تُشير الأدلة التاريخية أنّ مصطلح "النباتي"، ظهر لأول مرة عام 500 قبل الميلاد، وقد أطلقه الفيلسوف وعالم الرياضيات اليوناني "فيثاغورث"، ودعت بعض الديانات مثل: الهندوسية والبوذية والجاينية إلى عدم تناول اللحوم والالتزام بالنظام الغذائي النباتي، وكان لديها وجهة نظر أخرى، وهي عدم إلحاق الأذى بالحيوانات. لكن هل حقاً النظام الغذائي النباتي أمر صحي؟
النظام الغذائي النباتي
وهو نظام يقوم على استبعاد اللحوم والدواجن والاعتماد على الأطعمة النباتية مثل الفواكه والخضروات والبقوليات والحبوب وغيرها. لا شك في أنّ هذه الأطعمة صحية، لكنها لا تحتوي على بعض العناصر الغذائية الضرورية، منها: البروتين والحديد وفيتامين ب 12 (B12)، ما يخلق حالة من القلق لأولئك الذين يريدون تغيير نمط غذائهم إلى النباتي، خاصة إذا كانوا لا يقدرون على التخطيط الجيد للنظام الغذائي الصحي. وهناك فرق بين النظام الغذائي النباتي البحت والنظام الغذائي للمبتدئين، فالأخير يميل إلى تقليل اللحوم وليس منعها.
وعادةً ما يستبعد النظام النباتي اللحوم لكن يمكن تناول منتجات الألبان والبيض، ما يمنح الجسم بعضاً من العناصر الغذائية الأساسية مثل: البروتين والكالسيوم.
اقرأ أيضاً: زيادة مدخول البروتين قد يساعد مرضى الحالات الحرجة في التعافي
هل النظام الغذائي النباتي صحي؟
يمكن الإجابة عن هذا السؤال عبر طرح إيجابيات وسلبيات النظام الغذائي النباتي، وهي كالتالي:
فوائد النظام الغذائي النباتي
هناك العديد من الفوائد والمميزات للنظام الغذائي النباتي، من ضمنها ما يلي:
- تعزيز الصحة: غالباً ما تكون صحة الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً نباتياً تحت إشراف الأطباء جيدة، ويكون النظام مشتملاً على الفيتامينات ومضادات الأكسدة والألياف.
- فرصة لتناول أكبر قدر من الأطعمة الطبيعية: يُعد النظام الغذائي النباتي مصدراً طبيعياً للطعام، وهذا يعني الحصول على الفوائد الكاملة من الفواكه والخضروات والنباتات الطازجة.
- حماية البيئة: في بعض الأحيان، تحتاج تربية الماشية والأغنام إلى إزالة الغابات، وذلك يلعب دوراً في زيادة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الضارة بالبيئة.
أضرار النظام الغذائي النباتي
- التأثير على التوازن الغذائي: قد يؤدي الانتقال إلى النظام الغذائي النباتي إلى نقص المغذيات الرئيسية التي يحتاجها الجسم، فاستبعاد اللحوم من النظام الغذائي يُولد الحاجة إلى مصادر بديلة للفيتامينات والمعادن، لذلك يجب أن يحرص النباتيون دائماً على تناول أطعمة تضم العناصر التالية: فيتامين ب 12 والكالسيوم والحديد واليود والزنك وفيتامين د والأحماض الأمينية والبروتينات. وقد يكون استخدام المكملات الغذائية ضرورياً.
- انخفاض مستوى الكرياتين: وهو عبارة عن حمض أميني تستخدمه العضلات، وفي بعض الأحيان يستخدمه الأشخاص الرياضيون كمكمل غذائي، ولكنه موجود في اللحوم والأسماك التي لا يتناولها النباتيون، ما يؤدي إلى انخفاض مستوى الكرياتين وتأثر قوة العضلات.
