تتسرب الإنزيمات الكبدية من الخلايا الكبدية الملتهبة أو المُعرّضة لكميات أعلى من المعتاد من مواد كيميائية معينة نتيجة حدوث تلف في جدار هذه الخلايا، لذلك تفشل في الحفاظ على محتواها، وبذلك تتسرب هذه الإنزيمات إلى مجرى الدم ما يؤدي إلى ارتفاع مستوياتها في اختبارات الدم الروتينية.
في معظم الحالات، يكون ارتفاع مستويات الإنزيمات الكبدية طفيفاً ومؤقتاً وغير خطير، ولكن من جهة أخرى، يشير الارتفاع الشديد أو المستمر لفترة طويلة إلى وجود مشكلة مزمنة وخطيرة في الكبد.
أسباب ارتفاع الإنزيمات الكبدية
ترتفع الإنزيمات الكبدية لأسباب عديدة، وتختلف سرعة ارتفاعها بين المجموعات اعتماداُ على وجود عوامل خطر، إذ ترتفع بسرعة عند مدمني الكحول ومن لديهم تاريخ عائلي للإصابة بأمراض الكبد وعند مرضى السكري وأثناء تناول بعض الأدوية ومرضى التهابات الكبد المتكررة أو المزمنة. تشمل الأسباب الشائعة لارتفاع الإنزيمات الكبدية ما يلي:
- تناول بعض الأدوية كالستاتين الخافض للشحوم والأسيتامينوفين أو السيتامول.
- الإصابة بتشحم الكبد الكحولي أو غير الكحولي.
- الإصابة بداء ترسب الأصبغة الدموية.
- أمراض الدم الانحلالية.
- التهاب الكبد A والتهاب الكبد B والتهاب الكبد C والتهاب الكبد الكحولي والتهاب الكبد المناعي الذاتي.
- استهلاك بعض المكملات الغذائية مثل الحديد وفيتامين A.
- ومن الأسباب النادرة نذكر تليف الكبد وأمراض العضلات وأمراض الغدة الدرقية والتهاب الأقنية الصفراوية المصلب البدئي.
اقرأ أيضاً: كيف تستدل على وجود أمراض سوء الامتصاص وكيف يتم علاجها طبيعياً؟
ما المستويات الطبيعية للإنزيمات الكبدية؟
تسرّع الإنزيمات الكبدية التفاعلات الكيميائية في الجسم، وتُحسّن من إنتاج العصارة الصفراوية والمواد التي تساعد على تجلط الدم وهضم الطعام وإزالة السموم ومكافحة الإنتانات، وتشمل إنزيمات الكبد الشائعة ما يلي:
- (ALT): الإنزيم الناقل للأمين ألانين، مستواه الطبيعي بين 7-55 وحدة دولية في الليتر.
- (AST): الإنزيم الناقل للأمين أسبارتات، ويعتبر طبيعي الارتفاع عندما يتراوح مستواه بين 8-48 وحدة دولية في الليتر. يعتبر كل من ALT وAST الإنزيمات التي ترتفع بالشكل الأكثر شيوعاً عند الإصابة بأمراض الخلية الكبدية.
- (ALP): الفوسفاتاز القلوية، مجال مستواه الطبيعي بين 49-129 وحدة دولية في الليتر.
- (GGT): غاما غلوتيل ترانسببتيداز، مستوياته الطبيعية بين 8-61 وحدة دولية في الليتر.
أعراض ارتفاع الإنزيمات الكبدية
يكون معظم الأشخاص المصابين بارتفاع الإنزيمات الكبدية غير عرضيين وخاصة عند ارتفاعها المؤقت والعابر، ولكن من جهة أخرى يتظاهر المرضى ذوو مستويات الإنزيمات الكبدية المرتفعة لأسباب خطيرة مثل تليف الكبد بما يلي:
- غثيان وقيء.
- ألم في البطن
- الحكة الجلدية.
