تشتهر منطقة شرق حوض البحر المتوسط ودول غرب آسيا باستخدام حبة البركة في الطب التقليدي منذ آلاف السنين. مع عدم وجود آثار جانبية تقريباً، أُطلق عليها في مصر القديمة "ذهب الفراعنة"، بينما وصفها البعض الآخر بالصيدلية المتنقلة. فما أهم خصائصها وفوائدها التي كانت مدعاة ألقابها الكثيرة؟
حبة البركة
حبة البركة (Nigella sativa)، هي نبات مزهر سنوي، ينتمي لعائلة الحوذان (Ranunculaceae). يُعرف باسم الكمون الأسود أو الحبة السوداء أو كالونجي، يعود موطنه الأصلي إلى جنوب غرب آسيا. يتميز بحبوب صغيرة سوداء من الخارج وبيضاء من الداخل ذات رائحة عطرية وطعم لاذع ومرّ قليلاً، ولكن لها أثراً متبقياً حلواً في الفم أيضاً. يمكن استخدام حبة البركة كحبوب أو زيت أو توابل بعد طحنها، وبشكلٍ عام تعد إضافة مميزة للأطعمة في مختلف المطابخ حول العالم.
اقرأ أيضاً: 10 أطعمة غنية بمضادات الأكسدة يجب أن تتناولها دائماً
فوائد حبة البركة
نظراً لغناها بالمركبات الحيوية، تتمتع حبة البركة بثلة من الفوائد الصحية، ومنها:
1. محاربة الأمراض: غنية بمضادات الأكسدة
ينتج عن بعض العادات السيئة أو الأغذية غير الصحية نشاط الجذور الحرة، ومهاجمتها لخلايا الجسم وإتلافها مسببة الشيخوخة والأمراض المزمنة مثل السرطان والسكري وأمراض القلب والسمنة. يمكن للجسم محاربة الجذور الحرة وتحييدها باستخدام مضادات الأكسدة.
تحتوي حبة البركة على العديد من مضادات الأكسدة، مثل الثيموكينون، والكارفاكرول، والأنيثول والتربينول، وفقاً للدراسة المنشورة في دورية الطب المبني على الأدلة والطب البديل (Evidence-Based Complementary and Alternative Medicine).
2. خفض نسبة الكوليسترول
الكوليسترول هو نوع من الدهون يوجد في الدم وخلايا الجسم، وهو ضروري لعمل الخلايا، ولكن الكثير من الكوليسترول يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية مثل أمراض القلب. يمكن للجسم أن ينتج الكوليسترول في الكبد، كما يمكن الحصول عليه أيضاً من بعض الأطعمة، مثل اللحوم ومنتجات الألبان والبيض.
تحتوي حبة البركة على مركبات الستيرول النباتية، والتي قد تساعد على خفض الكوليسترول في الدم، وبالتالي المساعدة على الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، حيث أثبتت الدراسة التي نُشرت في دورية البحوث الدوائية (Pharmacological Research)، أن تناول مكملات حبة البركة ساعد على خفض الكوليسترول منخفض الكثافة (LDL) الضار والدهون الثلاثية، كما توصلت الدراسة إلى أن زيت حبة البركة كان أكثر فعالية من مسحوق حبة البركة.
اقرأ أيضاً: ما المأكولات الممنوعة بالنسبة لمرضى الكوليسترول؟
3. محاربة السرطان
يمكن للجذور الحرة أن تصيب الأحماض النووية للخلايا، مسببة إتلافها وبالتالي الإصابة بأنواع السرطان. لكن يمكن لحبة البركة أن تساعد على مكافحته:
- يمكن للثيموكينون، وهو أحد أقوى مضادات الأكسدة في حبة البركة، أن يقضي على الخلايا السرطانية في سرطان الدم، وفقاً للدراسة المنشورة في دورية المجلة الدولية للسرطان (International Journal of Cancer).
- يمكن للمركبات النشطة في حبة البركة أن تحارب سرطان البنكرياس والرئة وعنق الرحم والبروستاتا والجلد والقولون في حيوانات التجربة، كما وجدت الدراسة المنشورة في المجلة الإفريقية للأدوية التقليدية والتكميلية والبديلة (AJTCAM).
4. القضاء على الميكروبات الممرضة
يمكن للميكروبات الممرضة من بكتيريا وفيروسات أن تسبب أنواعاً عديدة من الالتهابات والأمراض، مثل التهاب الأذن والالتهاب الرئوي وغيرها.
