نجحت مادة حبوب لقاح النحل بإثارة الضجة في الأوساط الصحية مع أكثر من 250 مادة فعالة، وبالإضافة إلى طعمها الفريد، أصبحت هذه المادة إضافة غنية للأطعمة والمشروبات والمنتجات الغذائية، وغالباً ما تجري الإشادة بها باعتبارها غذاء الطبيعة المثالي. ومع ذلك، مع زيادة مكملات حبوب لقاح النحل المطروحة في الأسواق، من المهم توضيح حقيقة هذا المنتج والأساس العلمي لما يتم الترويج له.
حبوب لقاح النحل
حبوب لقاح النحل، هو أحد منتجات النحل الثانوية. فخلال رحلة بحث النحل الجامع عن الرحيق، تعلق حبوب اللقاح من الأزهار على جسمه، وينقله من زهرة إلى زهرة، وهو ما يساعد على تلقيح الأزهار. لكنه في أحيان أخرى قد يبحث عن حبوب اللقاح ذاتها، فيكشطها ويحملها معه في هيكل خاص موجود على الساق الخلفية الخارجية يشبه السلة ويُدعى الكوربيكولا.
يمكن للنحلة تخزين نحو 160 ألف حبة لقاح في الكوربيكولا مع جزء من الرحيق إضافة إلى إفرازاتها، فيتحوّل إلى كتل صغيرة مستديرة صلبة هي حبيبات حبوب اللقاح. أي إنه خليط طبيعي من حبوب لقاح الزهور والرحيق وإفرازات النحل والإنزيمات.
في خلية النحل، يتم ترطيب حبوب لقاح النحل بالعسل ورحيق الأزهار ولعاب النحل والإفرازات الغدية، وتخميرها بواسطة الكائنات الحية الدقيقة مثل الخميرة والبكتيريا والفطريات، وهو ما يُعرف بخبز النحل.
يتميز خبز النحل بنوعية بروتينات أفضل من حيث قابليتها للهضم، وتركيزاً أعلى من مضادات الأكسدة والإنزيمات ومعادن الزنك والمغنيزيوم والسيليكا، بسبب تحلل السيللوز.
اقرأ أيضاً: كيف ينتج النحل العسل؟
القيمة الغذائية لحبوب لقاح النحل
وفقاً للدراسة التي نشرتها دورية الاتجاهات في علوم وتكنولوجيا الأغذية (Trends in Food Science and Technology)، فإن حبوب لقاح النحل تحتوي على المركبات الغذائية التالية:
- بروتين 7-40%، بما في ذلك الأحماض الأمينية الأساسية.
- الكربوهيدرات 24-60%.
- الدهون 1-18%.
- السيللوز 3.7%
- الفلافونويدات 0.2-2.5%
فوائد حبوب لقاح النحل
تحتوي حبوب لقاح النحل على أكثر من 250 مادة فعالة، ما من شأنه أن يدفع مقدمي الرعاية الصحية للاعتقاد بفوائدها العلاجية للعديد من المشكلات الصحية، ومع ذلك لا توجد دراسات قوية تدعم هذه الادعاءات.
في مراجعة أجراها فريق من الباحثين الدوليين، بمشاركة هاني عمر من الإمارات العربية المتحدة، ومحمد حسن العشال وعايدة عبد الواحد ومحمد الأمير حجازي من مصر، ونشرتها دورية المغذيات (Nutrients)، تبين أن حبوب لقاح النحل قد تحمل بعض الفوائد، منها:
مضاد حيوي قد يُستخدم في منتجات العناية بالفم
تُستخدم حبوب لقاح النحل أحياناً في منتجات العناية بالفم، مثل معجون الأسنان، لأنه يحافظ على مستويات طبيعية من الميكروبات الموجودة في الفم، حيث أفادت الدراسة المنشورة في دورية المضادات الحيوية (Antibiotics) بأن حبوب لقاح النحل تحتوي مركبات الفلافونويد والأحماض الفينولية، والتي قد تحمي من أنواع معينة من البكتيريا الضارة مثل المكورات العنقودية الذهبية (Staphylococcus aureus)، والإشريكية القولونية (Escherichia coli)، والكلبسيلة الرئوية (Klebsiella pneumoniae)، والفطريات مثل المبيضة البيضاء (Candida albicans)، ما يحافظ على صحة الفم ويقلل التهاب اللثة.
تقليل خطر الإصابة بالنقرس والتهاب المفاصل وحصوات الكلى
قد يقلل استهلاك حبوب لقاح النحل مستويات حمض البوليك (اليوريك) في الجسم من خلال تثبيط الإنزيمات التي تحلل البيورينات إلى حمض البوليك. توجد البيورينات في بعض الأطعمة والمشروبات بصورة طبيعية؛ مثل اللحوم والمأكولات البحرية والكحول، وينتج عن تحللها حمض البوليك. مع زيادة مستويات حمض البوليك في الدم يزداد خطر الإصابة بالنقرس والتهاب المفاصل وتكوّن حصوات الكلى.
الحماية من الاضطرابات الأيضية
أشارت المراجعة إلى أن حبوب لقاح النحل تحتوي على مركبات نشطة قد تحمي من الاضطرابات الأيضية، بما فيها مرض السكري والسمنة وفرط شحميات الدم ومضاعفات مرض القلب، عن طريق خفض مستويات السكر والإنسولين والدهون في الدم.
اقرأ أيضاً: دراسة جديدة: الرجال مختلفون عن النساء في النوم والساعة البيولوجية ومعدل الأيض
تعزيز المناعة
أفادت المراجعة أن حبوب لقاح النحل تحتوي على مركبات مثل الفلافونويد والكاروتينات التي تحفز الاستجابة المناعية وتدعم الصحة المناعية من خلال مكافحة الالتهابات وتعزيز وظيفة الخلايا المناعية.
علاوة على ذلك، تحتوي ملعقتان كبيرتان من حبوب لقاح النحل على نحو 16% من الاحتياجات اليومية من فيتامين سي الضروري لصحة المناعة وعمل خلايا الدم البيضاء التي تحمي من العدوى.
تعزيز صحة الكبد
وفقاً للمراجعة، تقلل حبوب لقاح النحل تراكم الدهون داخل الكبد في القوارض، ما يقلل إصابة الكبد بالالتهاب والتلف. ومع ذلك، لا توجد دراسات بشرية تؤكد هذا التأثير في دهون الكبد. وفي دراسة أخرى نشرتها دورية المغذيات، تبين أن حبوب لقاح النحل تقلل خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي من خلال زيادة الالتهام الذاتي لخلايا الكبد التالفة، وهي عملية تزيل الخلايا والمكونات الخلوية التالفة أو القديمة وتقلل مستويات الدهون في الدم.
دعم صحة الدماغ
في دراسة أجريت على القوارض ونشرتها دورية رسائل علم الأعصاب (Neuroscience Letters)، تبين أن حبوب لقاح النحل تحتوي على مضادات أكسدة مثل الكيرستين واللوتولين والأبيغينين، والتي تعمل على تحسين الذاكرة والحماية من الخلل الإدراكي عن طريق تقليل الالتهاب في الدماغ، والتأثير في شبكات الإشارات المحددة والناقلات العصبية والبروتينات، بالإضافة إلى تأثيرها في عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ (BDNF)، وهو بروتين ضروري لوظائف الدماغ، بما في ذلك التعلم والذاكرة.
اقرأ أيضاً: قد يساعد العسل المحلّي على مقاومة الحساسية
الآثار الجانبية لحبوب لقاح النحل
تتوافر حبوب لقاح النحل في شكل حبيبات أو مكملات غذائية، وهي آمنة لمعظم الناس، ومع ذلك، عادة ما ينبغي الحذر من تناول حبوب لقاح النحل في الحالات التالية:
- الحمل: من غير الآمن تناول حبوب لقاح النحل لأنها قد تسبب انقباض عضلات الرحم، ما يهدد بالولادة المبكرة أو الإجهاض.
- الرضاعة الطبيعية: على الرغم من عدم وجود معلومات كافية حول مخاطر حبوب لقاح النحل أو فوائدها للمرضعات، فإنه ينبغي تجنب تناولها احتياطاً.
- الحساسية لحبوب اللقاح: قد يعاني البعض من الحساسية لغبار الطلع (حبوب اللقاح)، لذا قد يثير تناول حبوب لقاح النحل رد الفعل ذاته، والذي يتضمن أعراضاً مثل الحكة والتورّم وضيق التنفس والدوار، ورد فعل شديداً يسمى الحساسية المفرطة.
- التفاعل مع الأدوية: قد تزيد حبوب لقاح النحل تأثير الوارفارين، وهو دواء مضاد للتخثر يُستخدم لمنع تجلط الدم، ما قد يسبب زيادة احتمالية الإصابة بالكدمات أو النزيف.
- في حالات نادرة قد يسبب تناول حبوب لقاح النحل آثاراً جانبية خطيرة؛ مثل التهاب الكبد الحاد أو فشل الكلى.