- فقدان الشهية.
- الشعور المستمر بالتعب.
- اليرقان واصفرار البشرة والعينين.
- اغمقاق لون البول.
- براز فاتح اللون.
اقرأ أيضاً: في اليوم العالمي لالتهاب الكبد: ماذا تعرف عن هذا المرض المميت أحياناً؟
علاج ارتفاع الإنزيمات الكبدية طبيعياً بالغذاء
في الوقت الذي لا يمكن فيه منع بعض الحالات الطبية التي ترفع من الإنزيمات الكبدية، هناك بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها للحفاظ على صحة الكبد:
- تجنب استهلاك الكحول.
- شرب الماء والحفاظ على رطوبة الجسم.
- عدم مشاركة الإبر أو الأدوات الملوثة بالدم.
- الحصول على لقاح التهاب الكبد A وB.
- ضبط السكري.
- استشارة مقدم الرعاية الصحية حول أي أعشاب أو مكملات غذائية تتناولها.
- الحفاظ على وزن صحي.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- اتباع نظام غذائي صحي.
من المهم الحفاظ على الإنزيمات الكبدية داخل الخلية الكبدية حتّى يكون الكبد قادراً على أداء وظيفته بشكل صحيح، وبعيداً عن الأدوية، ومن الضروري إجراء بعض التغييرات الضرورية في نظامك الغذائي، حيث تساهم بعض الأغذية بخفض الإنزيمات وتخفيف الأعراض، نذكر أهمها:
- الأغذية الغنية بفيتامين C وفيتامين A: تساعد الفاكهة والخضروات التي تحتوي على نسبة عالية من فيتامين C، مثل البرتقال والليمون والقرنبيط والملفوف والبروكلي والخضروات الغنية بالكاروتينات، في خفض مستوى إنزيمات الكبد.
- الخضار الورقية: تفيد هذه الخضروات وعلى رأسها السبانخ والخس في إعادة مستويات الإنزيم إلى وضعها الطبيعي، كما أنها تمنع تراكم الدهون في الكبد.
- الأطعمة الغنية بالألياف: تسهّل الأطعمة الغنية بالألياف مثل الشوفان والفول والأرز البني من عملية الهضم، كما تزيد من إفراز الصفراء وبالتالي تحسّن من طرح الدهون.
اقرأ أيضاً: كل ما يهمك معرفته حول عملية امتصاص الأغذية وكيفية تحسينها
- الثوم: يدعم تناول الثوم صحة الكبد، إذ تساعد العناصر الغذائية الموجودة فيه مثل الأليسين وفيتامين B6 وفيتامين C والسيلينيوم في طرد السموم من الجسم، كما يحفّز من عمل إنزيمات الكبد التي تساعد على الهضم.
- زيت الزيتون: يساعد زيت الزيتون في خفض مستوى الإنزيمات الكبدية ويقلل من تراكم الدهون فيه.
- الجوز: تساعد المكسرات مثل الجوز في منع حدوث تشحم الكبد نظراً لأنها تحتوي على دهون أحادية غير مشبّعة وأخرى متعددة اللا إشباع.
- الأغذية الغنية بأوميغا 3: يُوصى باتباع نظام غذائي غني بأحماض أوميغا 3 لخفض مستوى إنزيمات الكبد مثل الأسماك البحرية، حيث تمنع تراكم الدهون في الكبد وتحافظ على مستويات إنزيماته ضمن المجال الطبيعي.
- التوت: يساعد التوت والعنب البري في حماية خلايا الكبد من التلف لأنها غنية بمضادات الأكسدة، كما تقلل من الالتهاب في الخلايا الكبدية.
- الشاي الأخضر: يحافظ الشاي الأخضر على صحة الكبد من خلال تقليل مستويات الإنزيمات الكبدية ومنع ترسب الدهون في الكبد ما يقلل من احتمالات الإصابة بتشحم الكبد.