دليل مبسّط لمساعدة أطفالك على بناء عادات غذائية صحية

9 دقائق
انتقائية الطعام عادات غذائية صحية
shutterstock.com/ Ermolaev Alexander

يتلقى الناس الكثير من النصائح غير المرغوب بها حول رعاية أطفالهم، ولعل معظمها يتعلق بشأن بناء عادات غذائية صحية مثل: ماذا ومتى وكم يجب أن يأكل الأطفال؟ لذلك من المفهوم تماماً -بصفتك أحد الوالدين أو مقدّم الرعاية- أن تشعر بقلق مضاعف بشأن تغذية ورفاهية أطفالك.

ربما لا يوجد حتى نظام غذائي مثالي واحد يعتمد عليه الناس، وبالتأكيد لم تكتشفه الأبحاث بعد؛ ولكننا نعلم أن اتباع نظامٍ غذائي لفقدان الوزن ليس طريقةً جيدةً للبقاء بصحة جيدة بالنسبة لمعظم الناس. يُسوَّق للحميات الغذائية ومظاهر التشجيع على فقدان الوزن في كل مكان، ويمكن أن تكون ضغوط النظام الغذائي أكثر ضرراً على الأطفال من البالغين؛ حيث يزيد اتباع حميةٍ غذائية في سن مبكرة من خطر الإصابة باضطراب الأكل في وقتٍ لاحق من الحياة، وحتى مجرد حديث الآباء بشكلٍ سلبي عن الطعام وصورة الجسم أمام أطفالهم، قد يجعلهم أكثر عرضةً لتقييد تناولهم للطعام.

تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الأنظمة الغذائية مثل «الأكل البديهي» و«الأكل اليقظ»، يمكن أن تدفع الناس إلى تناول أطعمة أكثر تنوعاً ومتوازنة صحياً بشكلٍ عام، والشعور بقلق أقل بشأن الطعام وصورة الجسم. وفقاً للخبراء؛ يركز الأكل البديهي الذي يُعتبر في بعض النواحي عكس الحمية الغذائية، على تعلم قراءة واحترام إشارات جوع الجسم التي تعلَّم الكثيرُ منا تجاهلها بسبب ضغوط الحميات الغذائية وضغوط فقدان الوزن. وينطوي الأكل البديهي أيضاً على محاولة التخلص من أي ارتباط أخلاقي بتناول أنواع معينة من الطعام - بعبارة أخرى؛ لا يوجد شيء محظور لأنه «سيئ» بالنسبة لك. 

تقول «إيمي سيفرسون»؛ أخصائية التغذية المسجلة في بيلينغهام بواشنطن، والمؤلفة المشاركة للكتاب الذي سيصدر قريباً «How to Raise an Intuitive Eater»: «الطفولة هي الوقت المثالي لتوطيد علاقة الشخص الصحية بالطعام؛ حيث تولد الغالبية العظمى من الناس كأكلةٍ بديهيين - إنه شيءٌ متأصلٌ فينا».

وتوضح سيفرسون: «كطفلٍ صغير؛ ربما كانت أفكارك بسيطةً عن الطعام. أنا جائع، لذلك يجب أن آكل، أو أنا عطشان، لذلك يجب أن أشرب. المشكلة هي أن العديد من الآباء يقمعون هذه الغرائز عن غير قصد»، وتضيف: «لقد أخبرني الكثير من المراجعين أن آباءهم قالوا لهم عندما كانوا يعبرون عن شعورهم بالجوع بأنهم يشعرون بالملل وليسوا جائعين. لا شك في أن مقدمي الرعاية يريدون الأفضل لأطفالهم حقاً، إنهم يحاولون وقايتهم من المشاكل الصحية أو من التنمر؛ ولكنهم بذلك يؤسسون لعلاقة سلبية مع الجسم».

اقرأ أيضاً: الأطفال الذين يأكلون الخضار والفواكه يتمتعون بصحةٍ نفسية أفضل 

وفقاً لسيفرسون؛ عندما يطلب مقدم الرعاية الموثوق من الطفل ضمنياً ألا يأكل عندما يكون جائعاً، أو أنه لا ينبغي أن يثق بإشارات الجوع الخاصة به، أو أن بعض الأطعمة «سيئة» له، فإن عدم ثقة الطفل بنفسه يمكن أن تترسخ بسهولة ضمن معتقدات الطفل الأساسية. ومع ذلك، فهناك الكثير من الطرق لمساعدة أطفالك على الاحتفاظ بوعي طبيعي بما تحتاجه أجسامهم.

