّق» هو المصطلح الطبي للحالة؛ على الرغم من أنه يُعرف بالعامية بشدّ العضلات؛ وهذا المصطلح هو مصطلح شامل يعبّر عن كل حالة من آلام الوخز البسيطة إلى التمزّق الكامل.
أنواع العضلات في جسم الإنسان
يحتوي جسم الإنسان على 3 أنواع مختلفة من العضلات:
1. عضلات القلب.
2. عضلات الهيكل العظمي.
3. العضلات الحشوية (أو الملساء).
من بين هذه الأنواع عضلات الهيكل العظمي؛ وهي الوحيدة التي نستطيع التحكّم بها، وبالتالي فهي التي يمكن أن تعاني من الإصابات. تتكون عضلات الهيكل العظمي من آلاف -وفي بعض الحالات ملايين- الألياف العضلية، تتجمّع هذه الألياف معاً وتُلفّ بغلاف من الأنسجة الضامة. باختصار؛ يعني تمزّق العضلات أن بعض الألياف التي تتكون منها إحدى عضلاتك قد تمزّقت. يمكن أن يحدث هذا التمزق إذا شُدّت العضلات بقوة أو بسرعةٍ كبيرة.
ما نسميه «تمزّق» وما نطلق عليه اسم «شد أو إجهاد» كلها تتلخص في نفس النوع من الإصابة: تمزق في جزء من العضلة؛ لكن بعض حالات التمزّق أسوأ من غيرها. التمزّق الخفيف أو «التمزّق من الدرجة الأولى»؛ والذي يسميه الكثيرون «شد العضلات»، يحدث عندما يتمزّق حوالي 5% من الألياف في عضلة معينة. ينتج عن هذا عادةً ألم واخز مزعج قد يدفعك للتوقّف عن ممارسة الرياضة لبضعة أسابيع. ينتج التواء العضلات المعتدل من تمزّق نسبة أعلى من الألياف، وقد يتسبب في منعك عن ممارسة الرياضة لمدة شهر أو أكثر. التمزّق الكامل يقطع العضلة بالكامل، وعادةً ما يتطلب الجراحة لإصلاحه.
اقرأ أيضاً: حتى لا تؤذِ عضلاتك: أهم الممارسات المفيدة والضارة في تعافي العضلات
كيف تحدث هذه التمزّقات بالضبط؟
نطرح سؤالاً أيضاً: لماذا تؤدي بعض حالات التمزّق العضلي إلى تلف ألياف العضلات أكثر من غيرها؟ يقول كريمر أن هناك 3 عواملَ رئيسيةً تساهم في هذا التمزّق العضلي. العضلات التي تغطي مفصلين؛ مثل عضلات باطن الركبة التي تمتد عبر مفاصل الورك والركبة، هي الأكثر عرضةً للخطر، وذلك لأن تحريك المفصل وتمديد العضلات في نفس الوقت يزيد من الشد؛ والذي يمكن أن يؤدي إلى التمزّق.
كما أن العضلات تكون أكثر عرضةً للتمزّق أثناء تقلّصها. خلال هذه العملية؛ تقصر العضلات وتطول في نفس الوقت. أثناء تمرين فتل العضلة ذات الرأسين مثلاً، يؤدي رفع الوزن لأعلى باتجاه الكتف إلى ضغط هذه العضلة، ويؤدي خفضه مرة أخرى لأسفل إلى مدّ العضلة مرة أخرى. يقول كريمر أن العضلات يمكن أن تولّد وتحافظ على المزيد من القوة أثناء المرحلة الثانية من الحركة؛ مما يزيد احتمال تمزّقها.
أخيراً؛ العضلات التي تكون فيها نسبة ألياف توليد القوة السريعة إلى ألياف توليد القوة البطيئة كبيرة تكون أكثر عرضةً للتمزّق. وفقاً لـ كريمر، فإن ألياف توليد القوة السريعة تتقلص بسرعة، وتولّد المزيد من الطاقة. لهذا السبب؛ يتم استخدامها للقيام بمهام تتطلّب السرعة مثل الركض. يقول كريمر: «من غير المألوف نسبياً أن تتمزّق العضلات التي تحتوي على ألياف توليد القوة البطيئة»، ويضيف: «إذ أنها معتادة على أن تكون نشطةً طوال الوقت».
اقرأ أيضاً: لماذا نحتاج إلى أداء تمارين التمدُّد عند ممارسة الرياضة؟
وفقاً لكريمر، فمن الناحية التقنية؛ من الممكن تمزّق أي من عضلات الهيكل العظمي في الجسم؛ إذ يقول: «بالنسبة للبعض؛ هذا ليس مستحيلًا من الناحية الفيزيولوجية ولكنه بعيد الاحتمال للغاية»، ويضيف: «من المحتمل أنك لن تمزّق العضلات العميقة التي تقوم بوظائف محددة للغاية»، فعضلات الإصبع لن تصاب بالتمزّق؛ إذ أنها تؤدّي وظيفةً واحدةً فقط ولا ترفع الأوزان.
يقول كريمر أن المرونة المنخفضة ومجال الحركة من عوامل الخطر الرئيسية المرتبطة بتمزّق العضلات. على الرغم من الاعتقاد السائد بأن العضلات الأكبر تكون أكثر تشنّجاً -وفقاً لكريمر- فإن الكتلة العضلية الأكبر ترتبط في الواقع بمردود أكبر؛ إذ يقول: «هناك أدلة تشير إلى أن تدريب الأثقال الذي يتم إنجازه باستخدام مجال واسع جيّد من الحركة يزيد من المرونة». على الرغم من أن الأمر يبدو مستبعداً؛ إلا أن كريمر يقول إن معظم الناس يمكنهم تدريب أجسادهم على أن تكون مرنةً بما يكفي للقيام بتمارين فتح الرجلين، لذلك حتى تساهم في سلامة ألياف عضلاتك؛ ارفع الأوزان ولا تهمل تمارين مط (شد) العضلات مهما كانت مملةً.
اقرأ أيضاً: 5 تمرينات لشد العضلات يجب ممارستها يومياً
هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً