يطرح العديد التساؤل التالي هل يؤدي تناول العنب إلى زيادة الوزن؟ نظراً لمذاق هذه الفاكهة شديد الحلاوة، والحقيقة هي أنه لا توجد أدلة كافية للإجابة عن هذا السؤال بشكل قاطع، إذ يعتمد ذلك على الكمية المتناولة كما يتعلق الأمر باستقلاب كل جسم، إلا أنه من المعروف ومن المؤكد أن تناول فاكهة العنب باعتدال يساعد على إنقاص الوزن لما تحتويه من مغذيات ومركبات مفيدة.
هل السكر الموجود في العنب يسبب زيادة الوزن؟
بشكل عام، يعتبر العنب فاكهة عالية السكر، إذ يحتوي كوب من العنب على 23 غراماً من الغلوكوز، إلا أن هذه المستويات ليست عالية إلى درجة التسبب بحدوث زيادة الوزن في حال تم تناولها باعتدال. صحيح أن العنب يتفكك بسهولة إلى سكريات بسيطة سريعة الامتصاص، والتي بدورها ترفع من سكر الدم والإنسولين، فإن ذلك لا يعني تجنب تناول العنب تماماً عند مَن يرغب بإنقاص وزنه، إذ لا يزال العنب يحتوي على العديد من العناصر الغذائية المفيدة الأخرى لفقدان الوزن مثل مضادات الأكسدة والألياف.
اقرأ أيضاً: فاكهة الصيف الشهية: إليك أبرز فوائد العنب
النقطة المفتاحية في رحلة إنقاص الوزن والتي يجب التركيز عليها هي "الاعتدال"، سواء عند تناول الأغذية الغنية بالسكر أو عندما يتعلق الأمر بممارسة الرياضة، فالإفراط بممارسة التمرين لا يعني حتمية خسارة الوزن وإنما قد يؤدي إلى نتائج عكسية في بعض الأحيان. لهذا السبب إن كنت ممن يرغبون بإنقاص وزنهم، لا يتعارض تناول العنب مع تحقيق رغبتك هذه، على ألا تتجاوز الكمية المتناولة 150 غراماً يومياً، على الرغم من أنك سترغب في تناول المزيد منه بعد معرفة دور العنب المهم في تعزيز إنقاص الوزن.
كيف يساعد العنب في إنقاص الوزن؟
يؤدي العنب دوراً جوهرياً في إنقاص الوزن، فهو يُصنف من الفاكهة منخفضة السعرات الحرارية حيث يحتوي كل 100 غرام من العنب على 69 سعرة حرارية فقط، كما أنه فاكهة فقيرة بالدهون والكوليسترول ومنخفضة المحتوى من الصوديوم، ما يجعلها مُفضّلة عند مرضى ارتفاع التوتر الشرياني، لذلك يمكن تناول أكثر من حصة من العنب يومياً دون القلق بشأن الوزن.
يحتوي العنب على "حمض إيلاجيك"، وهو من المغذيات الطبيعية الموجودة في قشر العنب أحمر اللون، يتمثل دور هذا الحمض بتحسين استقلاب الدهون والسكر، ما يساعد في تقليل تراكمها في الجسم والذي بدوره يحارب زيادة الوزن، إضافة إلى امتلاكه خصائص مضادة للالتهابات والسرطان.
اقرأ أيضاً: ما فوائد عصير الشمندر والبرتقال؟
من جهة أخرى، تعزى فوائد العنب الإيجابية بخفضه للوزن إلى أنه غني بالماء، إذ يعزز استهلاك الماء من تحسين الشعور بالشبع ما يساعد في تقليل كميات الطعام المتناولة. كما يساعد شرب الكثير من الماء الجسم على استخدام الدهون المخزنة كمصدر للطاقة، ويزيد من معدل استقلاب الجسم عن طريق تحسين طرد السموم عبر الكليتين، والتي تتسبب في إبطاء معدل الاستقلاب عند تراكمها بشكل مفرط.
جميعنا نعلم أن أفضل نصيحة يمكن تقديمها لمَن يرغبون بإنقاص وزنهم هي الإكثار من تناول الأغذية الغنية بالألياف، إذ تساعد الألياف على تنظيم عملية الهضم وتجعل الشخص يشعر بالشبع لفترة أطول، ما يقلل تواتر تناول الوجبات ويؤدي إلى تقليل عدد السعرات الحرارية المتناولة في نهاية المطاف. ولهذه الغاية، يُنصح باعتماد إدخال العنب إلى النظام الغذائي، فهو غني بالألياف القابلة للذوبان التي تُبطئ من عملية امتصاص السكر وتحافظ على مستويات السكر ثابتة، والألياف غير القابلة للذوبان التي تنظم من حركة الأمعاء وتقلل من حدوث الإمساك.
يساعد المركب الكيميائي "ريسفيراترول" الموجود في كل من العنب والنبيذ الأحمر والفول السوداني والتوت على إنقاص الوزن بطرق مختلفة، فهو يزيد من مستوى الطاقة لدى الفرد لغناه بالكربوهيدرات ما يسمح للجسم باستهلاك المزيد من الطاقة وتحسين عملية التمثيل الغذائي.
اقرأ أيضاً: ما الأغذية التي تساعد في علاج انخفاض سكر الدم؟
من جهة أخرى، يعزز ريسفيراترول من استقلاب الأحماض الدهنية، فيساعد بذلك على حرق الدهون بشكل فعّال أكثر ما يعزز من فقدان الوزن، كما أنه يساعد في تنظيم إفراز الإنسولين داخل الجسم، حيث يرتبط وجود مستويات عالية من الإنسولين بحدوث كل من البدانة والسكري من النمط 2. أما بالنسبة لـ"مركبات الفلافونويد" التي تكثر في العنب، فهي نوع قوي من مضادات الأكسدة التي تخدم نفس الغاية وتساعد في الحفاظ على وزن صحي.