خطوات بناء عادات غذائية صحية للأطفال

إليك بعض الأشياء التي يجب وضعها في الاعتبار إذا كنت تتطلع إلى تشجيع طفلك على أن تكون له عادات غذائية صحية:

1. راجع معتقداتك حول الطعام

نظراً لأنه من السهل جداً على مقدمي الرعاية نقل عاداتهم الغذائية المضطربة لأطفالهم، فإن الخطوة الأولى المهمة لوضع معايير صحية لأكل طفلك هي مراجعة عاداتك الغذائية.

تقول «فيرجينيا سول سميث»؛ الصحفية التي أمضت سنوات في التحقيق في النظام الغذائي والتغذية ومؤلفة كتاب «غريزة الأكل» (The Eating Instinct): «لا أشعر بالضرورة بالأمان أو أنني أستطيع أن أثق بنفسي بشأن الطعام، وهذا أكثر شيوعاً مما ندرك. في الواقع؛ نحن نعيش في بيئةٍ تشجعنا باستمرار على ألا نثق بأجسادنا».

وتشجع سميث مقدمي الرعاية على إعادة التفكير في تجارب طفولتهم مع الأكل وتقول: «لطالما أجبرك والداك على تناول الخضراوات التي كرهتها، هل باتت تعجبك اليوم؟ غالباً ما يكون الجواب بالنفي، لأنك رفضتها وشعرت بأن تناولها يشبه التعذيب، ولم يجعلك ذلك تحب الخضراوات أكثر».

وتتفق «إليز ريش»؛ أخصائية التغذية والمعالجة الغذائية المسجلة التي شاركت في تأليف أول كتاب عن الأكل البديهي في عام 1995؛ حيث تقول: «عندما تحاول إجبار الطفل على تناول طعامٍ معين للمرة الثانية، فلن يرغب به بعد ذلك، وتلك هي الطريقة التي تتطور بها الشخصية الصحية في الواقع».

بكلامٍ آخر؛ إذا كنت تعتقد بلا شك بأن تناول المزيد من الخضار وتقليل الأطعمة المصنعة هو الأفضل لصحة طفلك، فضع في اعتبارك أن المبالغة في تصوير كم هو سيئ تأثير رقائق البطاطس أو الحلوى على الصحة يمكن أن تكون له نتائج عكسية. تقول سميث في هذا الصدد: «تُظهر الأبحاث بوضوح أن استخدام أساليب الضغط القاسية فيما يتعلق بالعادات الغذائية يرتبط ارتباطاً وثيقاً بكل من مخاطر اضطرابات الأكل وخطر زيادة الوزن».

وتشدد سيفرسون وسميث وريش أيضاً على أن مقدمي الرعاية يجب أن يواجهوا تحيزاتهم الراسخة ضد زيادة الوزن، وهو ليس بالضرورة شيء غير صحي، خاصةً بالنسبة للأطفال الذين ما زالوا في طور النمو. تقول سيفرسون في هذا الصدد: «لا أعتقد أن معظم الآباء يقصدون الضغط على أطفالهم بشأن تناول الطعام؛ لكنهم يجعلون حبهم مشروطاً. إنهم يدفعون الأطفال للشعور بأن آباءهم سيحبونهم أو يعتنون بهم أكثر إذا كانوا أقل وزناً».

وتحثّ سيفرسون مقدمي الرعاية على مراجعة الطريقة التي يتحدثون بها عن شكل الجسم، ليس فقط عن أجسام أطفالهم؛ بل عن أجسامهم وأجسام الآخرين أيضاً. بالطبع؛ من المحتمل ألّا تتخلّص من معتقداتك الخاطئة حول الطعام وصورة الجسم بين عشية وضحاها. وتقول سميث: «سيكون من المفيد جداً -لنا ولأطفالنا- تقليل الحديث بشكلٍ سلبي سواء عن الطعام أو عن أجسادنا أمام أطفالنا».

