ما المكونات التي تمنح القهوة قوتها المنعشة؟ وهل لها آثار جانبية؟

حصاد العلوم اليوم 25 مارس 2024
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Valentyn Volkov
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

هل تعمل القهوة كدواء أمْ أنها مضرة بالصحة؟ يميلُ عشاق القهوة للرؤية الأولى بوصفها المفتاح ليوم نشيط ومثمر، والحل لصداع الصباح والحصول على مزاج مرتفع. ومع ذلك، كلما زاد الوعي بمكوناتها كثُر أنصار الرؤية الثانية المشككة بحقيقة فوائدها.

القيمة الغذائية للقهوة

القهوة هي مشروب مستخلص من حبوب نبات البن (Ribinaceae coffea)، وموطنه الأصلي شمال ووسط إفريقيا، كما يوجد في بعض بلدان أميركا الجنوبية والوسطى وآسيا. يضم جنس القهوة النباتي (Coffea) نحو 66 نوعاً، والتي قد تتفاوت فيما بينها بنسب المكونات.

يحتوي كوب من القهوة الخالية من السكر والكريما وأي إضافات أخرى والبالغ وزنه 240 غراماً على ما يلي:

الفيتامينات والمعادن

يحتوي كوب القهوة السادة على كمية صغيرة من المغذيات الدقيقة، بما في ذلك:

مكونات القهوة

بشكلٍ عام، يحتوي مشروب القهوة على أكثر من 1000 مركب كيميائي يسهم في مذاقه ورائحته ووظائفه الحيوية، ومن أهم هذه المكونات:

الكافيين

الكافيين هو المادة الأساسية في القهوة، وهو منبه يحفّز الجهاز العصبي المركزي. يحتوي فنجان من القهوة على نحو 75-100 مليغرام من الكافيين.

اقرأ أيضاً: هل يحتوي الشاي الأخضر على الكافيين؟

مركبات الطعم المُر

أصل الطعم المُر في القهوة هو حمض الكلوروجينيك. وعلى الرغم من أنه ليس مُراً بحد ذاته، فإنه يتحول بالتحميص إلى مكونين رئيسين هما:

  • لاكتونات حمض الكلوروجينيك.
  • الفيليندانات.

مُركّبات رائحة القهوة

تحتوي القهوة على العديد من المركبات المتطايرة، يسهم 40 مركباً منها في الرائحة الجذابة. ومنها:

  • داماسكينونيس (damascenone): له رائحة مثل التفاح المطبوخ.
  • فورفوريلثيول (furfurylthiol): يمنح رائحة مماثلة لرائحة الكبريت والشواء.
  • ميثوكسيبيرازين (methoxypyrazine): مركبات تمنح الرائحة الترابية.
  • جاياكول (guaiacol): رائحة الفلفل.
  • بوتانيديون (butanedione): مسؤول عن الرائحة الزبدية.
  • فورانون (furanone): يمنح رائحة الكراميل.

مضادات الأكسدة

وفقاً للجمعية الكيميائية الأميركية يحصل الأميركيون على مضادات الأكسدة من القهوة أكثر من أي مصدر غذائي آخر، متفوقة على مصادر مضادات الأكسدة الشائعة مثل الشاي والحليب والشوكولاتة والتوت البري، وتشمل هذه المضادات الأحماض الكلوروجينية والميلانويدات.

اقرأ أيضاً: بين فوائده وأضراره: ما الذي لا يعرفه العرب عن الكافيين؟

فوائد القهوة

مع أكثر من 1000 مُركّب كيميائي، تمتاز القهوة بالعديد من الفوائد الصحية، بما في ذلك:

  • تعزيز مستويات الطاقة لأن الكافيين يمنع مستقبلات الناقل العصبي المُسمّى الأدينوزين من الارتباط بالناقل، ما يعزز اليقظة ويزيد من مستويات النواقل العصبية الأخرى في دماغك والمنظمة للطاقة، مثل الدوبامين.
  • تخفيض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، نظراً لقدرة القهوة على تعزيز وظيفة خلايا بيتا في البنكرياس، والمسؤولة عن إنتاج الإنسولين المنظم لمستويات السكر في الدم.
  • ارتباط استهلاك القهوة في الحماية من بعض الاضطرابات التنكسية العصبية، مثل مرض ألزهايمر وباركنسون والخرف والتدهور المعرفي.
  • إدارة الوزن، إذ يمكن للقهوة أن تقلل نسبة الدهون المخزنة وتدعم صحة الأمعاء.
  • الحماية من الإصابة بالاكتئاب.
  • دعم صحة الكبد، والحماية من بعض الأمراض مثل تندب الكبد وسرطان الكبد.
  • الحماية من مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية.

