تظهر الصدفية على شكل طفح جلدي حاك ذي بقع حمراء تغطيها القشور وغالباً ما يتوضع الطفح على الركبتين والمرفقين والجذع وفروة الرأس، ويرافق الطفح حدوث جفاف الجلد وتقشره ما يُعرّض لحدوث النزيف.
وعلى الرغم من كون الصدفية مرضاً مزمناً، فإنه يتميز بوجود فترات هوادة يتخللها حدوث نوب ينتشر فيها الطفح بشكلٍ أوسع وقد يصبح مؤلماً كما يصبح حاكاً بشكلٍ أكبر، ما يكون مزعجاً وقد يؤدي إلى صعوبات في النوم ويجعل التركيز في أبسط مهام الحياة اليومية صعباً، وعادةً ما تستمر النوب لعدة أسابيع وقد تصل إلى أشهر حتى.
ما السبب وراء حدوث الصدفية؟
تحدث الصدفية نتيجة خلل في الجهاز المناعي، وهي تؤدي إلى نمو خلايا الجلد بشكلٍ أسرع من المعتاد، ومع ذلك تؤدي عوامل أخرى دوراً محرضاً في حدوثها، لهذا السبب لا يُعزى سبب الصدفية للخلل المناعي بشكلٍ تام، وإنما للعامل الوراثي والبيئي دورٌ لا يقل أهمية.
ومع ذلك تبقى "الصدفية" عنواناً عريضاً تلتقي في ظله أنواع وأنماط متعددة من هذا الطفح الجلدي والتي تتباين طريقة تدبيرها حسب نوع الصدفية التي أصابت الشخص. فما هذه الأنواع وكيف يتم تدبير كل منها؟
اقرأ أيضاً: 10 أعراض تنبئ بوجود خلل في جهازك المناعي تعرّف عليها
أنواع الصدفية
من أبرز أنواع وأنماط الصدفية والتي يختلف كل منها عن الآخر في علاماته وأعراضه نذكر:
1. الصدفية القشرية أو اللويحية
الصدفية القشرية أو اللويحية هي النوع الأكثر شيوعاً من الصدفية، ويتميز الطفح الجلدي الخاص بهذا النوع بكونه بقعياً وحاكاً وبارزاً قليلاً فوق سطح الجلد. يُغطي الطفح قشور فضية أو أرجوانية، وغالباً ما تحدث الصدفية القشرية على المرفقين والركبتين وفروة الرأس وأسفل الظهر.
بالنسبة للعلاج، ففي الحالات الموضعية وخفيفة الشدة يصف الطبيب مضادات التهاب موضعية وقد ينصح بالعلاج الضوئي أيضاً، أما بالنسبة للحالات الشديدة، يصف الطبيب أدوية مناعية جهازية تُعطى عن طريق الفم أو أدوية وريدية لتؤثر في كامل القطاعات الجلدية، كما تستهدف هذه الفئة الدوائية التي تسمى الأدوية البيولوجية أجزاء معينة من الجهاز المناعي الذي يؤدي دوراً في تحريض عملية الالتهاب.
2. صدفية الأظافر
صدفية الأظافر هي التبدل الأكثر شيوعاً الذي يرافق المصابين بالأنواع المختلفة للصدفية، حيث تؤثر الصدفية في أظافر اليدين والقدمين مسببةً تنقراً ونمواً غير طبيعي للأظافر، كما تسبب تغير لونها. وفي الحالات الأشد، يمكن أن ينحل الظفر وأن ينفصل عن سرير الظفر ما يؤدي إلى خسارة الظفر بشكلٍ كامل.
تتباين التبدلات الظفرية إلا أن أكثرها شيوعاً حدوث انحلال الظفر والشكوى من ألم الأظافر، إضافة لتبدل لون الأظافر إلى البني أو الأصفر، كما قد يشعر المريض بوجود طبقة تُشبه طبقة الطباشير تحت ظفره، ومن المهم أن نسلّط الضوء على أن هذا الشكل من الصدفية يجعل الظفر أكثر عرضة للإصابة بالإنتانات الفطرية.