2. توقف عن شيطنة الطعام وامنح الثقة لأطفالك بشأن ما يأكلون

تقول سيفرسون: «عندما يتعلّم الكبار الأكل البديهي بعد سنواتٍ من تقييد نظامهم الغذائي، فإنهم غالباً ما يخشون من أنهم لن يفعلوا شيئاً سوى تناول المزيد من الأطعمة «السيئة»؛ مثل المخبوزات والأطعمة المقلية. يعتقد الناس أننا نقول لهم تناولوا الكعك كل يوم؛ لكنهم في الواقع سيملّون منها بسرعة».

من المفهوم بالنسبة للآباء الذين تعلموا دائماً تجنب مثل هذه الأطعمة أن يتخيلوا أطفالهم يلتهمون الحلوى بنهم ويتجنبون تناول الخضراوات إذا أُتيحت لهم الفرصة. وتشير ريش إلى أن الآباء الذين يمنعون أطفالهم من تناول أطعمةٍ معينة قد يجدون أنهم ينجذبون إليها بحماس بمجرّد رفع القيود عن تناولها. وتضيف ريش: «ولكن يجب على الآباء الذين يفرضون القيود أن يعلموا أن الأطفال يذهبون إلى منازل أصدقائهم ويأكلون أي شيءٍ هناك. بمجرد أن تصبح الأطعمة المحظورة متاحةً لهم، فإنهم يعتادون على ندرتها ويفقدون هوسهم بهذه الأشياء».

تقول ريش: «في مرحلةٍ ما؛ ستبدأ في اشتهاء الأطعمة التي تجعلك تشعر بأنك بحالة جيدة جسدياً وعاطفياً. يمكن أن يدفع الخوف من الحرمان في المستقبل الناس إلى السعي وراء الحصول على ما يفتقدونه بحماسٍ مفرط».

وتستشهد سميث بأطفالها كمثال لإيجاد هذا التوازن، حيث تقول: «إنهم يحبون الشطائر التي تعدها سلسلة متاجر «Subway»، لذلك أقدم لهم الوجبات الجاهزة التي تعدها هذه السلسلة على العشاء مرة واحدة أسبوعياً، بينما يتناولون طعام المنزل المطبوخ على العشاء في الأيام الأخرى. إنهم يحبون وجبات «Subway»، لذلك من المهم أن يحصلوا عليهم من حينٍ لآخر بما يكفي لعدم التركيز عليها والهوس بها».

وتتفق سيفرسون في أن العكس صحيحٌ أيضاً وتقول: «الإفراط في التأكيد على الأطعمة «الصحية» يمكن أن يدفع الأطفال لتجنبها». وتضيف: «من المهم أن نُظهر أننا محايدون تجاه الطعام. في الواقع؛ لقد تعلمنا أن نُظهر حماسنا وسعادتنا أمام أطفالنا إذا ما تناولوا البروكلي مثلاً؛ لكن الأطفال بطبيعتهم سيفعلون أي شيء في وسعهم لمخالفتنا وإثارة غضبنا، لذلك يجب علينا عدم إضفاء شرعية من هذا النوع من على الأطعمة بهذه الطريقة أيضاً».

وتقول ريش: «أفضل شيء يمكنك القيام به هو جعل مختلف الأطعمة متكافئةً من الناحية عاطفياً، وعدم منع أيّ منها». وتتذكر ريش بحماسةٍ أحد المرضى الذي طلب من طفله أخذ ما يريد من الطعام إلى المدرسة؛ ولكنه لم يختر رقائق البطاطس أو الحلوى؛ بل اختار بدلاً عنها الملفوف الصيني (بوك تشوي). في حين أن الأكل البديهي لن يدفع كل طفلٍ ليكون محباً للخضار بالتأكيد؛ لكنه لن يجعل أغلب الأطفال يرغبون بتناول الكعك بنهم لمجرد أنه غير محظور عليهم.

اقرأ أيضاً: لماذا من المهم أن ينام الأطفال مبكراً؟

3. وفّر أطعمةً متنوعةً لأطفالك لبناء عادات غذائية صحية

يشدد خبراء التغذية على أهمية أن يعرف الأطفال بأن إشارات الجوع الخاصة بهم واحتياجاتهم الغذائية سيتم احترامها، وأن الطعام سيكون متاحاً عندما يشعرون بالجوع. تقول سميث في هذا الصدد: «هذا لا يعني تقديم الكعك لهم في كل وجبة وعدم تقديم الخضار على المائدة مطلقاً؛ بل توفير الأطعمة التي تعلم بأن أطفالك يفضلون تناولها، وحتى لو كان طفلك انتقائياً تجاه الأطعمة في الوقت الحالي، فيجب تقديم نوعين من الأطعمة على الأقل؛ مثل المعكرونة والجبن، كخيارٍ بديل كل ليلة». وتضيف سميث: «قدم لهم مجموعةً متنوعةً من الأطعمة؛ كالأطعمة التي تعلم أن أطفالك يفضلون تناولها، ولا تضغط عليهم أو تلمهم إذا لم يتناولوا البروكلي أو الدجاج أحياناً».

