في خضم حياتنا المزدحمة، قد يكون من الصعب إيجاد وقت لممارسة الرياضة. لحسن الحظ، ليس عليك تضييع الكثير من الوقت لجني الفوائد الصحية للتمرين. أظهرت دراسة جديدة أنه إذا مارس كل شخص بالغ في الولايات المتحدة يزيد عمره عن 40 عاماً المشي لمدة 10 دقائق إضافية كل يوم، فسنمنع بشكل جماعي 110,000 حالة وفاة في البلاد كل عام.
استخدم الباحثون بيانات من دراسة استمرت من 2003 إلى 2006، والتي تابع العلماء فيها النشاط البدني للمشاركين لمدة أسبوع. قام الباحثون بتتبع معدلات الوفيات حتى عام 2015 في دراسة متابعة لحالات الوفاة، وقاموا بتحليل البيانات مقارنة بأنماط التمرين، وذلك باستخدام مدة نشاط المشاركين بدنياً مقاسة بالدقائق، ووجدوا أن ممارسة التمارين لـ 10 دقائق إضافية يومياً، بالإضافة إلى النشاط اليومي العادي، ارتبطت بانخفاض بنسبة 8% في إجمالي الوفيات بين الرجال، وانخفاض بنسبة 6% في إجمالي الوفيات بين النساء. نُشرت الورقة البحثية في 24 يناير/كانون الثاني 2022 في دورية «مجلة الجمعية الطبيّة الأميركية للطب الداخلي».
اقرأ أيضاً: متى وكيف اختُرع المشي؟
زيادة فردية في مستوى التمارين تعني صحة أفضل للجميع
تُظهر العديد من الأوراق الأكاديمية أنه يمكن للأفراد جني الفوائد الصحية عن طريق إضافة المزيد من التمارين إلى نظامهم اليومي. هذه الورقة مختلفة قليلاً لأنها، وفقاً لما قاله «بيدرو سان موريس»، المؤلف الرئيسي للدراسة، وعالم الأوبئة في المعهد الوطني للسرطان، لشبكة «سي إن إن» الإخبارية، «لا تركز على الفوائد الفردية، بل على الفوائد على مستوى السكان»، أضاف سان موريس: «يمكننا أن نجعل أمتنا أكثر صحة من خلال تشجيع الجميع على إضافة 10 دقائق إضافية من النشاط أو أكثر كل يوم».
على الرغم من أن هذه المعلومات ليست جديدة، إذ نعلم جميعاً أن ممارسة التمارين مفيدة، لكن لا يزال الامتناع عن النشاط يساهم في جزء كبير من الوفيات في الولايات المتحدة. تشير دراسة أجريت عام 2019 من مركز السيطرة على الأمراض الأميركي إلى أن أكثر من 8% من الوفيات «تُعزى إلى مستويات غير كافية من النشاط البدني»، وهو نمط ذو دلالة إحصائية بالنسبة للبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 40 وما فوق.
عشر دقائق ستعني الكثير
لحسن الحظ، لا يحتاج التمرين السريع إلى أن يكون شاقاً أو مملاً. ممارسة النشاط البدني لـ 10 فقط يمكن أن تتمثّل في ممارسة المشي أو تمارين وزن الجسم أو بعض تمارين تمديد العضلات الديناميكية البسيطة.
قال «دانا سانتاس» المساهم في اللياقة في شبكة سي إن إن، ومدرّب العقل والجسد، لشبكة سي إن إن الإخبارية: «إن ممارسة الرياضة لمدة 10 دقائق يومياً أسهل بكثير مما يعتقده الناس. فكّر في السرعة التي تمر بها 10 دقائق عندما تتصفح وسائل التواصل الاجتماعي أو تشاهد برنامجك التلفزيوني المفضل». أضاف سانتاس أن السر هو إيجاد سلسلة من الحركات التي تتطلب تحريك جسمك بالكامل بشكل معتدل.
يجدر الذكر أن الورقة الجديدة لم تتضمن أي تجارب، لم تكن هناك شروط أو مجموعات معيارية يمكن أن تحدد علاقات سببية، لذلك لا يستطيع مؤلفو الدراسة القول إن النشاط لمدة 10 دقائق في اليوم سيزيد من عمر الفرد الواحد. لكن فكرة هذه الدراسة كانت إظهار أن صحة المجتمع تتحسن إذا كان السكان ككل أكثر نشاطاً بدنياً، ما يقلل من احتمالات الوفاة الإحصائية لدى السكان البالغين.
قال سان موريس لصحيفة «ذا نيويورك تايمز»: «هناك رسالة في هذه البيانات لكيانات الصحة العامة» حول أهمية تعزيز النشاط البدني لتقليل الوفيات المبكرة، وتنطبق الرسالة بالتساوي على كل واحد منا.