من بين 8 مليارات نسمة يعيشون على سطح الأرض، يعاني أكثر من 2.3 مليار طفل وبالغ زيادة الوزن والبدانة. وهذا ليس كل شيء، إذ تشير التقديرات إلى أنه مع معدل النمو الحالي ومع إهمال التعامل مع هذه المشكلة، من المحتمل أن تعاني 1 من كل 5 إناث البدانة و1 من كل 7 ذكور منها بحلول عام 2030، ما يُشكل مصدر قلق حقيقياً لأن هذه الأعداد تمهّد الطريق لتصبح أعداداً لمرضى ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول وداء السكري وأمراض القلب التاجية.
ومن هذه النقطة، تميل الأبحاث في الآونة الأخيرة إلى استخدام المركبات النشطة بيولوجياً الموجودة في النباتات كعلاجٍ جديد لمكافحة البدانة والأمراض المرتبطة بها، ومن باب إضافة خيار صحي آخر إلى جانب اتباع النهج التقليدي المُتبع في تدبير البدانة، كممارسة الرياضة والصيام المتقطع وحمية الكيتو، وتقليلاً للحاجة لتدبير البدانة جراحياً. وقد بدأ الباحثون التماس نتائج واعدة بعد دراسة خصائص زهرة الكركديه الصالحة للأكل، ووجدوا أنه يمكن استخدامها كجزء من المكملات الغذائية لعلاج البدانة أو التحكم فيها.
اقرأ أيضاً: لشتاء دون زكام: إليك 10 فوائد صحية للكركديه تجعله أفضل العلاجات الطبيعية
دراسة أولى من نوعها تبحث في فاعلية مستخلص الكركديه في إنقاص الوزن
ترأست الدراسة أويندامولا فيفيان أوجولاري، وهي باحثة في العلوم البيولوجية وتأثير النباتات في الأمراض الاستقلابية في قسم علوم الأغذية والتكنولوجيا الحيوية في جامعة كيونغ بوك الكورية، واهتم البحث بدراسة قدرة المستخلصات الفينولية وحمض الهيدروكسيسيتريك الموجودة في زهرة الكركديه على منع تكون الدهون، إذ تم الحصول على هذه المستخلصات من زهرة الكركديه عن طريق استخدام المذيبات العضوية مثل الإيثانول والميثانول.
عولجت مجموعة من الخلايا الجذعية البشرية بالمستخلص الفينولي بينما عولجت مجموعة أخرى بحمض الهيدروكسي سيتريك، وذلك قبل أن يتم تحفيز الخلايا الجذعية لتتحول إلى خلايا شحمية ناضجة، وتمت مقارنة النتائج بخلايا ضابطة طبيعية لم تُعالج بأي من المستحضرات.
بيّنت النتائج أن الخلايا الجذعية المعالجة بحمض الهيدروكسي سيتريك لم تظهر أي تغير في محتوى دهون الخلايا الشحمية يختلف عن الطبيعي، في حين أن الخلايا التي عولجت بالمستخلصات الفينولية احتوت على 95% دهوناً أقل مقارنة بالخلايا الضابطة في الدراسة.
اقرأ أيضاً: 10 أنواع مختلفة من شاي الأعشاب وفوائدها الصحية
النتيجة: مستخلص الكركديه يعوق تراكم الدهون
فُسرت النتائج بأن المستخلص الفينولي يُثبط إنزيماً هضمياً يُدعى "الليباز" الذي يقوم عادةً بتفكيك الدهون المتناولة وتحويلها إلى أجزاء دقيقة يمكن امتصاصها عبر جدار الأمعاء، ما يؤدي إلى تراكم هذه الدهون في الخلايا الشحمية، وذلك عندما يفوق الوارد الشحمي حاجة الجسم كما يحدث عند الإفراط في تناول الطعام. فعند شرب شاي الكركديه تمر الدهون ببساطة عبر السبيل الهضمي دون أن تُمتص.
من جهة أخرى، قللت المستخلصات الفينولية من التعبير الجيني لاثنين من المحفزات الجينية للبروتينات الشحمية البشرية الرئيسية المرتبطة بالحمض الدهني وهي (PPAR-γ) و(aP2)، حيث أظهرت النتائج انخفاضاً يُقدّر بـ 3 و10 أضعاف تعبير هذه الجينات على التوالي، ما يؤكد الدور الفينولي في تثبيط تكوين الشحم على المستوى الخلوي أيضاً.
فوائد مثبتة علمياً للكركديه
والآن بعد ما انتهينا من ذكر الجديد حول فوائد الكركديه، لا يسعنا سوى التذكير بالفوائد الجمة المثبتة التي يقدّمها شاي الكركديه، وعلى رأسها منع تراكم الدهون في الكبد ما يقلل من حدوث تشحم الكبد إلى حد كبير. وذلك إضافة لدوره الفعّال في خفض مستويات الشحوم الثلاثية والكوليسترول بما في ذلك الكوليسترول الضار (LDL) ورفع مستويات الكوليسترول الجيد (HDL)، كما أنه يُخفّض من مستوى سكر الدم ما يجعله علاجاً طبيعياً للأفراد المؤهبين لتطوير داء السكري النمط 2.
اقرأ أيضاً: ما هو شاي الورد وما فوائده؟
ختاماً، وقبل أن يتوفر المستخلص الفينولي على شكل حبوب وأقراص مكملة غذائية تدعم إنقاص الوزن وتقلل النتائج بعيدة الأمد للسمنة، لا بُدّ من تجربة شاي الكركديه المُنعش فربما تقوم بإضافة خيار لذيذ يخدم صحتك على المدى الطويل إلى قائمة مشروباتك المفضلة.