اقرأ أيضاً: الفوائد الصحية للقهوة وأضرارها: ما الذي يقوله العلم عن المشروب الأكثر شعبية في العالم؟

مخاطر استهلاك القهوة

قد يحمل فنجان القهوة العديد من الفوائد، إلّا أن الإكثار منها يسبب بعض الآثار الجانبية، مثل:

  • القلق والعصبية والأرق واضطراب النوم بسبب محتواها من الكافيين.
  • تهيج المعدة وزيادة الحموضة بسبب حموضة القهوة.
  • الارتجاع الحمضي.
  • الإسهال لأن القهوة تحفّز إفراز هرموني الجاسترين وكوليسيستوكينين اللذين يحفّزان حركة الأمعاء.
  • التداخل الدوائي للكافيين في القهوة مع بعض الأدوية. على سبيل المثال، يعوق الكافيين امتصاص دواء الغدة الدرقية (الليفوثيروكسين)، ويزيد من الآثار الجانبية لدواء أديرال.
  • زيادة الوزن بتأثير المحليات المضافة للقهوة كالسكر والكريما، أو بسبب قلة النوم.
  • القهوة قد تمنع الحمل، ويمكن للكافيين أن يعبر المشيمة إلى الجنين، فيزيد من خطر الإجهاض أو انخفاض الوزن عند الولادة أو الولادة المبكرة، لأن الحمل يغيّر كيفية استقلاب الجسم للكافيين.
  • إمكانية تسببها بارتفاع ضغط الدم.

ما كمية القهوة المسموح بشربها؟

أشارت دراسة منشورة في المجلة الطبية البريطانية (The BMJ) إلى أنه من الآمن استهلاك نحو 3-4 فناجين يومياً، بل يمكن حتى إن تسهم هذه الكمية في نظام غذائي متوازن. وبشكلٍ عام خلصت هيئة سلامة الغذاء الأوروبية (EFSA) إلى أن استهلاك 400 مليغرام من الكافيين في اليوم، لا يُثير مخاوف بشأن سلامة البالغين غير الحوامل.

هل القهوة آمنة للحوامل؟

حددت هيئة أطباء النساء والتوليد الأميركية (American College of Obstetricians and Gynecologists) في بيان لها، حدود الاستهلاك اليومي الآمن للقهوة بالنسبة للحوامل بكمية تصل إلى 200 مليغرام من الكافيين يومياً، أي أن ما يعادل كوبين من القهوة يعد آمناً للأم الحامل والجنين والأطفال الرضع.

علاوة على ذلك، ربطت الدراسة الحديثة المنشورة في المجلة الأميركية لعلم الأوبئة (The American Journal of Epidemiology)، بين المؤشرات الحيوية للكافيين في دم النساء الحوامل، وارتفاع معدلات الذكاء والأنماط السلوكية للأطفال ما بين 4-7 سنوات.

كما لم يتمكن باحثو الدراسة المنشورة في دورية أبحاث العيوب الخلقية (Birth Defects Research) من العثور على آثار سلبية لاستهلاك الأم المعتدل للكافيين بمعدل كوبين في اليوم أو أقل، على نمو الأطفال وتطورهم.

اقرأ أيضاً: هل يجب أن تمتنع الحوامل عن تناول القهوة؟

ومع ذلك، من المهم أن تتذكر أن الاستجابات الفردية للقهوة يمكن أن تختلف، وأن الاعتدال هو المفتاح للحصول على القوة المنعشة للمشروب المحبوب عالمياً.