ما هو النظام الغذائي الأمثل لمرضى ارتفاع الدهون الثلاثية والكوليسترول؟

3 دقائق
ما هو النظام الغذائي الأمثل لمرضى ارتفاع الدهون الثلاثية والكوليسترول؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Pormezz

عادة ما يتبادر للذهن عند ذكر الدهون الثلاثية أنها ضارة ويجب عدم تناولها، لكن هذا ليس دقيقاً بشكل كامل، فالدهون الثلاثية هي مصدر للطاقة، ودرع للحماية من البرد، من بين مهام أخرى ضرورية تقوم بها في الجسم. يحصل عليها الإنسان بعد وجبة مليئة بالدهون والسكريات. ولكن، الكثير منها قد يؤدي لمخاطر صحية متمثلة بأمراض القلب والأوعية الدموية، إذاً لا بُدّ من إدارة مستوياتها من خلال اتباع نظام غذائي محدد خاص بمرضى ارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية. فماذا تأكل عندما تكون مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول مرتفعة لديك؟

ما هي الدهون الثلاثية وما علاقتها بالكوليسترول؟

الدهون الثلاثية هي ما تمتلئ به الأنسجة الدهنية في الجسم، فهي الشكل الرئيسي لدهون الجسم المخزنة، أي هي مصدر للطاقة في الجسم، إذ ينتج عن حرق كل غرام منها ما يعادل 9 سعرات حرارية، إلا أن أنماط الحياة الحديثة، حيث قل النشاط البدني وتنوعت الأصناف الغذائية، تسببت بزيادة مدخول الدهون عما يحتاجه الجسم. لذلك يقوم بتخزينها على شكل دهون ثلاثية، لكن ذلك لا يعني زيادة مخزون الطاقة في حال لم تترافق بنشاط بدني كافٍ، حيث تميل الخلايا الدهنية الزائدة لجذب خلايا التهابية تُعرف بالسايتوكينات، تتسبب في اضطراب قدرة الجسم على التعامل من السكر في الدم، ويزداد خطر الإصابة بمجموعة من الحالات تعرف بمتلازمة التمثيل الغذائي، وتتضمن:

يؤدي ارتفاع نسبة البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة (الكوليسترول الضار) على حساب الكوليسترول مرتفع الكثافة (الكوليسترول المفيد)، حيث تكون الدهون الثلاثية مع الكوليسترول الضار "حزمة مركبة" إلى زيادة  نسب اللويحات في شرايين القلب وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

اقرأ أيضاً: نوبة وسكتة دماغية: إليك طرق خفض الكوليسترول والدهون الثلاثية 

النظام الغذائي الخاص بمرضى ارتفاع الدهون الثلاثية والكوليسترول

يقول هنري جينسبيرج، أستاذ الطب في معهد إيرفينغ بجامعة كولومبيا في نيويورك لموقع "ويب إم دي" الطبي: "لا يهم إذا كنت تتناول بروتيناً بنسبة 100% أو كربوهيدرات بنسبة 100%، فإذا كنت تأكل أكثر مما تحرق سوف تصنع الدهون الثلاثية" لذلك يمكن إدارة نسبة الدهون الثلاثية في الجسم، باتباع نظام غذائي لفقدان الوزن، إلى جانب ممارسة الرياضة، وهو النظام الغذائي منخفض الدهون المشبعة والكوليسترول والكربوهيدرات البسيطة، والغني بالكربوهيدرات المعقدة، بعبارة أخرى يعتمد على ما يجب تجنبه مثلما على ما يجب تناوله. وإليك بعض الإرشادات التي تضمن اتباعك نظاماً غذائيّاً ملائماً إن كنت تعاني من الكوليسترول المرتفع:

قل لا للسكريات البسيطة والمضافة

هذا يتضمن كل ما يحتوي على سكر مضاف كالحلويات والمشروبات المحلاة، بالإضافة إلى السكريات البسيطة الطبيعية كما في عصير الفواكه، حيث تنتج عنها كمية كبيرة نسبياً من السعرات الحرارية، والتي قد تتحول إلى دهون ثلاثية. كما بينت الدراسة المنشورة في "المجلة الأمريكية للتغذية السريرية" (The American Journal of Clinical Nutrition)، أن استهلاك السكر المضاف تسبب بارتفاع مستويات الدهون الثلاثية في الدم، لذا ارتبطت الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات، بانخفاض مستوى الدهون الثلاثية في الجسم، حيث توصي جمعية القلب الأميركية باستهلاك ما لا يزيد على 100-150 سعرة حرارية من السكر المضاف يومياً.