تشير سيفرسون إلى أن الأكل البديهي لا يعني ترك الأطفال يختارون قائمة الطعام بأكملها كل ليلة. بدلاً من ذلك، فإن المفتاح هو السماح لهم بأن يكون لهم رأي فيما يضعونه في أفواههم. تقول سيفرسون: «الشيء المهم هو أن يكون لهم رأيهم الخاص، وأن نمنحهم إمكانية الوصول إلى جميع أنواع الطعام، وأن يشعروا في النهاية بأنهم هم من يقررون ما يأكلونه». وتذكر سيفرسون -بناءً على تجربتها كأمّ واختصاصية تغذية- أن الناس يتوقون بفطرتهم إلى الفواكه والخضراوات، لأن العناصر الغذائية والألياف فيها تساعد الجسم على العمل بسلاسة والشعور بالراحة، والأطفال ليسوا استثناءً هنا.

4. تشجيع الطفل على تناول الطعام باستقلالية

تلاحظ ريش أن تعزيز غرائز الطفل الطبيعية المتعلقة بالطعام يكون أسهل كلما بدأنا به مبكراً، وتحديداً عند البدء بإدخال الأطعمة الصلبة إلى غذائه. تقول في هذا الصدد: «إنه وقت حرج عندما يكون عمر الطفل بين ستة أشهر إلى عام؛ حيث تبدأ بعض المشاكل. يشعر الآباء بضغطٍ أكبر لحمل أطفالهم على تناول الأطعمة المهروسة، ويعتقدون أنهم لن يكونوا بصحةٍ جيدة إذا لم يتناولوها».

لكن ريش تنصح مقدمي الرعاية بمقاومة الرغبة بحشو أفواه أطفالهم بعصيدة الخضراوات أو الفواكه. بالرغم من أن هذه الممارسة مقبولةٌ على نطاقٍ واسع، فهي الإشارات الأولى التي يتعلم من خلالها الأطفال بأن عليهم تلقي إشارات الطعام من الآخرين، وأن التمتع بصحةٍ جيدة ينطوي على تناول أطعمةٍ لا يستمتعون بها وحسب الوقت الذي يريده من يتحكم بالملعقة.

وتقول ريش: «يحصل الأطفال على معظم احتياجاتهم الغذائية خلال سنتهم الأولى من الحليب؛ ما يجعلها وقتاً مثالياً لإدخال الأطعمة الصلبة لهم كشيءٍ يمكنهم استكشافه بأنفسهم»، وتقترح أن يتم تقديم قطعٍ مناسبة الحجم ومتنوعة من الطعام للطفل -من أي طعامٍ يتناوله أفراد الأسرة الأكبر سناً إن أمكن- وإتاحتها ببساطة عن طريق وضعها في وعاء أو نثرها أمامه في صينية - يمكن وضعها على صينية المقعد المرتفع على سبيل المثال.

وتضيف ريش: «سيجلس الأطفال على كرسيهم المرتفع يشاهدون أفراد أسرتهم يأكلون ويستمتعون بالطعام، وستتاح لهم فرصة لمس وتذوق الأطعمة وبصقها من فمهم أيضاً. إنه وقت حرجٌ بالنسبة لهم؛ لكنهم سيحافظون على غريزتهم التي تسمح لهم باحترام رأيهم ورغباتهم».

