النظام الغذائي الكيتوني؛ أو المعروف باسم حمية الكيتو، صار الوسيلة الأكثر شيوعاً لخسارة الوزن مؤخراً؛ فهو نظام غذائي غني بالدهون والبروتين، لكن منخفض الكربوهيدرات. لنتعرف إلى تلك الحمية، وما إذا كان من الممكن تطبيق نظام الكيتو في رمضان.
عن نظام الكيتو ونشأته
من المثير للاهتمام أن هذا النظام الغذائي ليس نظاماً جديداً، ولكنه أصبح مشهوراً فجأةً؛ ففي أيام ما قبل الميلاد، تم استخدام الصيام والعديد من الأنظمة الغذائية الأخرى لعلاج الصرع، وفي عشرينيات القرن الماضي، تم تقديم النظام الغذائي الكيتوني لتقليد مفهوم الصيام من قبل الأطباء المعاصرين لعلاج المشكلة ذاتها، ومن كان يعلم أن النظام الغذائي الذي تم تقديمه في ذلك الوقت سيصبح شائعاً للدرجة التي هو عليها اليوم؟
في الأساس؛ النظام الغذائي الكيتوني هو النظام الذي يتم فيه إدخال نسبة عالية من الدهون والبروتين الكافي، وأقل من 25 إلى 30 جراماً من الكربوهيدرات أو السكر في نظامك الغذائي؛ فعندما تقوم بتحويل 70% من طعامك إلى دهون، و 25% منه الى بروتين، و 5% فقط كربوهيدرات، يدخل الجسم في حالة تسمى «الحالة الكيتونية»؛ حيث يبدأ في تحويل الدهون إلى طاقة بدلاً من الغلوكوز.
يستغرق الدخول في تلك الحالة بضعة أيام؛ فبالنسبة لبعض الأشخاص، يستغرق الأمر من يومين إلى ثلاثة أيام، ويمكن أن يستغرق ما يصل إلى أسبوع لدى الآخرين، وقد يكون من الصعب بعض الشيء تحمل الجزء الذي يدخل فيه الجسم في الحالة الكيتونية؛ لأن هذا هو الوقت الوحيد الذي يعاني فيه الجسم من بعض الآثار الجانبية؛ مثل الغثيان والتعب قصير المدى ومشاكل النوم وآلام المعدة والتهيج وضعف التركيز، لكن، ومع ذلك؛ بمجرد أن تتحمل هذه الأعراض لبضعة أيام ويدخل جسمك بنجاح في تلك الحالة، فإنك تشعر بالسعادة والامتلاء، مع شهية مكبوتة وبشرة صافية ونومٍ أفضل.
ويعد نظام الكيتو ممتعاً ولكن قد يصعب شرحه للبعض؛ حيث يمكنك تناول الزبدة والجبن، ولكن لا يمكنك تناول تفاحة؛ لأن الفاكهة تتحول إلى غلوكوز بمجرد دخولها إلى جسمك؛ باستثناء التوت والخوخ والبطيخ من حينٍ لآخر، وبالرغم من روعة أن يستهلك المرء الجبن أو زيت الزيتون أو الزبدة، لكن في الوقت نفسه؛ لا يُسمح بالغش الأسبوعي أو اليوم المفتوح؛ فبمجرد إخراج الجسم من الحالة الكيتونية، يستغرق الأمر من 4 أيام إلى أسبوع لإعادته إلى وضع حرق الدهون مجدداً؛ لذا من الأفضل عدم الغش لمدة شهر على الأقل.
اتباع نظام الكيتو في رمضان
يعمل نظام كيتو الغذائي بشكل أفضل مع مفهوم «الصيام المتقطع»؛ وهو تناول الطعام خلال فترة 8 ساعات والبقاء جائعاً لمدة الـ16 ساعة المتبقية. أمرٌ مألوف، وهذا في الأساس صيام شهر رمضان؛ لذلك يُعد ذلك أحد الأسباب التي تجعل فترة من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع قبل بدء شهر رمضان هو الوقت الأنسب لبداية حمية الكيتو، ومن ثم استمرار اتباع الحمية في رمضان، لكن لم يفت الأوان أبداً على أية حال.