وأثبتت الدراسة المنشورة في "المجلة الطبية لجمهورية إيران الإسلامية" (MJIRI)، أن العلاج الموضعي بزيت حبة البركة على الرضع المصابين بعدوى جلدية [tooltip content="بكتيريا مكورة موجبة الغرام ولاهوائية اختيارية، وتنتمي إلى عائلة بكتيريا المكورات الدقيقة (Micrococcaceae) والتي توجد غالباً بشكل ميكروبات تسكن دون إحداث مرض على جلد الإنسان" url="https://popsciarabia.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9/%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%83%d9%88%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%86%d9%82%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9/" ]بالمكورات العنقودية[/tooltip]، كان له تأثير المضاد الحيوي القياسي.
5. دعم صحة الكبد
يعمل الكبد كمصفاة للجسم من السموم والمسببات المرضية، ومحطة مركزية لعملية التمثيل الغذائي، وخزان لمجموعة مختلفة من العناصر الغذائية، حيث بينت دراسة أجراها باحثون في المركز القومي للبحوث في القاهرة، والمنشورة في المراجعة الأوروبية للعلوم الطبية والصيدلية (European Review for Medical and Pharmacological Sciences)، أنه يمكن للحبة السوداء أن تحمي الكبد من الإصابة والتلف بتأثير المواد السامة.
وعزت الدراسة التأثير الوقائي لحبة البركة إلى محتواها من مضادات الأكسدة، وقدرتها على تقليل الالتهاب والإجهاد التأكسدي.
اقرأ أيضاً: 6 علاجات عشبية لحماية صحة الكبد
6. إدارة مرض السكري
وضّح باحثون في دراسة نُشرت في مجلة علم الغدد الصماء والتمثيل الغذائي (Journal of Endocrinology & Metabolism)، أنه يمكن لزيت حبة البركة أن يساعد على إدارة مرض السكري من خلال التجديد الجزئي لخلايا بيتا في البنكرياس، المسؤولة عن إنتاج وتخزين هرمون الإنسولين، الذي ينظّم نسبة السكر في الدم، كما يمكن لزيت حبة البركة أن يقلل من ارتفاع نسبة الغلوكوز في الدم، وتحسين تحمل الغلوكوز بكفاءة بشكلٍ مشابه لعمل عقار الميتفورمين الخافض للسكر، ولكن بدون الآثار الجانبية المرافقة له، كالانتفاخ والإسهال والصداع وحرقة المعدة.
اقرأ أيضاً: السكر يقتل: وجهُ السكر الأشدُ مرارة!
7. إمكانية منع قرحة المعدة
يصاب البعض بقرحة المعدة عندما تتآكل الطبقة المخاطية المبطنة للمعدة بفعل أحماض المعدة. يمكن لبعض المواد أن تحمي هذا الغشاء المخاطي من التآكل، مثل حبة البركة.
أظهرت دراسة نُشرت في مجلة كلية الأطباء والجراحين الباكستانية (JCPSP)، أن حبة البركة قد ساعدت على علاج 83% من فئات التجارب المصابة بقرحة المعدة، متفوقة في قدرتها العلاجية على الأدوية الشائعة لقرحة المعدة.
اقرأ أيضاً: ما النظام الغذائي الملائم لمرضى القرحة المعدية؟
8. العناية بالشعر
يحتوي زيت حبة البركة بشكل خاص على مادة "نيجيلون" (Nigellone)، وهي مادة مضادة للهيستامين.
وقد أثبتت الدراسة المنشورة في دورية بلانتا ميديكا (Planta Medica)، قدرتها على إيقاف تساقط الشعر بسبب داء الثعلبة الأندروجينية، وذلك بفضل خصائصها المضادة للأكسدة والبكتيريا والمضادة للالتهابات. بالإضافة لذلك، وضحت الدراسة قدرة النيجيلون على منع جفاف فروة الرأس وتشكل القشرة.
اقرأ أيضاً: الحد من التساقط ومعالجة فروة الرأس: فوائد الزعتر للشعر
إذاً، قد يكون دمج الحبة السوداء في نظامك الغذائي أو تناول مكملاتها الغذائية مفيداً للصحة العامة. ومع ذلك، هناك حاجة لمزيد من الأبحاث على البشر، لذا من المهم التشاور مع أخصائي الرعاية الصحية الخاص بك.