الهدف من عملية الهضم هو تحطيم جزيئات الطعام الكبيرة إلى أخرى أصغر ليتم امتصاصها واستخدامها كمصدر للطاقة والنمو وإصلاح الخلايا، بمعنى آخر يجب تحويل الطعام والشراب إلى جزيئات أصغر من العناصر الغذائية الأساسية مثل الأحماض الأمينية والسكريات والأحماض الدسمة، حتى تصبح قابلة للامتصاص والنقل إلى خلايا الجسم.
تتم معظم عملية امتصاص الأغذية في الأمعاء الدقيقة بما في ذلك امتصاص الماء والمعادن، ليتم بعد ذلك نقلها إلى الخلايا، ولكن ما المدة التي تستغرقها هذه العملية؟ بمعنى آخر بعد كم ساعة من تناول الطعام نقول إن الجسم حصل على مغذيات الوجبة؟
اقرأ أيضاً: هل ممارسة الرياضة دون الالتزام بحمية غذائية استراتيجية فعّالة لفقدان الوزن؟
بعد كم ساعة من تناول الطعام يتم الامتصاص ويستفيد الجسم من الأغذية؟
يتم الامتصاص بعد هضم الطعام بشكل كامل، إذ لا تُمتص الأغذية بالشكل الذي يتم تناولها عليه، تستغرق عملية الامتصاص هذه عادة ما بين 3 إلى 6 ساعات بعد تناول الطعام.
تختلف المدة الزمنية التي يستغرقها هضم الطعام وامتصاص العناصر الغذائية من شخص لآخر ومن مادة غذائية إلى أخرى، كما يعتمد الوقت اللازم لمرور الطعام عبر الأنبوب الهضمي على مجموعة متنوعة من العوامل المختلفة وعلى رأسها دسامة الوجبة والجنس والحالة الإنجابية والعوامل النفسية. وبشكل وسطي يتم تفريغ نصف محتويات المعدة في غضون 2.5 إلى 3 ساعات وتصبح فارغة تماماً خلال 4-5 ساعات من الوجبة.
وبذلك تبدأ عملية الامتصاص بشكل تقريبي بعد 3 إلى 6 ساعات من تناول الطعام، ويتم امتصاص الكربوهيدرات عادةً أولاً ويلي ذلك البروتين ومن ثم الدسم.
كيف تُحسّن من عملية امتصاص الأغذية؟
لا يكفي تناول الطعام الغني بالمغذيات للاستفادة منه، إذ إن هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تؤثر على طريقة امتصاص الجسم للعناصر الغذائية، وهذا ما يفسّر حدوث بعض الأعواز الغذائية حتّى عند تناول جميع العناصر الغذائية. وللمساعدة على جني فوائد العناصر الغذائية، إليك بعض الطرق لتحسين الامتصاص:
- إقران تناول بعض الأغذية بأخرى تعزز من امتصاصها: إذ يؤدي مزج الأطعمة دوراً في امتصاص العناصر الغذائية، حيث يُمتص الحديد بشكل أفضل عند تناوله مع الأغذية الغنية بفيتامين C، ويُمتص الكالسيوم بشكل أفضل عند تناوله مع فيتامين D. من جهة أخرى، لامتصاص الفيتامينات الذوابة في الدسم بشكل أفضل، مثل فيتامين B وA وE، يُفضل تناولها مع الأطعمة الغنية بالدسم.
اقرأ أيضاً: ما الآلية التي تفقد فيها أجسامنا الوزن عند الالتزام بحمية قليلة السعرات الحرارية؟
- مضغ الطعام ببطء وبشكل جيد: لا ينشط مضغ الطعام الجيد إفراز الإنزيمات الهاضمة من غدد الفم فحسب، بل يساعد في تكسير الروابط بين جزيئات الغذاء ما يساعد في امتصاص العناصر الغذائية.
- تناول طعامك بـ"راحة": لا يتعلق الأمر فقط بما تأكله، بل بالطريقة التي تأكله فيها أيضاً، مثل تناول الطعام وأنت متوتر، فالتوتر يرفع مستويات الكورتيزول ويسرّع نبض القلب، ويجعل الجسم يكرّس طاقته للتعامل مع الإجهاد، ما يؤدي إلى إبطاء إفراغ المعدة والذي بدوره يؤثر على هضم وامتصاص واستقلاب العناصر الغذائية الموجودة في الطعام.
- الانتباه لقوام الطعام "سائل أم صلب": لطالما قيل لنا إن تناول الفاكهة أفضل من شرب العصير، صحياً ذاك أفضل ولكن اتضح أن امتصاص العناصر الغذائية من أنواع معينة من العصائر أسهل من تناول الفاكهة بأكملها.
- إدخال البروبيوتيك في النظام الغذائي: البروبيوتيك أو الأطعمة المخمرة مهمة لعمل الأمعاء، فهي تحتوي على كائنات دقيقة تسهل الهضم وتساعد في امتصاص العناصر الغذائية.
كيف تكتشف إن كان لديك سوء امتصاص وأن جسمك لا يمتص الغذاء؟
تشير متلازمة سوء الامتصاص إلى عدد من الاضطرابات التي لا تستطيع فيها الأمعاء الدقيقة امتصاص ما يكفي من بعض العناصر الغذائية والسوائل، والذي بدوره يُضعف الجسم ويجعله عرضة لحدوث الإنتانات ومشكلات في النمو بشكل أكبر. قد يشتبه الطبيب في متلازمة سوء الامتصاص إذا كان لديك:
- إسهال مزمن.
- ظهور أعراض تشير إلى حدوث أعواز في الفيتامينات والمعادن.
- فقدان الوزن بشكل ملحوظ على الرغم من اتباع نظام غذائي متوازن.
- الشكوى من انتفاخ في البطن وتراكم الغازات.
- وهن وضعف عضلي.
- شحوب الوجه.
- التعب والإرهاق.
اقرأ أيضاً: هل تقدم ممارسة الرياضة لمدة 15 دقيقة يومياً نفس فوائد ممارستها لمدة أطول؟
هل شرب الماء أثناء أو بعد الوجبة يؤثر أو يخل بعملية الهضم؟
يُتهم شرب الماء أثناء تناول الطعام بإحداث عسر الهضم وبتمديد البطن وتراكم الدهون في منطقة البطن، والحقيقة أنه لا داعي للقلق حول كون شرب الماء أثناء وجبة الطعام أو بعدها يمدد العصارة الهاضمة معيقاً للهضم، في الواقع يساعد شرب الماء أثناء الوجبة أو بعدها في تكسير الروابط بين جزيئات الطعام ما يجعلها أكثر قابلية للامتصاص من قبل الجسم.
ومع ذلك، تُنصح مجموعة من المرضى بتجنب شرب الماء أو أي نوع من المشروبات أثناء تناول الطعام وهم مرضى "القلس المعدي المريئي"، والسبب هو أن السوائل تزيد من حجم المواد القابلة للارتداد في المعدة، كما أنها تزيد الضغط داخل البطن والذي بدوره يسيء للقلس.