يحاول الناس معرفة كيف يمكنهم تناول الطعام الصحي خلال شهر رمضان وعدم زيادة الوزن، وأسهل طريقة للبدء هي خفض الكربوهيدرات والسكر وإدخال الدهون الصحية في نظامك الغذائي، وأحد أفضل الأمثلة على ذلك هو عجة الجبن مع عصير الليمون الكيتوني -الماء والليمون والملح البحري- أو الزبادي مع بذور الشيا -الحبة السوداء-؛ إذ أن أفضل شيء في لبن الزبادي وبذور الشيا هو أنها تبقيك ممتلئاً طوال اليوم، ولا تجعلك تشعر بالعطش أيضاً.
قد تتطلب وجبة الإفطار مزيداً من الجهد، لكن القليل من الدقة في تحضير الوجبة هو كل ما هو مطلوب، ويُنصح بألا تكون وجبة الإفطار هي الأكبر؛ أي الحصول على سبيل المثال على السلطة مع عصير الليمون الكيتوني، أما بالنسبة للعشاء، يمكن الاختيار بسهولة من الدجاج بالزبدة والجبن مع السبانخ والدجاج مع الكاجو ودجاج البيستو والسبانخ المقلية مع الدجاج وكباب اللحم والسمك، والكباب، والدجاج المشوي أو أي شيء آخر صديق للكيتو؛ أي منخفض الكربوهيدرات ويحتوي على نسبة عالية من الدهون أو البروتين.
فقط تأكد من أن كل شيء تطبخه إما مطبوخ بالزبدة أو زيت الزيتون، إنها في الحقيقة ليست صعبةً كما قد تبدو، ويمكن للمرء بسهولة أن يفقد ما لا يقل عن 7 إلى 8 أرطال في الشهر أو أكثر إذا التزم، فقط تأكد من تناول الملح البحري لتحافظ على توازن «الإلكتروليت»، وتناول الأغذية التي تحتوي على البوتاسيوم المغنزيوم؛ كالفاصولياء والمكسرات والحبوب الكاملة، حتى لا تشعر بالتعب الشديد.
أساطير حول نظام الكيتو
الشيء الوحيد الذي يجعل معظم الناس غير مرتاحين هو كمية الدهون المطلوبة في نظام كيتو الغذائي، ومع ذلك؛ من المثير للاهتمام أن هذه أيضاً أسطورة بحد ذاتها؛ إذ يمكن لجسم الإنسان أن يدخل في الحالة الكيتونية مع أو بدون الدهون طالما يتم قطع السكر والنشا والكربوهيدرات من النظام الغذائي.
لكن طالما أن هناك دهوناً يمكن أن تخسرها في الجسم، فلن تحتاج إلى استهلاك كميات كبيرة إضافية من الدهون؛ وفقاً لبعض المتخصصين في مجال الصحة، بل اكتفِ بتحقيق المعيار المطلوب من البروتين.
كما أنه لا يمكنك تناول أي نوع من الدهون، بل فقط الدهون الصحية؛ مثل الزبدة وزيت الزيتون وزيت جوز الهند والجبن العضوي، وأبقِ في ذهنك أنه لا يمكن للدماغ أن يعمل بدون الكربوهيدرات؛ لذا فإن تناول 15 إلى 25 جراماً من الكربوهيدرات أمر بالغ الأهمية أيضاً، وهذا ضمن الحد المسموح به؛ والذي لا يجب النزول عنه كذلك.
الأمر ليس بهذه الصعوبة حقاً، أليس كذلك؟ اعتمد نظام الكيتو في رمضان، فهما مثاليان لبعضهما البعض، واستمر في الأشهر التالية لترى كيف يتغير جسمك.
اقرأ أيضاً: بين القلب والدماغ: هكذا يرى العلم نظام الكيتو الغذائي