شارك
الرئيسية
3 دقيقة
أظهرت دراسة حديثة منشورة في دورية سيركوليشن (Circulation) المعنية بأمراض القلب، أن استهلاك أكثر من لترين أسبوعياً من مشروبات الحمية الغازية (صودا دايت أو المشروبات الغازية الخالية من السكر) أو غيرها من المشروبات المُحلاة صناعياً يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بعدم انتظام ضربات القلب المعروف بالرجفان الأذيني بنسبة 20%.
ما هو الرجفان الأذيني؟ وما خطورته؟
الرجفان الأذيني، هو عدم انتظام ضربات القلب، وغالباً ما يصفه العديد من الأشخاص المصابين به على أنه “ارتعاش” أو “رفرفة” للقلب في الصدر. يعاني منه قرابة 40 مليون شخص من مختلف أنحاء العالم، ويشكّل خطر الإصابة به مصدرَ قلقٍ لـ 1 من كل 4 بالغين فوق سن 40.
يسبب الرجفان الأذيني للمرضى آلاماً في الصدر، وخفقان القلب، وضيق التنفس، والإرهاق. قد لا تظهر هذه الأعراض عند بعض المرضى، وربما يسبب الموت لهم دون معرفة السبب. يُعدُّ الرجفان الأذيني أيضاً أحد أسباب السكتة الدماغية الخطيرة، ويمكن أن يسبب جلطات الدم وفشل القلب، كما يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والخَرَف وأمراض الكلى.
تزداد احتمالية الإصابة به مع التقدم بالعمر والسمنة، بالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض الكلى المزمنة والتدخين واستهلاك الكحول والمخدرات.
في حال ظهور الأعراض وتشخيص المرض، يمكن علاج الرجفان الأذيني بالأدوية، وتغيير نمط الحياة بما في ذلك ضبط ضغط الدم، واتباع نمط حياة صحي للقلب يشمل تجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكوليسترول والدهون، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وخفض الوزن. أو قد يكون العلاج بإجراء عمليات جراحية أحياناً لإبطاء أو استعادة النبض الطبيعي للقلب.
اقرأ أيضاً: 8 مخاطر صحية لاستهلاك المشروبات الغازية المحلاة ستجعلك تنسى متعة طعمها الحلو اللاذع
المشروبات الغازية الخالية من السكر تزيد خطورة الإصابة بالرجفان الأذيني
أجرى باحثون من الصين دراسة أفادت بأن الأشخاص الذين يشربون لترين أو أكثر أسبوعياً من المشروبات الغازية الخالية من السكر (أي ما يعادل عبوة متوسطة الحجم يومياً)، يمكن أن يكونوا أكثر عرضة للإصابة بالرجفان الأذيني بنسبة 20%.
بالإضافة إلى هذه المشروبات، درس الباحثون ضرر المشروبات التي تحتوي على السكر المضاف والعصائر النقية غير المُحلاة، مثل عصير البرتقال. وقد وجدوا أن المشروبات التي احتوت على السكر المضاف ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بالرجفان الأذيني بنسبة 10%، في حين أن شرب نحو 100 ميلي لتر من العصائر النقية غير المُحلاة ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بهذه الحالة بنسبة 8%.
شملت الدراسة بيانات نحو 202 ألف شخص على مدى 10 سنوات، تتراوح أعمارهم بين 37 و73 عاماً، وكان أكثر من نصفهم من الإناث. ووجدت أن النسبة الأكبر من المستهلكين للمشروبات المُحلاة صناعياً من الإناث صغيرات السن، واللاتي يعانين زيادة الوزن وداء السكري من النوع الثاني، كما وجدت أن الذكور الصغار السن يشربون المشروبات المُحلاة بالسكر بنسبة أكبر من الإناث، ويعانون زيادة الوزن، ولديهم معدل انتشار أعلى لأمراض القلب.
وأشار الباحثون إلى أن علاقة هذه المشروبات بالرجفان الأذيني لا تتأثر بالعوامل الوراثية، على الرغم من أن نسبة كبيرة من إصابات الرجفان الأذيني وراثية.
اقرأ أيضاً: ما الذي يحويه مشروبك المفضل؟ المكونات الخفية للمشروبات الغازية
قبل تأكيد النتائج، من المهم إجراء المزيد من الأبحاث حول هذه المشروبات، ودراسة تأثيراتها الكاملة على القلب، والحالات الصحية الأخرى. ولحين ذلك، يُنصح بالحد من هذه المشروبات، وشرب الماء عوضاً عنها.
يقول الدكتور نينججيان وانغ، كبير الباحثين في الدراسة والأستاذ في كلية الطب بجامعة هارفارد، والدكتور في مستشفى شنغهاي الشعبي التاسع وكلية الطب بجامعة شنغهاي جياو تونغ في شنغهاي في الصين: “لا يمكن لنتائج دراستنا أن تخلص بشكلٍ قاطع إلى أن أحد المشروبات يشكّل مخاطر صحية أكثر من الآخر بسبب تعقيد نظامنا الغذائي، ولأن بعض الناس قد يشربون أكثر من نوع واحد من المشروبات”.
وأضاف وانغ: “بناءً على هذه النتائج، نوصي الأشخاص بتقليل أو حتى تجنب المشروبات المُحلاة صناعياً والمُحلاة بالسكر كلما أمكن ذلك. لا يُعدُّ شرب المشروبات المُحلاة صناعياً القليلة السكر والسعرات الحرارية صحياً، فقد تشكّل مخاطر صحية محتملة”.
اقرأ أيضاً: منظمة الصحة العالمية تعتزم إدراج الأسبارتام «محلي المشروبات الغازية الدايت» كمادة مسرطنة محتملة
تُعدُّ هذه الدراسة الأولى التي تشير إلى وجود علاقة بين زيادة خطر الرجفان الأذيني والمشروبات الخالية من السعرات الحرارية والمنخفضة السعرات الحرارية وكذلك المشروبات المُحلاة بالسكر. وبناءً على نتائجها، لا يمكن الجزم بأن المشروبات الغازية المنخفضة السعرات الحرارية أو الخالية من السعرات الحرارية مع المحليات الصناعية أكثر صحة من المشروبات الغازية التقليدية ذات السعرات الحرارية المنخفضة، ويتطلب الأمر المزيد من الدراسات.