- قد يرتفع مستوى الكوليسترول: يعتمد النباتيون على الحليب والبيض، وعلى الرغم من أنّ البيض يحتوي على كميات كبيرة من البروتينات المفيدة إلا أنه في نفس الوقت يحتوي على الكوليسترول والذي قد يتسبب في ارتفاع مستوى الكوليسترول.
اقرأ أيضاً: الكرياتين: أكثر من مجرد مكمل غذائي بالنسبة للرياضيين؟
نصائح لاتباع نظام غذائي نباتي صحي
يرغب العديد من الناس في إتباع نظام غذائي نباتي لأسباب عديدة مع تجنب أضراره المختلفة، ربما تكون النصائح التالية مفيدة لهؤلاء الأشخاص:
- التعرف على العناصر الغذائية المهمة التي يفتقر إليها النظام الغذائي النباتي، ومعرفة كيفية الحصول عليها.
- الانتقال التدريجي من النظام الغذائي العادي إلى النباتي تحت إشراف طبيب.
- القراءة جيداً في التغذية ومعرفة الفوائد والعيوب واكتساب مستوى من الثقافة يؤهل صاحبه لاتخاذ القرار المناسب.
- التركيز على الأطباق التي تحتوي على بروتين نباتي ويمكن الحصول على كمية جيدة من البروتين من خلال البيض، لكن يُفضل تناوله بحذر تجنباً لأضرار الكميات الكبيرة من الكوليسترول.
- قد يؤدي التغير في النظام الغذائي إلى بعض مشكلات الجهاز الهضمي، مثل الانتفاخ عند تناول كميات كبيرة من الفاصوليا والخضار.
- البحث عن بدائل لفيتامين ب 12 لأنه مهم جداً لصحة الجسم.
- الطعام السريع ليس صحياً حتى وإن كان نباتياً، لذلك يجب تجنب تناوله بكثرة.
- الحرص على تناول الحبوب التي تحتوي على فيتامينات ب، مثل: الأرز البري والبني والقمح، ويُنصح بتناول الفواكه والخضروات والبقوليات والمكسرات الغنية بالعناصر الغذائية المفيدة.
- تأكد من حصولك على قدر كافٍ من فيتامين د إذا كنت لا تتعرض إلى الشمس كثيراً.
اقرأ أيضاً: نظام غذائي مناسب: هكذا تتخلص من الحديد الزائد في جسمك
هل الإنسان نباتي أم حيواني؟
عندما ننظر في الطبيعة نجد حيواناً مثل الفيل على الرغم من ضخامته إلا أنه يتغذى على العشب، وعند مقارنة حجمه بحيوان آخر مثل الفهد أو الأسد أو النمر، نجد تلك حيوانات تتغذى على الحيوانات الأخرى الأضعف. لكن ماذا عن الإنسان؟
حسناً، يُصنف الإنسان علميّاً على أنه "آكل للحوم والنباتات" (Omnivores)، فالإنسان ببساطة مؤهل لأن يتغذى على النباتات والحيوانات على حد سواء، ويستطيع جهازه الهضمي امتصاص المغذيات من المواد النباتية أو الحيوانية، وفي الحالات الطبيعية يتغذى على الموارد المتاحة أمامه من نباتات وحيوانات بتوازن، لكن قد يؤدي الإكثار من أحد النوعين دون توازن مع الآخر إلى الإصابة بالأمراض أو إحداث خلل في الجسم. مثلاً، يميل بعض الناس لتناول اللحوم بكثرة، ما يؤدي في النهاية للإصابة بمرض النقرس. وقد لا يستطيع الذين يتخذون نهجاً نباتياً الحصول على المواد الغذائية اللازمة للبقاء، ما يتسبب في نقص الفيتامينات والمغذيات وتكون العواقب وخيمة. من ذلك نخلص إلى أنّ السر يكمن في حفظ التوازن بين المواد النباتية والحيوانية.