الكبد فنان شامل، فهو المحطة المركزية لعملية التمثيل الغذائي، ومصفاة الجسم من مسببات الأمراض والفضلات. يخزن الطاقة للأوقات العجاف وينتج عوامل التخثر. ببساطة هو عضو لا يمكن الاستغناء عنه، وأي سوء قد يصيبه ستنعكس آثاره السلبية على الجسم بالكامل، لذا من المهم دعم الكبد في عمله.
توفر الطبيعة لك العديد من المساعدين تحت تصرفك، فباستخدام أعشاب معينة يمكنك المساعدة في تطهير الكبد من السموم الزائدة ودعم وظائفه بشكل عام، فلنتعرف على بعض أهم الأعشاب المفيدة للكبد.
أعشاب مفيدة لصحة الكبد
1. حليب الشوك
حليب الشوك أو الحرشف البري (Silybum marianum)، هي تسميات لنبات عشبي شوكي مزهر، ينتمي لعائلة الأقحوان، يتميز بخطوط بيضاء (كالحليب) على أوراقه الشوكية، ويعود أصله لمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. يحتوي شوك الحليب بشكل أساسي على مادة السيليمارين في بذوره، وهي مادة ذات خصائص مضادة للأكسدة.
استُخدم منذ أكثر من 2000 عام في طب الأعشاب، لعلاج القناة الصفراوية وأمراض الكبد، وهو ما أكدته الدراسة المنشورة في دورية بحوث العلاج بالنباتات (Phytotherapy Research). اقترحت الدراسة أنه يمكن لمادة السيليمارين أن تعزز تجديد خلايا الكبد، وتقلل الالتهاب لدى المصابين باضطرابات الكبد. كما أشار خبراء موقع هيلث لاين إلى أنها قد تساعد في:
- الحماية من تطور أمراض الكبد.
- إطالة العمر لدى الأشخاص المصابين بتليف الكبد الكحولي.
- تحسين جودة الحياة لدى الأشخاص المصابين بأمراض الكبد.
اقرأ أيضاً: 10 أنواع مختلفة من شاي الأعشاب وفوائدها الصحية
2. القتاد
القتاد أو أستراغالوس ميمبراناسيوس (Astragalus Membranaceus)، هو نبات عشبي من عائلة البقوليات. وفقاً للدراسة المنشورة في دورية التقارير العلمية (Scientific Reports)، يحتوي الأستراغولوس على مكونات نشطة، تفيد في إدارة أعراض أمراض الكبد، مثل تليف الكبد وارتفاع ضغط الدم البابي.
3. الكركم
الكركم هو من أنواع التوابل المشتقة من جذر نبات كركم لونغا (Curcuma longa)، وهو من النباتات العشبية المعمرة التي تنتمي لعائلة الزنجبيل. يحتوي مستخلص الكركم على زيوت متطايرة ومادة الكركمين بشكل أساسي، وهي مواد مضادة للالتهابات والأكسدة.
يعاني المصابون من مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD) من تراكم الدهون في الكبد، ما قد يؤثر على وظائفه بمرور الوقت، ويغطي على مجموعة واسعة من اضطرابات الكبد من التنكس الدهني البسيط إلى تليف الكبد، كما يزيد من خطر الإصابة ببعض الاضطرابات الأيضية مثل السمنة ومقاومة الإنسولين وعسر شحميات الدم وارتفاع ضغط الدم وضعف التمثيل الغذائي للدهون، وما يرتبط به من خطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
أشارت الدراسة المنشورة في مجلة الكيمياء الحيوية الخلوية (Journal of Cellular Biochemistry)، إلى أن العلاج اليومي بـ 500 مليغرام من مركب الكركمين و5 مليغرامات من مركب الببيرين المستخلص من الفلفل، ولمدة 12 أسبوعاً، قلل بشكل كبير من:
- محتوى الدهون في الكبد.
- مستويات إنزيمات الكبد (AST ALT).
- مستوى الكوليسترول منخفض الكثافة (LDL) الضار.
- الالتهابات الناتجة عن (NAFLD).
4. الهندباء
الهندباء أو (Taraxacum officinalis)، هو نبات عشبي استخدمت أوراقه بشكل واسع في الغذاء، إلا أن خبراء الطب البديل (Naturopathy) وضحوا أن لجذور الهندباء القدرة على إزالة السموم من الكبد، وتخفيف أعراض بعض اضطراباته. علاوة على ذلك، أشارت دراسة نُشرت في دورية الجزيئات (Molecules) إلى أن السكريات المتعددة الموجودة في الهندباء قد تكون مفيدة لوظائف الكبد.
5. الزنجبيل
الزنجبيل (Zingiber officinale) هو نبات عشبي معمر، يُزرع لجذوره واستخداماتها العديدة في الطهي. يحتوي جذر الزنجبيل على مركبات حيوية، ذات خصائص مضادة للأكسدة، بما في ذلك الجينجيرول والشواغول، حيث أشارت الدراسة التي نُشرت في دورية أمراض الجهاز الهضمي السريرية والتجريبية (Clinical and Experimental Gastroenterology)، إلى أن تناول الأشخاص المصابين بمرض التهاب الكبد الدهني غير الكحولي لـ 1500 مليغرام من مكملات الزنجبيل، بشكل يومي لمدة 12 أسبوعاً، قلل بشكل كبير من إنزيمات الكبد والكوليسترول الضار وتراكم الدهون في الكبد، واختبار البروتين المتفاعل (CRP)، وهو أحد علامات الالتهاب.
بالإضافة إلى ذلك بيّنت الدراسة المنشورة في المجلة العالمية لأمراض الجهاز الهضمي (World Journal of Gastroenterology) أنه يمكن للزنجبيل أن يحمي الكبد من السموم مثل الكحول وبقايا المبيدات.
اقرأ أيضاً: تعرف على فوائد الزنجبيل ودوره في علاج سرطان البروستاتا وغيره
6. الهيل
الهيل هو توابل مصنوعة من بذور نبات الهيل (Elettaria Cardamomum)، وهو نبات عشبي معمر. وفي دراسة أجراها باحثون من جامعة بنها المصرية، ونُشرت في المجلة الدولية للعلوم الأساسية والتطبيقية (International Journal Of Basic And Applied Sciences)، تبين أنه يمكن لنبات الهيل أن:
- يقلل من مستويات إنزيمات الكبد.
- يقلل مستوى الدهون الثلاثية والكوليسترول.
- يساعد في منع تضخم الكبد.
- يحمي من الإصابة بأمراض الكبد الدهني.
إذاً، إذا كنت تتطلع إلى تحسين صحة كبدك، وبالتالي صحتك العامة، فقد يكون من المفيد التفكير في إضافة بعض هذه الأعشاب أومكملاتها إلى نظامك الغذائي بانتظام، بعد استشارة طبيبك المختص.