سرطان الثدي في الدول النامية: أزمة مستمرة ومشاريع للمواجهة

2 دقائق
حقوق الصور: بيكسلز

تخرج من وقت لأخر حملات توعوية لمكافحة سرطان الثدي في العديد من الدول، باعتباره واحد من أسوء الإصابات المرضية التي تصيب البشر. فإذا ما حاولنا الاقتراب قليلاً من الصورة، بإمكاننا الوصول إلى العديد من النطاقات الجغرافية تشكل أزمة سرطان الثدي فيها كارثة حقيقية، لذا سنحاول معاً أن نستعرض عن قرب واحدة من هذه النطاقات.

قارة أفريقيا: سرطان الثدي هو الأخطر

كشفت دراسة إحصائية لمنظمة «Globocan» في عام 2018 عن نسب وأعداد مصابي السرطان في نطاق غرب قارة أفريقيا، شملت الفئات العمرية وأنواع السرطان التي تصيب السكان، وكذلك الإصابة على أساس الجنس، وقد كشفت الدراسة عن أن سرطان الثدي هو الأكثر انتشاراً بين السكان في دول غرب أفريقيا.

كشفت الدراسة عن نسب الإصابات الجديدة، والتي تصل إلى 14 ألف حالة كل عام. أما عن نسب الوفيات فتتجاوز 4600 حالة سنوياً. كما أنه من المتوقع أن يصيب المرض أكثر من 37 ألف شخص خلال الخمس سنوات التالية لإجراء الدراسة، وهو ما يتعلق بسرطان الثدي وحده، دون النظر إلى مختلف الإصابات الأخرى.

كما كشفت الدراسة أن معدلات الإصابة في هذه الدول فيما يتعلق بسرطان الثدي، تخص جميعها النساء، ولم تسجل حالات إصابة تخص الرجال. وفي دراسة أخرى أجرتها نفس المنظمة عام 2018، لكنها كانت هذه المرة تظهر أرقاماً أوسع وأشمل تخص مختلف دول العالم، من حيث نسب الإصابة والوفيات في نطاقات مختلفة من قارة أفريقيا، حيث سجلت في النطاق الجنوبي من القارة الأفريقية نسب 46% كمعدل إصابة، فيما سجلت نسب الوفيات 15.6% ممن أصيبوا بالفعل.

أما عن النطاق الشمالي من القارة، فقد سجلت نسب الإصابة 48.9% فيما سجلت نسب الوفيات 18.4%.

طرق المحاربة والمسار الطويل

في نيجيريا وداخل واحدة من المدن التقليدية التي تملاً القارة الأفريقية، خرج مشروع ضخم لمحاربة سرطان الثدي في نيجيريا كبداية للمشروع، مع طموحات التطور والتوسع ليشمل الأمر بقية الدول الأفريقية الواقعة في نفس النطاق، وقد خرج المشروع من رحم مؤسسة «Run for Care Africa» بغرض وسيشكل يوم 26 من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بداية هامة لحركة المشروع في النطاق الأفريقي.

كما تخرج في عدة دول أفريقية مبادرات مختلفة للمساهمة في إنقاذ النساء من براثن سرطان الثدي، الذي ينتشر بوضوح في الدول الفقيرة. من أبرز هذه المبادرات مشروع «Global Giving» في جنوب أفريقيا، والذي يستهدف بصورة أساسية مساعدة النساء المصابات بسرطان الثدي، أو اللواتي على وشك الإصابة عن طريق برامج الفحص المستمرة والكشف المبكر.

بجانب أيضاً مبادرة «ESMO» التي قدمت الدعم من غانا للبرامج الرسمية الأفريقية، للعمل على مواجهة سرطان الثدي في النطاق المحلي لدولة غانا، وكذلك في النطاق الأفريقي المحيط بها كجزء من برامج المواجهة في القارة.

وأخيراً برنامج المواجهة في شرق القارة الذي يستهدف إطلاق حملة مكثفة بقيمة 2 مليون دولار لعمليات الفحص، وتقديم المعالجة للمتضررات.

وفي النهاية يمكن القول أن سرطان الثدي في معدلات انتشاره هذه، وفي فرض أولوية المواجهة على العديد من الدول وخاصة الفقيرة، لم يعد مجرد مرض يمكن التعامل معه كحالة عرضية، لكنه أصبح خطراً داهماً يهدد حياة الكثير من النساء في البلدان ذات الإمكانيات المحدودة، والتي تحتاج إلى طفرة هامة في تلك المواجهة الصعبة.

حتى يأتي دور السؤال: هل ستنجح هذه المبادرات والبرامج وحدها في تحقيق النجاح المأمول في مبادرات وخطط المواجهة، أم أن الأمر سيحتاج إلى طريق أطول؟

المحتوى محمي