هل تؤثر المليسة على هرمونات الجسم؟

3 دقائق
هل تؤثر المليسة على هرمونات الجسم؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Burgua

تم استخدام طب الأعشاب منذ قرون عديدة لعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض، بما في ذلك الاختلالات الهرمونية. فهل عشبة المليسة إحداها؟ بعبارة أخرى، هل تؤثر المليسة على هرمونات الجسم؟ لنكتشف ذلك.

نبات المليسة

المليسة أو حشيشة النحل أو بلسم الليمون او الترنجان، هي تسميات عديدة لنبات عشبي معمر من عائلة النعناع يدعى "ميليسا أوفيسيناليس" (Melissa officinalis)، ينتمي لمنطقة حوض البحر المتوسط وآسيا الوسطى. وكما يوحي الاسم فإنه يحتوي على نكهة ليمون لطيفة، لذا تُزرع المليسة لأوراقها العطرية.

استُخدمت المليسة منذ العصور القديمة لأغراض علاجية، ليتبين اليوم غناها بالمركبات النشطة. حيث أشارت الدراسة المنشورة في دورية جورنال أوف إيثنوفارماكولوجي (Journal of Ethnopharmacology)، إلى أن المكونات النشطة في أوراق المليسة، هي:

  • المركبات المتطايرة جيرنيال ونيرال وسيترونيل وجيرانيول.
  • حمض أورسوليك والأولينوليك.
  • حمض روزمارينيك وحمض الكافيين واللوتولين والنارينجين والهسبريدين.

اقرأ أيضاً: 10 أنواع مختلفة من شاي الأعشاب وفوائدها الصحية

للنبات تاريخ طويل من الاستخدام الطبي، بما في ذلك آثاره على الهرمونات، ومنها:

مضاد اكتئاب

تُعرف المليسة لدى بعض الثقافات بالعشب المبهج، لقدرتها على تحسين المزاج من خلال تثبيط هرمون البرولاكتين وتنشيط هرمون الدوبامين الذي يُعرف بهرمون السعادة، وذلك بالتأثير على عدد من الناقلات العصبية.

إزالة التوتر والقلق

وفقاً للدراسة المنشورة في المجلة الهندية لعلم الأدوية (Indian Journal of Pharmacology) يثبط حمض روزمارينيك في المليسة عمل الإنزيم الذي يفكك حمض الغاما-أمينوبيوتيريك أو غابا (GABA). غابا هو ناقل عصبي مثبط لاستثارة الخلايا العصبية، ومنظم للمزاج، كما تقلل المليسة من مستويات هرمون التوتر والإجهاد (الكورتيزول)، ما يخفض مستويات القلق والتوتر ويحسن النوم.

اضطرابات الغدة الدرقية

وجدت الدراسة المنشورة في دورية بلانتا ميديكا (Planta Medica)، أنه يمكن لمستخلص المليسة أن يربط الهرمون المنشط للغدة الدرقية، ما يزيد من خطر الإصابة بقصور الغدة الدرقية، والذي ينتج عن ضعف استجابة الأنسجة لهرمون الغدة الدرقية. ومع ذلك، فقد تكون مناسبة لفرط نشاط الغدة الدرقية.

اقرأ أيضاً: أفضل الأنظمة الغذائية لمن يعانون من قصور الغدة الدرقية

الفوائد الصحية للمليسة

بالإضافة إلى آثار المليسة المحتملة على الهرمونات، تمت دراستها أيضاً لتأثيراتها على جوانب صحية أخرى، ومنها:

تحسين الوظيفة المعرفية

في دراسة نُشرت في دورية العناصر الغذائية (Nutrients)، كان أداء المشاركين في الدراسة في مهام الذاكرة والرياضيات والتركيز والذين تناولوا المليسة أفضل ممن لم يتناولها.

تعزيز وظيفة الجهاز الهضمي

وفقاً لدراسة منشورة في مجلة البحوث الدولية للعلوم الحيوية (International Research Journal of Biological Sciences)، تخفف المليسة من حدة بعض مشكلات الجهاز الهضمي، مثل:

  • حموضة المعدة.
  • الانتفاخ.
  • المغص.
  • الغثيان.

كما يمكن للمليسة أن تساعد في تخفيف عسر الهضم، ففي دراسة نُشرت في مجلة المنظمين الحيويين ووكلاء الاستتباب (Journal of Biological Regulators and Homeostatic Agents)، وأجريت على 30 شخصاً ممن يعانون عسر الهضم الوظيفي، قلّت معاناة الذين تناولوا الحلوى المدمجة مع المليسة من اضطراب المعدة المرافق لعسر الهضم الوظيفي، مقارنة بأولئك الذين لم يتناولوها.

تخفيف أعراض متلازمة ما قبل الحيض

بحثت دراسة نُشرت في دورية دراسات التمريض والقبالة (Nursing and Midwifery Studies)، في تأثير المليسة على التقلصات ما قبل الحيض لـ 100 طالبة في المرحلة الثانوية، فكانت النتيجة تراجع الأعراض بشكل كبير لدى الفتيات اللواتي تناولن المليسة مقارنة بالدواء الوهمي.

توفير مضادات الأكسدة

أشار الباحثون في دراسة نُشرت في دورية الطب المبني على الأدلة والطب البديل (Evidence-Based Complementary and Alternative Medicine)، إلى أن المليسة تحتوي على مواد مضادة للأكسدة، وتساعد في علاج الحالات التالية:

محاربة الالتهابات

وجدت الدراسة السابقة أن للمليسة خواصاً مضادة للالتهابات البكتيرية والفطرية والفيروسية لدى البشر، حيث تمكن مستخلص المليسة من علاج المراحل المبكرة من عدوى الهربس أو قروح البرد.

اقرأ أيضاً: ما هو شاي الورد وما فوائده؟

الآثار الجانبية للمليسة

على الرغم من أن المليسة تعتبر آمنة بشكل عام عند تناولها في الجرعات الموصى بها، فإنها قد تسبب بعض الآثار الجانبية، بما في ذلك:

  • صعوبة التبول.
  • زيادة درجة حرارة الجسم.
  • التقيؤ.
  • آلام في المعدة.
  • دوخة.
  • تهيج الجلد.
  • رد فعل تحسسي.

اقرأ أيضاً: 9 آثار جانبية يعاني منها متّبعو نظام الصيام المتقطع

إذاً، هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن المليسة قد تؤثر على هرمونات معينة في الجسم. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم كيفية عملها بشكل أفضل وما إذا كان يمكن استخدامها كعلاج لأي حالة طبية أمْ لا. وكما هو الحال مع أي مكمل أو علاج عشبي، من المهم التحدث مع طبيبك قبل تناول أي شكل من أشكال المليسة أو أي علاج عشبي آخر.

المحتوى محمي