شفط الدهون كاد أن يقتل هذه المرأة، فما دخل الجراحة التجميلية في ذلك؟

3 دقائق
إنه تأثير جانبي نادر.

أنت تحب أن ترى قطع الدهون الصغيرة في شريحة اللحم التي تأكلها وليس في مجرى دمك. ولكن هذا ما حدث لامرأة تبلغ من العمر 45 عاماً بعد أن خضعت لعملية شفط للدهون. فبعد حوالي ثلاثة أيام من إجراء الجراحة، كانت ترقد في وحدة العناية المركزة، حيث هرع الأطباء لمعرفة سبب عدم قدرتها على التنفس أو التفكير بشكل صحيح. وقد تبين أن قطعة صغيرة من الدهون استقرت في الأوعية الدموية كانت السبب في كل هذه الاضطرابات.

وقد أدت هذه الكرية الصغيرة من الدهون إلى حالة تسمى متلازمة الانسداد الدهني، وهي حالة بعيدة جداً عن قائمة المضاعفات المحتملة لمثل هذا الإجراء. وبحسب ما صرح الأطباء المشرفون على المريضة، فهذه أول حالة انسداد دهني مرتبطة بشفط الدهون في المملكة المتحدة. وقد نشروا ملخصاً لحالتها في تقارير الحالة التي تصدرها مؤسسة بي إم جيه الطبية.

ولأنها تعاني من السمنة المفرطة، اختارت هذه المرأة شفط الدهون كوسيلة لتنشيط حركتها حتى تتمكن من البدء في فقدان الوزن بوسائل أخرى. ولكن وبدلاً من ذلك، قضت أسبوعين في المستشفى حتى تتعافى من الانسداد الدهني، على الرغم من أنه وخلال شهرين من المتابعة، ذكر الأطباء المشرفون عليها أنها حققت تقدماً بالفعل في طريقها نحو تخفيف وزنها. ويعتبر الشخص الذي يواجه حالة نسداد دهني بعد الخضوع لعملية شفط الدهون حالة استثنائية، ولكن الانسداد الدهني نفسه ليس مجهولاً، ولكنه معروف عند مجموعات مختلفة من الناس.

ماهي متلازمة الانسداد الدهني؟

مثلما تفعل كتل الدهون التي تسد مجاري الصرف الصحي، فإن كتل الخلايا الدهنية قد تسد الأوردة والشرايين. ولكن بخلاف ما يجري في مجاري الصرف الصحي، فإن أحداً لا يمكنه أن يفكك الخلايا داخل أجسامنا. فانسداد الدهون الذي يتفكك بشكل حر وينجرف عبر الدم يمكن أن يستقر في أي مكان في الجسم، وهذا ما يسبب متلازمة الانسداد الدهني.

ويصعب تشخيص هذه الحالة، وذلك لأنها نادرة، ولأنها أيضاً تسبب مجموعة واسعة من الأعراض. وتؤدي جميع أنواع الانسداد (الجلطات الدموية أكثرها شيوعاً) إلى مشاكل في إمدادات الهواء، وذلك لأنها تسد جريان الدم، وبالتالي تمنع توصيل الأوكسجين. وإذا حدث الانسداد في الرئتين أو قرب الدماغ بشكل خاص، فسيشكل معضلة. وإن أي جزء من الجسم يفقد الإمداد الدموي سيتوقف عن العمل بسرعة كبيرة. ويختلف الانسداد الدهني في هذه النقطة بأنه محفز للالتهاب، بمعنى أنه يسبب استجابة التهابية في الجسم. ولذلك فإن كتل الدهون الطافية بحرية لا تلتصق ببعضها وحسب، ولكنها تجمع الصفيحات الدموية أيضاً والتي تضاف إلى الانسداد.

