إليك الطرق الفعالة والأفضل لتخليص جسمك من السموم

4 دقائق
إليك الطرق الفعالة والأفضل لتخليص جسمك من السموم
ربما يساعد الخيار في إزالة السموم من الجسم. سارة جوالتيري/أنسبلاش

مع بداية كل عام جديد، ننظر إلى أنفسنا لندرك إلى أي مدى أصبحنا خمولين نتيجة إسرافنا خلال العام السابق في تناول الأطعمة غير الصحية من مشروبات ووجبات خفيفة. مع ذلك، يحدونا الأمل في استعادة جسمنا المثالي بسرعة مع ما يُشاع عن أن بعض الوسائل البسيطة، مثل الفحم المنشّط أو العصائر الخضراء والمشروبات العضوية أو خل التفاح، يمكن أن تخلصنا من السموم في أجسامنا. وفقاً لما يُشاع على الإنترنت، فإن كل ما تحتاجه هو التخلص السريع من السموم لاستعادة صحتك وحيويتك.

تزدهر صناعة التخلص من السموم في الوقت الحالي، وهي مربحة جداً، لكن فكرة تخليص أجسامنا من السموم حديثة نسبياً. يعتمد طب الأيورفيدا، وهو أحد أقدم أشكال الطب التقليدي، طريقة مكونة من خمسة أجزاء لإزالة السموم تعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد، وتتضمن في بعض جوانبها الحقن الشرجية العلاجية والتقيؤ باستخدام الأدوية. ولكن في عام 2020، أصبح لدينا إدراك أفضل بكثير بما يفترض أننا بحاجة للقيام به للتخلص من السموم.

ينطوي مصطلح "إزالة السموم" (detox) على وجود سموم في الجسم يجب التخلص منها، ولكن ليس من الواضح ما هي طبيعة هذه السموم بالضبط التي تزيلها عملية إزالة السموم. مع ذلك، فإن الجسم يحتوي بالفعل على مواد ضارة يمكن أن تسبب السرطان وتلف الأعضاء ومشكلات الإنجاب وحتى الموت. في الحقيقة، يقوم الجسم بكفاءة بالتخلص من هذه المواد الكيميائية التي تسبب المشكلات لأنه نظام محسّن لإزالة السموم بحد ذاته.

اقرأ أيضاً: هل تموت الأفعى إذا ابتلعت سمها؟

تقول أخصائية التغذية المسجلة في مايو كلينيك، كاثرين زيراتسكي: «إذا كانت أعضاؤك، الكبد والرئتين والكلى، سليمةً وتعمل بشكلٍ جيد، فإن جسمك يتمتع بالفعل بالتوازن الذي يحتاجه، ولا حاجة لاستخدام طرق التخلص من السموم حقاً».

والأهم من ذلك، لا يوجد دليل حقاً على أن هذه الطرق تزيل السموم من جسمك في المقام الأول.

على الرغم من عدم فعاليتها، فإن معظم طرق التخلص من السموم لا تضر الجسم بشكلٍ مباشر، ولكنها تنطوي على بعض المخاطر. تقول زيراتسكي إن عدم تناول أي أطعمة سوى العصائر الخضراء لبضعة أيام هو نهج غير متوازن، لكنه على الأرجح لن يؤذي جسمك. مع ذلك، يختلف الحال من شخصٍ لآخر. في العام الماضي، أصيبت امرأة خضعت لعملية تعديل مسار المعدة وكانت تتناول مضادات حيوية مؤخراً بمرض كلوي حاد بعد أن بدأت في اتباع نظام غذائي غني بالعصائر الخضراء. لذلك إذا كنت لا تزال مُصراً على اتباع إحدى طرق التخلص من السموم، فاحرص على استشارة الطبيب أولاً، ولا تتوقع أي نتائج سريعة. من المرجح أن تشعر في الأيام الأولى للبدء في الصيام أو دخول الحمام بكثرة بالإرهاق وعدم الراحة.

هناك أيضاً دليل على أن التخلص من السموم قد يؤثر على الصحة العقلية. في إحدى الدراسات التي تم إجراؤها في المجر، أجرى الباحثون مقابلات مع أشخاص يقيمون في أحد المنتجعات الصحية التي تقدّم العصائر المُطهرة، ووجدوا أن إزالة السموم كانت السبب الرئيسي لتناول العصائر المطهرة، والذي عادةً ما كان مقترناً بتناول الملينات. تتداخل الأسباب التي تدفع المشاركين لإزالة السموم عموماً مع علاماتٍ على الإصابة "اضطراب التطهير" و"هوس الغذاء الصحي" أو ما يُعرف بالأورثوريكسيا، وهو اضطراب غذائي يتسم بالإدمان على الأطعمة الصحية. لذلك قد تكون المخاطر على الصحة النفسية على المدى الطويل أسوأ من المخاطر الفسيولوجية المباشرة.