وتشير سميث إن أوقات الوجبات العائلية تشكل فرصةً مهمةً لتشجيع أطفالهم على إقامة علاقة صحية مع الطعام مع تقدمهم في السن. يجب أن يشعر الأطفال بالثقة في أنهم سيحصلون على الأطعمة التي يحبونها، ويجب على مقدمي الرعاية أيضاً اغتنام الفرصة لإدخال أطعمة جديدة دون الضغط على الطفل لتناولها. وتذكر سيفرسون أنها إذا قدمت البروكلي أو السلمون أو البطاطا المهروسة لطفلتها، فقد ترفض تناول أي شيءٍ منها، فهي لا تهتم بالبروكلي أو السلمون على وجه الخصوص، بينما تكره البطاطا المهروسة؛ ولكن سيفرسون تعلم أنها إذا أضافت طبقاً من الأرز إلى المائدة، فإن طفلتها ستتناوله كله بسعادة.

تقول سيفرسون: «ربما لن تأكل الخضار أو السمك في تلك الليلة؛ ولكنها ستتعرض لهما، وهو أمر مهم أيضاً، وبذلك لن تربط هذه الأطعمة بالنوم جائعةً أو بذكرى إجبارها على تناول شيءٍ لا تحبه في الواقع».

وتذكّر سميث مقدمي الرعاية بالتركيز على الهدف طويل المدى المتمثل في تربية أطفالٍ يثقون في أجسادهم، وعدم القلق عندما لا تكون الوجبات الفردية مثاليةً؛ حيث تقول: «الطعام مهارة حياتية ومهارة طويلة الأمد، وليست شيئاً يجب أن تتقنه في الصف الأول».

اقرأ أيضاً: نحيل وضعيف: كيف أزيد وزن طفلي؟

5. انظر إلى الصحة بشكلٍ عام لبناء عادات غذائية صحية

قد يكون من الصعب تشجيع الأطفال على تناول ما يحلو لهم بالنسبة للأشخاص الذين أمضوا حياتهم يتناولون الأطعمة «الجيدة» وهم يحافظون على وزنهم المنخفض وصحتهم. ومما قد يزيد الطين بلةً أن العديد من أطباء الأطفال -الذين لا يتلقون عادةً تدريباً نفسياً أو حول العادات الغذائية- ينصحون بتخفيض وزن الطفل إذا كان مؤشر كتلة الجسم زائداً وأظهر بأنهم يعانون من السمنة.

في الحقيقة؛ يذكر العديد من مرضى ريش الذين يعانون من اضطرابات الأكل، حادثةً جرت معهم في عيادة الطبيب -حيث شعروا بالإحراج بسبب وزنهم الزائد أو تم إخبارهم بأن عليهم تجنب بعض الأطعمة- كإحدى الأسباب الرئيسية وراء تجربتهم في تقييد الطعام.

لكن ريش تشير إلى أننا، وبالرغم من أننا في الواقع لا نعرف سوى القليل جداً عن كيفية التحكم في الوزن أو مدى تأثيره على مختلف جوانب الصحة؛ إلا أننا نعلم أن وصمة العار الناتجة عن السمنة والضغط بشأن تناول الطعام والظهور بشكلٍ معين يسببان الكثير من التوتر لنا. يمكن أن يؤدي هذا الإجهاد إلى الاكتئاب ومشاكل الصحة العقلية الأخرى، ويمكن أن تزيد المستويات المرتفعة من هرمون التوتر «الكورتيزول» من خطر الإصابة بأمراض مثل السكري والسكتة الدماغية.

من جانبها؛ تشجع سميث مقدمي الرعاية على تبني نظرةٍ أكثر شموليةً للصحة. تقول ضاحكةً: «مفهوم الآباء للصحة محدود جداً، فإذا كان تعريفهم لها هو كمية الخضراوات التي يتناولها الطفل، فإن كل ما أقوله عديم الفائدة؛ لكن مفهوم الصحة أوسع بكثير، ويتعلق بالصحة العقلية والنوم والحيوية وكيف يشعر الأطفال تجاه أنفسهم».

وتتذكر سيفرسون أن شخصاً ما سأل أحد زملائها عما يجب على الوالدين فعله إذا حاول طفل أكل 5 كعكات في وجبةٍ واحدة. تقول: «قال له: لماذا لا تسألهم عن حالهم؟ أعتقد أن الأمر يتعلق بهم تحديداً»، وتضيف قائلةً: «في الواقع؛ لا يتم تشجيع الآباء غالباً على سؤال أطفالهم إن كانوا سعداء وراضين».

اقرأ أيضاً: انتقائية الطعام: كيف تساعد أطفالك على تناول طعام متنوع؟

هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً

المحتوى محمي