يستند حساب السعرات الحرارية التي نراها على ملصقات المواد الغذائية في الولايات المتحدة، إلى نتائج الأبحاث القديمة التي أجراها عالم الكيمياء الأميركي «ويلبر أتواتر»، منذ قرنٍ من الزمن؛ حيث بدأ عام 1887 في أبحاثه لحساب كمية الطاقة الواردة إلى الجسم؛ من خلال حساب القيمة الغذائية التي نحصل عليها من تناول الطعام من مختلف الوجبات، وطرح كمية الطاقة الخارجة في فضلات الجسم منها.
ومنذ ذلك الحين، اعتُمدت نتائج ويلبر، واختُصرت في قاعدة 4-9-4؛ أي كلّ جرام من البروتين والدهون والكربوهيدرات يوفّر 4 و 9 و 4 سعرات حرارية من الطاقة؛ على التوالي. اعتمدت وزارة الزراعة الأميركية على هذه الأرقام لعقودٍ من الزمن، ولم تقم بتعديلها مراعاةً لاختلاف أطعمةٍ محددة من ناحية قابلية الهضم؛ لأن ذلك يؤثّر على كميات السعرات التي يمكن أن يمتصّها الجسم منها.
السعرات الحرارية والمعلومات الغذائية
لكن خبراء التغذية خلال العقد الماضي، طالبوا بإعادة تقييم مدخول السعرات الحرارية والمعلومات الغذائية على الملصقات. كما يشيرون إلى أن النظام الحالي يتجاهل فرق القيمة الغذائية بين الطعام المُعالج والنيء، وفي هذا الصدد؛ يؤكّد الباحثون في جامعة هارفارد -استناداً إلى تجارب على الفئران- أن الطعام المعالج يسهّل على الجسم امتصاصه؛ مما يوفّر المزيد من السعرات الحرارية، وينطبق ذلك أيضاً على الأطعمة المخبوزة أو المخلوطة، حتى أن حفنةً صغيرةً من الفول السوداني المكسّر توفّر سعراتٍ حراريةً أكثر من نفس الكمية من حبوب الفول السوداني الكاملة السليمة.
على سبيل المثال، وجد الباحثون في وزارة الزراعة الأميركية في دراسةٍ دعمتها صناعة المكسّرات في الولايات المتحدة، أن قيمة السعرات الحرارية الموجودة في الفستق الحلبي أقل مما تظهره ملصقات المعلومات على منتجاته بنسبة 5%، وفي عام 2012، وجدوا أن السعرات الحرارية الموجودة في اللوز كانت في الواقع أقلّ بنسبة 32% مما تظهره الملصقات، أو أقلّ بمقدار 40 سعرة حرارية في كل وجبة. لذلك، قد لا يكون عليك أخذ أرقام السعرات الحرارية الموجودة على ملصقات المنتجات على محمل الجد.
هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً