يمكن لقطعة صغيرة من الجبن أن تسهم بشكلٍ كبير في تحسين صحتك؛ فالجبن أحد الأطعمة المخمرة التي تحتوي على بكتيريا نافعة تدعم صحة الجهاز الهضمي، وتعزّز تنوع البكتيريا الجيدة في الأمعاء. تتوفر هذه الفوائد من أنواع الجبن كلّها مثل الشيدر أو جبن الموزاريلا وغيرها. إليك أبرز فوائد الجبن المختلفة لتحسين صحة الأمعاء، وكيف يمكن أن تحسّن من فاعلية جهازك الهضمي.
اقرأ أيضاً: ما هو شبيه الجبن؟ وما هو الفرق بينه وبين الجبن التقليدي؟
8 طرق يمكن أن يعزّز الجبن فيها صحة ميكروبيوم الأمعاء
وفقاً لدراسة من جامعة بارما الإيطالية، منشورة في فبراير/شباط 2025، تعزّز أنواع الجبن المختلفة صحة الأمعاء من خلال تنشيط عمل الميكروبيوم وتغذيته بالعناصر الضرورية لوظائفه. ويمكن تلخيص أبرز الفوائد التي يوفّرها الجبن بتعديله الإيجابي على بيئة الأمعاء والميكروبيوم بما يلي:
1- مصدر غني بالبروبيوتيك الذي يدعم صحة الأمعاء
البروبيوتيك هي بكتيريا نافعة تساعد في الحفاظ على توازن بكتيريا الأمعاء المفيدة "ميكروبيوم الأمعاء"، وتحتوي أنواع الجبن المعتّقة بشكلٍ خاص على مستويات عالية من البروبيوتيك. إذ خلال عملية التخمير، تُحوّل البكتيريا الحية اللاكتوز في الحليب إلى حمض اللاكتيك، ما يُعطي الجبن نكهته وملمسه المميزين، ويمكن أن يسهم البروبيوتيك بتعزيز صحة الأمعاء من خلال التغلب على البكتيريا الضارة ودعم عملية الهضم وتقوية الحاجز الواقي للأمعاء، ما يقلّل خطر الإصابة بمتلازمة الأمعاء المتسربة والالتهابات.
2- تعزيز إنتاج الأحماض الدهنية القصيرة السلسلة (SCFAs)
تُعدُّ مُركّبات الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، مثل البوتيرات والأسيتات والبروبيونات ضرورية لصحة الأمعاء، فهي توفّر طاقة للخلايا المبطنة للقولون؛ حيث تعزّز البكتيريا المخمّرة للأجبان إنتاج هذه الأحماض الدهنية، وتسهم بذلك في سلامة الأمعاء.
3- تحسين توازن البكتيريا المعوية
يمكن للجبن الذي يحتوي بشكلٍ عام على بكتيريا حمض اللاكتيك المُستَخدمة في تخمر الحليب لجبن أن يساعد على توازن البكتيريا المفيدة الموجودة بالأمعاء، وهذا يشكّل تأثيراً وقائياً يمنع نمو البكتيريا المرضية الانتهازية وتكاثرها، التي تنتهز الفرصة في حال ضعف المناعة وعدم وجود بكتيريا مفيدة، فتغزو الجسم وتنمو وتسبب الأمراض الهضمية المختلفة التي تُصيب الأمعاء.
4- تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية
يعتبر مُركّب أوكسيد ثلاثي ميثيل أمين (TMAO) من المُركّبات الضارة التي ترتبط بارتفاع مستويات الكوليسترول وأمراض القلب، ولكن يفيد تناول الجبن في تقليل مستويات أوكسيد ثلاثي ميثيل أمين في الدم، ما قد يساعد على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
اقرأ أيضاً: من الحليب إلى الجبن: ما هي منتجات الألبان التي تسهم في تنظيم نسبة السكر في الدم؟
5- دعم صحة العظام
يحتوي الجبن على مستويات مرتفعة من الكالسيوم والفوسفور الضروريين لصحة العظام. بالإضافة إلى ذلك، تعمل هذه المعادن على تعزيز صحة الأمعاء من خلال دعم بنية بطانة الأمعاء، وتقليل احتمالية حدوث ثقوب دقيقة تؤدي إلى متلازمة "الأمعاء المتسربة" التي تسبب تسرُّب البكتيريا والطعام والمواد الضارة من الجهاز الهضمي إلى الدم، وبهذا تقي من حدوث مشكلات صحية عديدة.
6- تقوية الحاجز الوقائي للأمعاء
تحتوي البكتيريا الموجودة في الجبن على دهون فريدة تُعرف بالغليسيرين فوسفوليبيد تُعزز سلامة الحاجز المعوي الذي يمنع دخول المكونات غير المرغوبة لداخل الخلايا ونقل العناصر الغذائية بشكلٍ انتقائي عبر الزغابات المعوية، هذا يقلل خطر الإصابة بالتهابات الأمعاء واضطراباتها.
7- تعزيز إنتاج الفيتامينات
تسهم بعض أنواع البكتيريا الموجودة في الجبن في تخليق الفيتامينات داخل الأمعاء، وتشمل هذه الفيتامينات فيتامين ب 12 الذي يؤدي دوراً مهماً في تكوين خلايا الدم الحمراء واستقلاب الخلايا والوظائف العصبية وإنتاج الحمض النووي، وفيتامين ك 2 المسؤول عن الحفاظ على صحة القلب وتعزيز صحة العظام وتقويتها والوقاية من السرطان وتحسين صحة الأسنان.
8- دعم إصلاح بطانة الأمعاء وتقوية العضلات
يدعم البروتين الموجود في الجبن إصلاح بطانة الأمعاء ويفيد البروتين أيضاً في إصلاح تلف العضلات والحفاظ عليها وتكوينها، فالعضلات تحتاج إلى مصدر بروتينات لكي تحافظ على فاعليتها وترمم الأضرار التي تُصيبها.
اقرأ أيضاً: الخطوات الأساسية لصناعة مختلف أنواع الجبن في المنزل بمعدات بسيطة
كيف تحصل على أفضل فوائد الجبن للأمعاء؟
يُنصح باستهلاك حصتين من الجبن يومياً بوزن 40 غراماً لمجموع الحصتين للحصول على فوائد الجبن كالوقاية من أمراض القلب والسكتة الدماغية، ومن الأفضل تناول منتجات الألبان الأخرى مثل اللبن الرائب والزبادي لزيادة تنوع البكتيريا المفيدة بالأمعاء.
يشارك الدكتور جابر بريشة، الأستاذ بكلية الزراعة في مصر، عبر فيديو في قناته على اليوتيوب بعض المعلومات حول قدرة أنواع الجبن على تعزيز صحة الأمعاء من خلال تأثيرها الإيجابي في الميكروبيوم المعوي.