وهناك أيضاً نظرية تقول بأنه عندما يتفكك الانسداد، فإنه يحرر الأحماض الدهنية الحرة، والتي تسبب بدورها الكثير من الفشل العضوي المترافق بالانسداد الدهني. ويمكن أن تكون الأحماض الدهنية الحرة سامة وتسبب تلفاً في الأنسجة، والذي يؤدي إلى سلسلة من الاستجابات المحفزة للالتهاب. وعندما يكون الالتهاب محدوداً ويمكن التحكم به، فإن الجسم يشفى من تلقاء نفسه. ولكن النوبة المفاجئة قد ترهق أنظمة الجسم بالكامل.
وإن الجمع بين هذه الاستجابات قد يجعل الانسداد الدهني قاتلاً، خاصة مع صعوبة تشخيصه.

الانسدادات الدهنية شائعة جداً

إن كريات الدهون ليست حالة نادرة، ولكن المتلازمة الكاملة فقط غير شائعة. ويحدث الانسداد الدهني بانتظام عند المرضى الذن يعانون من كسر في العظام، ولكن ليس عند مرضى شفط الدهون.  ويتكون معظم نخاع العظم الذي يملأ مركز العظام الكبيرة من خلايا دهنية. وعندما تتعرض لكسر كبير، فإن تلك الخلايا الدهنية قد تتحرك لتطفو بعيداً.

في معظم الأحيان، لا تسبب هذه الصمات الصغيرة أي مشاكل، فهي تتفكك أثناء حركتها، ومعظم الناس لا يدركون أنها موجودة فيهم. ولا يتحول سوى جزء صغير منها إلى انسداد دهني، ومع ذلك فإن فرص حدوث مضاعفات خطيرة ترتفع إذا بقي كسر كبير مفتوحاً لفترة طويلة من الزمن.  ويساعد جبر العظام وإعادة تغليف الخلايا الدهنية في احتواء المشكلة.

إذاً هل عليّ أن أقلق عند خضوعي لعملية شفط الدهون؟

كأي جراحة أخرى، فإن عملية شفط الدهون لا تخلو من مخاطر. ولكن لا ينبغي أن تقلق كثيراً من إصابتك بمتلازمة الانسداد الدهني بسببها. فمشاكل التخدير، والمضاعفات القلبية، وعدوى الجروح، تأتي جميعها قبل الانسداد الدهني في قائمة الأسباب التي تمنع من إجراء عملية شفط الدهون. وتتأكد هذه الحقيقة إذا كنت تجري هذه العملية لأسباب تجميلية بحتة، بما أننا نتكلم عن المخاطر الناتجة عن عملية غير ضرورية. أما إجراء شفط الدهون للمساعدة في تخفيف الوزن وتفعيل الحركة فهو مختلف قليلاً، لأنه قد يساعد المرضى الذين يعانون من مشاكل في الحركة.

إذا قمت بإجراء عملية شفط للدهون (أو كنت تعاني من كسر في أحد العظام)، وما زلت تشعر بالقلق حيال ذلك، فبإمكانك أن تراقب بعض أعراض الانسداد الدهني: مشاكل في التنفس، وتشويش أو نعاس، وطفح لبقع دائرية صغيرة. إذا لاحظت هذه الأعراض، فقد يستحق الأمر أن تستدعي الطبيب. وقد يواجه المرضى الذين يعانون من متلازمة الانسداد الدهني من مشاكل أكثر خطورة في الجهاز العصبي، كنوبات التشنج أو الغيبوبة، أو الفشل التنفسي التام. وستنتهي بك أي واحدة من هذه الحالات إلى غرفة الطوارئ في المستشفى.

وفي جميع الأحوال، لا ينبغي أن تكون متلازمة الانسداد الدهني مصدر قلقك الوحيد عند الخضوع لعملية شفط الدهون. وإذا كنت تعاني من كسر أحد العظام، فالأفضل ألا تهدر طاقتك في القلق من شيء غير محتمل، خاصة عندما يجب عليك أن تركز على التعافي من المرض.

المحتوى محمي