هل تتخيل أن السؤال يفتح لنا باباً أمام علمٍ كامل!
نعم، يوجد علم كامل يختص بدراسة تأثير التغذية على صحة الإنسان من خلال تعديل الجينات Nutriepigenomics.
فتأثير التغذية على صحة الإنسان من خلال تعديل الجينات (Nutrigenomics) هو أحد العلوم التي انطلقت عن مشروع الجينوم البشري الذي تم إطلاق النسخة الأولية منه عام 2000، برعاية الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، والذي وصف المشروع بأنه «أعظم خريطة توصل إليها العقل البشري».
ما هو علم تأثير التغذية على الجينات؟
للاستفاضة؛ فإن علم تأثير التغذية على الجينات هو علم يختص بدراسة تفاعل الأغذية المختلفة مع جينات محددة، ما يزيد احتمالية وقوع الأمراض المزمنة. ومنها:
- السمنة.
- أمراض القلب.
- بعض أنواع السرطان.
وعلى الرغم من أن الهدف الرئيسي لهذا النوع من الدراسات هو فهم طريقة استجابة جينات الجسم للغذاء المستهلك، فإنه يعطينا تصوراً أكبر عن تأثير الغذاء السلبي والإيجابي على أجهزتنا الحيوية قبل وقوع المرض.
اقرأ أيضاً: النظام الغذائي السيئ يمكن أن يزيد من خطر إصابتك بالسرطان
كيف يؤثر الغذاء على التعبير الجيني؟
وبالتالي؛ فالغذاء يؤثر على التعبير الجيني إما من خلال تأثيره على النسخ أو بإحداث تغيير في التركيب، خصوصاً بعدما أثبتت عدة دراسات أن العناصر الغذائية تُغير التعبير الجيني من خلال تنظيم الجين، تحويل الإشارات، صنع البروتين ووظائفه.
كما أننا نعرف أن معظم الأمراض تنشأ عن أربعة اختلالات:
- التأكسد.
- عمليات الأيض.
- الالتهاب.
- الضغوط النفسية.
لذا يسعى -هذا العلم- لفهم تأثير الأغذية على الاختلالات الثلاثة الأولى، كما يوضح مدى اعتماد تأثير الغذاء على صحة الفرد على التركيبة الجينية.
تكمن أهمية معرفة هذا التأثير في الأمراض المزمنة، لأنها لا تكون بسبب طفرة جينية واحدة بل نتيجة تفاعلات معقدة بين عدة جينات، وهذا يجعل من دراسة العلاقة بين التغذية والجينات أكثر تعقيداً، ويُصعب التنبؤ بنتائجها، لأنها تحتاج إلى درجة عالية من التحكم بنوع الجينات والعوامل البيئية المحيطة.
اقرأ أيضاً: كيف ستؤدي الأنظمة الغذائية المتشابهة إلى أزمات؟
جهود بحثية في تأثير التغذية على الجينات ومنتجات تجارية
انطلقت مراكز بحثية متطورة تبحث أكثر عن تأثير التغذية على الجينات، ومنذ ذلك الوقت انتشرت المنتجات التجارية التي تسوّق لمنتجاتها تحت هذا الشعار.
المشكلة في هذه المنتجات -بالنسبة للعلماء والمستهلكين- أن فائدتها لا تظهر بشكل متساوٍ عند جميع الأشخاص، فالتغذية الشخصية أو النظام الغذائي المبني على جينات كل فردٍ على حدة ما زالت في المهد. لكن من المتوقع مستقبلًا أن تؤدي الجينات دوراً حيوياً في تحديد ما يجب/ وما لا يجب على الإنسان أن يتناوله.
اقرأ أيضاً: ماذا تعرف عن الأغذية العضوية الطبيعية؟ إليك أبرز فوائدها
بعض التحديات
تواجه بحوث تأثير التغذية على الجينات بعض التحديات في تحديد الجينات التي تسبب -أو تكون عاملاً مسبباً- للأمراض المزمنة، وتحديد العناصر الغذائية التي تؤثر بشكل مباشر على نشاط هذه الجينات مع مراعاة العوامل البيئية المحيطة.
نشرت هذه المقالة ضمن اتفاقية الشراكة التحريرية بين مجرة وكورا. وتمت الإجابة عن السؤال على موقع كورا بواسطة أميرة خالد، تدرس هندسة وراثية وعلم الجينات بجامعة عين شمس.