اقرأ أيضاً: 10 تغيرات في الأظافر تدل على الإصابة بأمراض
3. الصدفية النقطية
تصيب الصدفية النقطية اليافعين والأطفال بالدرجة الأولى، إذ يمكن لعدوى بكتيرية بسيطة مثل التهاب الحلق أن تحرضها، ويتركز الطفح الجلدي في هذا النمط على الجذع أو الذراعين أو الساقين. ويتصف الطفح الجلدي بظهور بقع وردية ناعمة على الجلد الأبيض، والتي تظهر على شكل بقع أرجوانية عند أصحاب البشرة السمراء أو الداكنة.
4. الصدفية المعكوسة
يتركز الطفح الجلدي في أنواع الصدفية على اختلافها على السطوح القابضة أو المفاصل مثل الركبتين والمرفقين، ومن اسم الصدفية المعكوسة نستنتج أنها تأخذ نهجاً معاكساً للنهج التقليدي للصدفية، حيث يتركز الطفح الجلدي فيها على السطوح الباسطة أو الثنيات مثل الحفرة المأبضية، وهي الوجه الخلفي للركبة، أو الحفرة المرفقية، وهي الوجه الداخلي للمرفق، بالإضافة إلى أماكن الثنيات الأخرى مثل تحت الثديين وبين الفخذين وتحت الإبطين.،كما تتميز الصدفية المعكوسة بعدم وجود قشور تغطي الطفح وتتفاقم في ظل وجود الاحتكاك المستمر والتعرض، ما يزيد بدوره أيضاً من خطر حدوث الالتهابات الفطرية.
اقرأ أيضاً: كيف يتم التمييز بين الثؤلول والزائدة الجلدية والشامة؟ وهل من السليم إزالة أي منها في المنزل؟
5. الصدفية البثرية
تعتبر الصدفية البثرية من أنواع الصدفية الأكثر ندرة، وتسبب بثوراً مملوءة بالصديد تنتشر على شكل مجموعات على أرضية التهابية ذات لون أحمر أو أرجواني، وتتركز بشكلٍ خاص على راحتي اليدين أو أخمص القدمين، إذ تُشابه الصدفية البثرية الجدري إلى حدٍ كبير لهذا السبب تبدو وكأنها معدية إلا أنها ليست كذلك.
قد تتركز البثور في منطقة محددة مثل راحتي اليدين أو باطن القدمين، إلا أنها قد تنتشر في بعض الحالات المتقدمة وتُسمى عندئذ بـ "الصدفية البثرية الشاملة"، والتي تكون مهددة للحياة وتحتاج إلى رعاية طبية فورية، إذ يشتمل حدوث الصدفية البثرية الشاملة على ظهور مجموعة من الأعراض مثل الحمى والغثيان وتسرع القلب وضعف العضلات.
6. الصدفية المُحمرّة للجلد
لحسن الحظ تعتبر الصدفية المحمرة للجلد أندر أنواع الصدفية، فهي أخطر الأنواع وأشدها حيث تُسبب خسارة شديدة لبروتينات الجسم وفقداناً كبيراً للسوائل، ما يجعل الشخص عرضة للإصابة بالإنتان الرئوي وقصور القلب الاحتقاني.
اقرأ أيضاً: الدليل الشامل للتعرف على كل ما يهمك عن الحساسية الجلدية
في هذا النوع يُغطي الطفح الجلدي الأحمر الجسم كاملاً، ويكون متقشراً وحاكاً وحارقاً بشدة، حيث يبدو الجلد وكأنه محترق. تترافق الصدفية المحمرة للجلد مع مجموعة من الأعراض تشمل تبدلاً في درجة حرارة الجسم نتيجة خسارة السوائل وتسرع القلب، وقد ينتهي الأمر بمضاعفات أسوأ في حال أُهمل التدبير ولم يُحال المريض لأقرب مستشفى.