تناول المزيد من الألياف

تؤدي الألياف دورها في خفض نسبة الدهون الثلاثية في الجسم من خلال إبطاء امتصاص الدهون والسكريات في الأمعاء الدقيقة، مثلما أشارت الدراسة التي نُشرت في دورية "العناصر الغذائية" (Nutrients)، حيث انخفضت الدهون الثلاثية في الدم بنسبة 50% لدى المشاركين بالدراسة بعد تناولهم الحبوب الغنية بالألياف إلى جانب وجبة الإفطار الغنية بالدهون.

علاوة على ذلك، يدخل الكوليسترول الضار في تكوين "الصفراء"؛ وهي عبارة عن سائل يُصنع في الكبد ويُخزن في المرارة، وتعمل على هضم الدهون وتحليلها، لذا يمكن بإزالة الصفراء خفض الكوليسترول الضار، وهو ما تقوم به الألياف الصمغية، حيث يلتصق كل غرام واحد منها بالصفراء ويزيلها بنسبة 1% مع فضلات الجسم، ونجدها في الحبوب الكاملة كالكينوا والشعير والجاودار والأرز البني، بالإضافة للفواكه كالتوت والتفاح والرمان والفراولة والبقوليات والمكسرات.

تجنب الدهون المتحولة

هي دهون قد تكون صناعية وتتم إضافتها للغذاء لإطالة مدة صلاحيته، كما نجدها في الأغذية المقلية والمخبوزات التجارية والمصنعة بزيوت مهدرجة جزئياً. ربطت الدراسة التي نُشرت في "المجلة الباكستانية للعلوم الطبية" (PAKISTAN JOURNAL OF MEDICAL SCIENCES) بين ارتفاع نسبة الدهون المتحولة في الطعام وزيادة مستويات الكوليسترول الضار وأمراض القلب، بسبب خصائصها الالتهابية.

تناول الأسماك الدهنية

توصي جمعية القلب الأميركية والإرشادات الغذائية للأميركيين بتناول وجبتين من السمك الدهني الغني بأحماض أوميغا 3، ما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، حيث أشارت الدراسة التي نُشرت في دورية "أبحاث التغذية" (Nutrition Research) إلى أن تناول وجبتي سمك سالمون في الأسبوع خفض نسبة الدهون الثلاثية في الدم، بالإضافة للسلمون يمكن تناول التونة والسردين والرنجة.

استبدال الدهون المشبعة بالدهون الصحية غير المشبعة

توجد الدهون غير المشبعة في زيت الزيتون والأفوكادو والمكسرات والأسماك الدهنية والبذور، وتشير الدراسة المنشورة في "المجلة الطبية البريطانية" (BMJ) إلى قدرة الدهون الأحادية والمتعددة غير المشبعة على خفض تركيز الدهون الثلاثية في الدم، لأنها وبشكل أساسي تحل مكان الكربوهيدرات، بالإضافة إلى تقليل نسبة الكوليسترول الضار ودعم صحة القلب.

اقرأ أيضاً: هل تناول المزيد من الدهون يضر صحتنا؟ 

المزيد من فول الصويا

وفقاً لدراسة نُشرت في دورية "العناصر المغذية" (Nutrients)، فإن لبروتين فول الصويا دوراً في الحماية من أمراض القلب والأوعية الدموية لأنه قلل من نسبة الدهون الثلاثية في الدم. كما بينت دراسة أخرى نُشرت في "المجلة الأميركية للتغذية السريرية" (The American Journal of Clinical Nutrition)، إلى أنه يمكن لمركب الإيسوفلافون في فول الصويا خفض نسبة الكوليسترول الضار. كذلك الأمر بالنسبة للبقوليات، فهي مصدر للألياف والبروتينات، ويساعد هذان المكونان على زيادة الإحساس بالشبع، والحفاظ على نسبة السكر في الدم، مثل الفاصولياء والعدس والبازلاء والفول.

قد لا تتمكن بين ليلة وضحاها من خفض نسبة الدهون الثلاثية والكوليسترول بتغيير عاداتك الغذائية، إلا أنه ومن المؤكد أن ما تتناوله يؤثر بشكل مباشر على صحتك.

المحتوى محمي