قد يكون من المربك الوقوف أمام رف العصائر في المتجر والاختيار فيما بينها. لا يتعلق الأمر بالتنوع الكبير في أصناف الفواكه، وإنما بسبب معلومات الملصقات، فقد تجد عصير برتقال يشار إليه بالعصير النقي، بينما قد تجده في عبوة أخرى تحت مسمى النكتار أو ربما العصير المُركّز. في الواقع، إنه ليس مجرد تلاعب بالكلمات. تختلف العصائر فيما بينها من حيث محتواها من الفاكهة والمكونات الأخرى. إليك أهم أنواع العصائر ومكوناتها.
أنواع عصير الفاكهة
عصائر الفاكهة هو مصطلح عام يُشير إلى المستخلص السائل للفاكهة بعد تصفيته. بدأت صناعة العصائر عام 1869، عندما تم عصر العنب لأول مرة وتعبئته كمشروب. كان أصل العملية هو إنقاذ الفاكهة الناضجة أو التي تحمل عيباً يجعلها غير صالحة للاستهلاك أو التعليب. لاحقاً، أسهمت التطورات في مجال الحفظ في زيادة نمو صناعة العصائر.
اقرأ أيضاً: ما فوائد عصير الشمندر والبرتقال؟
بشكلٍ عام يمكن تصنيف المشروبات القائمة على الفاكهة إلى:
عصير الفاكهة النقي
هو العصير النقي الذي يُستخرج من ثمار الفاكهة الناضجة بعد تنظيفها وضغطها، حيث يحتوي على الفاكهة بنسبة 100%. ويتضمن سكريات الفواكه والأحماض الأمينية والفيتامينات والمعادن ومكونات أخرى، تختلف نسبها باختلاف نوع الفاكهة وظروف زراعتها والمناخ. يمنع إضافة أي محليات أو مواد حافظة أو ملونة للعصير النقي، إلّا أن عمليات التسخين (البسترة) قد تكون كافية لتدمير الإنزيمات والميكروبات المسببة لتلف العصير، ما يساعد على حفظه لفترة وجيزة من الزمن إلى جانب عملية التبريد. من أكثر أنواع عصير الفاكهة النقي شيوعاً عصير الأناناس والتفاح والحمضيات والعنب والرمان والمانجو.
عصير الفاكهة المُركّز
عصير الفاكهة المُركّز هو عصير مُصنّع من ثمار الفاكهة بنسبة 100%، لكنه مُصفى من الماء بتبخيره، بحيث ينخفض حجمه النهائي بشكلٍ كبير، ويبقى مُركّزاً لزجاً وحلواً وحامضاً. استخدم هذا الأسلوب قديماً لتأمين عملية نقل العصير دون تعرضه للتلف، بحيث يمكن إعادة تكوينه بإضافة الماء له. ومع ذلك قد تُضيف عدة شركات موادَّ منكَّهة لتعزيز الفاكهة.
النكتار
يحتوي بعض أنواع الفاكهة على أحماض أو لب بكميات كبيرة، بحيث لا يمكن استخدامها كعصير بنسبة 100%، لذا تحتاج إلى إضافة الماء والسكر لها لتصبح مستساغة، وهو ما يُعرف بالنكتار؛ أي أن النكتار هو شراب يتكون من الفاكهة بنسبة 25-50%، والباقي ماء و/ أو سكريات أو عسل، و/ أو مكونات النكهة والملونات والمواد الحافظة. بشكلٍ عام تختلف هذه النسبة باختلاف نوع الفاكهة.
اقرأ أيضاً: ما مدى سلامة الحميات التي تعتمد على العصائر؟
أيهما أكثر صحة: عصير الفواكه النقي أمْ تناول الثمار كاملةً؟
كجوابٍ مختصر فإن الفاكهة الكاملة أكثر صحة من العصير. فمَا السبب؟ يحتوي عصير الفواكه أو الخضار على معظم الفيتامينات والمعادن الموجودة في الثمار، إلّا أنه قد يفقد جزءاً منها خلال مراحل التصنيع. علاوة على ذلك، يخلو العصير من الألياف الغذائية الصحية، التي يفقدها خلال عملية الضغط والعصر، فيفقد معها فوائدها للجهاز الهضمي، وشعور الشبع والامتلاء الذي تمنحه.
في المقابل، تحتاج إلى ملء كوب من العصير بحجم 120 مليلتراً إلى عصر 5-6 حبات برتقال، على سبيل المثال، وهو ما يعادل نحو 23 غراماً من السكر، ويقارب الحد اليومي للسكر وفقاً لتوصيات جمعية القلب الأميركية (36 غراماً من السكر للرجال، و25 غراماً للنساء).
الفوائد الصحية للعصير المُركّز
قد يقدّم العصير المُركّز بعض الفوائد الصحية مثل:
- غني بالعناصر الغذائية: تعد المركزات المُصنّعة من الفواكه بنسبة 100% غنية بالعناصر الغذائية. على سبيل المثال، يوفّر 240 مليلتراً من مركز عصير الجزر نحو 400% من الاحتياجات اليومية من فيتامين أ، كما يحتوي كوب من عصير البرتقال المُركّز (120 مليلتراً) نحو 280% من الاحتياجات اليومية لفيتامين سي.
- تحسين صحة القلب، لمحتواه من المركبات النشطة مثل الكاروتينات والأنثوسيانيات.
- مكافحة الالتهاب المزمن بمساعدة مركبات الفلافونويد.
- تعزيز صحة الجلد، فالعديد من مركزات العصير تعد غنية بفيتامين سي ومضادات الأكسدة التي تبطئ من آثار شيخوخة الجلد.
اقرأ أيضاً: أفضل وأسوأ مشروبات الصيف التي يمكنك تناولها عندما تكون مصاباً بالجفاف
سلبيات مُركّزات العصير
قد لا تكون مُركّزات العصير الخيار الأفضل للجميع لعدة أسباب:
- تفقد المُركّزات الألياف الغذائية لثمار الفاكهة الكاملة، لذا قد تؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.
- تحتوي على كمية كبيرة نسبياً من السكريات المضافة والسعرات الحرارية، أكثر مما تحتويه الثمار الكاملة. على سبيل المثال، تحتوي ثمرة برتقال بوزن 131 غراماً على 62 سعرة حرارية، و15 غراماً من الكربوهيدرات، بينما يحتوي كوب من عصير البرتقال المُركّز (240 مليلتراً) على 110 سعرات حرارية، و24 غراماً من الكربوهيدرات. حيث يرتبط النظام الغذائي الغني بالسكريات المضافة بالأمراض المزمنة مثل مرض السكري والقلب.
إذاً، إن عصر الفواكه قد يكون وسيلة ملائمة لإضافة حصص الفاكهة اليومية إلى نظامك الغذائي ما دمت تتناوله باعتدال.