اقرأ أيضاً: 6 نصائح لنظام غذائي صحي بعد صيام رمضان

تقول زيراتسكي: «عندما يقول الناس عادةً إنهم يريدون التخلص من السموم، فهم يعبّرون عن رغبتهم باستعادة صحتهم إلى سابق عهدها. ولكن يمكنك القيام بذلك من خلال اتباع نظام غذائي صحي. أما نهج إزالة السموم، مثل التطهير والفحم المُنشط، لا يستحق هذا العناء كما يعتقد الناس».

لذلك إذا كنت تريد التخلص من الخمول وتجديد شبابك، لست بحاجة إلى شراء المنتجات والمستخلصات العشبية المختلفة. بدلاً من ذلك، جرب النصائح التالية للحفاظ على صحة وكفاءة النظام الطبيعي لجسمك لمساعدته على التخلص من السموم.

احصل على قسطٍ كاف من النوم

أولاً، نم ما لا يقل عن 7 ساعات ليلاً. لقد أظهرت الأبحاث أن الدماغ يخضع لعملية طبيعية لإزالة السموم خلال الليل، حيث يتخلص من المنتجات الثانوية الضارة، مثل لويحات الأميلويد التي تسبب مرض الزهايمر، التي تنتج عن العمليات العصبية خلال النهار. لكن هذه العملية لا تتم بشكل مثالي إذا لم تنم سبع ساعات كاملة على الأقل.

ستتباطأ عملية معالجة المعلومات في الدماغ إذا لم تنم بشكل كافٍ. كما أن تقليل عدد ساعات النوم ساعةً واحدة عمّا هو موصى به يمكن أن يعيق التمثيل الغذائي ويزيد من خطر الإصابة بمقدمات السكري. بشكلٍ عام، يرتبط النوم غير الكافي بأمراض مثل السمنة وارتفاع ضغط الدم، ويبدو أنه يضر بجهاز المناعة ويقلل من متوسط العمر المتوقع. من الواضح أن قلة النوم تؤدي لضرر عام على الصحة.

اشرب الكثير من الماء

تتجاوز أهمية الماء مجرد إطفاء العطش. يحافظ الماء على تدفق سوائل الجسم ليساعد بذلك الرئتين والكلى والكبد على القيام بوظائفها على أكمل وجه. تطلق جميع العمليات الفسيولوجية في الجسم نوعاً معيناً من الفضلات، لذلك فإن توفر كمية كافية من الماء مهم للغاية للحفاظ على مستوى جريان الدم في الأوعية الدموية ووصول هذه الفضلات الثانوية إلى الكبد والكلى للتخلص منها. في الكلى مثلاً، يجب توفر كمية كافية من الماء حتى تنتقل الشوارد والسكريات والفضلات الزائدة من الدم إلى الكلى ومن ثم إلى البول ليتم طرحها خارج الجسم. ولكن عند عدم تناول كمية كافية من الماء، ستحاول الكلى الحفاظ على الماء عن طريق زيادة تركيز البول. سيؤدي تركيز الفضلات العالي في البول على المدى القصير إلى تقليل فقد الماء، ولكن ذلك يزيد من خطر الإصابة بحصى الكلى والتهاب المسالك البولية على المدى الطويل.

اقرأ أيضاً: هل تعد إضافة الأملاح إلى مياه الشرب ممارسة جيدة للصحة؟

ومن المفارقات أن بعض طرق التخلص من السموم، مثل تطهير القولون الذي قد يسبب التقلصات والتقيؤ والإسهال، يمكن أن تسحب الماء من جسمك بدلاً من الحفاظ عليه. في الحقيقة، يؤدي التخلّص من السوائل عن طريق التبول أو التغوط بكثرة إلى صعوبة قيام الكلى والكبد بوظيفتهما على أكمل وجه.

لذلك احرص على الحصول على قسط كافٍ من النوم وشرب كمية كافية من الماء، وأنفق المال على شيء أكثر نفعاً وفعالية من طرق التخلص من السموم.

المحتوى محمي