يؤدي الحمل إلى تغيرات كبيرة في حياة الحامل، تشمل جوانب حياتها كافة، وتؤثر على صحتها وجسدها بشكل كبير، كما قد تعاني من أمراض جديدة لم تكن تعاني منها من قبل، من أبرز هذه الأمراض الإصابة بسكر الحمل، الذي يحتاج رعاية خاصة لتتجنب الأم وجنينها مخاطره أثناء الحمل والولادة.
اقرأ أيضاً: تغلب عليه أولاً: سبل الوقاية من مرض السكري
ما هو سكري الحمل؟
ترتفع مستويات السكر في الدم عند بعض الحوامل، في حالة تُعرف باسم سكري الحمل، وذلك بين الأسبوعين 24 و28 من الحمل. يُقدر حدوثه عند 2 إلى 10% من الحوامل في الولايات المتحدة الأميركية، وذلك وفقاً للمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها.
اقرأ أيضاً: مرض السكري: دليلك للتعرف عليه والوقاية منه
خطورة سكر الحمل
تطال مخاطر الإصابة بسكر الحمل كلاً من الأم وجنينها. في حال لم يتم التعامل مع سكر الحمل بشكل جيد، قد تزداد خطورة إصابة الطفل بمرض السكري وتزداد خطورة حدوث مضاعفات للأم ولطفلها أثناء الحمل والولادة.
خطورة سكر الحمل على الأم
إن الإصابة بسكر الحمل لا تعني أن الحامل مصابة بداء السكري قبل الحمل، أو أنها ستصاب به بعد الولادة، لكن يزداد خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 في المستقبل عند 50% من الحالات، كما يتسبب بارتفاع ضغط الدم وحدوث مقدمات تسمم الحمل، وغالباً ما تخضع الحامل لعملية الولادة القيصرية، بدلاً من الطبيعية.
تزداد خطورة الإصابة بسكري الحمل عند المرأة التي تحمل الصفات التالية:
- يزيد عمرها عن 25 عاماً.
- مصابة بارتفاع ضغط الدم.
- يوجد إصابات بداء السكري في عائلتها.
- السمنة قبل الحمل، أو اكتساب الوزن الزائد أثناء الحمل.
- حامل بتوأم أو أكثر.
- سبق وأن أنجبت طفلاً يزيد وزنه عن 4 كيلوغرام.
- إصابة سابقة بسكري الحمل.
- حدوث إجهاض سابق أو ولادة جنين ميت.
- تتناول عقار جلايكورتيكود.
- مصابة بمتلازمة تكيس المبيض أو غيرها من الحالات التي ترتبط بمقاومة الأنسولين.
خطورة سكر الحمل على الجنين
من مضاعفات سكر الحمل على الجنين، أن تترافق ولادته بـ:
- زيادة الوزن.
- صعوبة التنفس.
- انخفاض سكر الدم.
- عسر ولادة الكتف، أي صعوبة مرور كتفي الطفل من قناة الولادة بعد خروج الرأس.
- خطورة الإصابة بمرض السكري في المستقبل.
اقرأ أيضاً: مُدمر لكل الأعمار: أسباب مرض السكري الأول والثاني
أعراض سكري الحمل
تكون أعراض سكر الحمل خفيفة، وهي كأعراض الإصابة بداء السكري، وتتمثل بـ:
- العطش الشديد.
- الحاجة المفرطة للتبول.
- عدم وضوح الرؤية.
- التعب والإرهاق.
- الشخير.
اقرأ أيضاً: انخفاض السكر في الدم: دليلك للأعراض والأسباب والعلاج
أسباب سكري الحمل
تعود الإصابة بسكر الحمل إلى اثنين من الهرمونات بشكل أساسي، هما اللاكتوجين المشيمي البشري، والهرمونات التي تزيد من مقاومة الأنسولين، وهي هرمونات يزداد إفرازها مع التقدم بالحمل لما لها من تأثير على المشيمة وتثبيت الحمل. تؤدي هذه الزيادة إلى حالة تُعرف بمقاومة هرمون الأنسولين الذي ينظم نسبة السكر في الدم.
في فترة الحمل تحدث تغيرات كبيرة في الجسم، مثل زيادة الوزن، تؤدي هذه التغييرات إلى جعل خلايا الجسم تستخدم الأنسولين بشكل أقل فعالية، ما يزيد نسبة سكر الجلوكوز في الدم، والتي يحتاجها الجنين النامي. لكن عند ارتفاع هذه النسبة لتصل إلى حدود أعلى من الطبيعية، تؤدي إلى حدوث سكري الحمل.
اقرأ أيضاً: مقاومة الأنسولين: نذير الخطر سهل العلاج
اختبار سكري الحمل ونسبته الطبيعية
يتم التشخيص بإجراء الاختبار الذي يقيس نسبة سكر الجلوكوز في الدم، وتوصي جمعية السكري الأميركية بإجراء الاختبار عند جميع النساء الحوامل بشكل روتيني في بداية الحمل. ولو كانت النسبة طبيعية في البداية، من الأفضل إجراء الاختبار بين الأسبوعين 24 و 28 من الحمل، أي في الشهر السادس من الحمل.
يُجرى الاختبار بعد الامتناع عن تناول الطعام لـ 8 ساعات على الأقل، ويُعرف باسم السكر الصيامي. يجب أن تكون نسبة السكر الصيامي عند الحامل بين 95 مجم / ديسيلتر و 105 مجم / ديسيلتر. أما عند قياس نسبة السكر بعد تناول الطعام بساعة يجب أن تكون النسبة أقل من 140 مجم / ديسيلتر، وبعد الطعام بساعتين يجب تنخفض لتصل إلى ما دون 120 مجم / ديسيلتر.
اقرأ أيضاً: الإجراء الروتيني لمريض السكري: كل ما تريد معرفته عن فحص السكر
علاج سكري الحمل
يوجد نوعان من سكر الحمل، ويعتمد العلاج على النوع. يمكن علاج أحدهما من خلال النظام الغذائي وحده. أما الآخر يحتاج إلى أدوية تنظيم السكر الفموية، أو الأنسولين في 10-20% من الحالات.
ينصح الأطباء عموماً بفحص نسبة السكر في الدم قبل وبعد الوجبات التي يجب أن تتكون من الطعام الصحي الغني بالخضراوات والفواكه والحبوب والبروتين، مع الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالسكريات، إلى جانب ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، فهي تساعد على خفض الجلوكوز بالدم، وتقلل من آلام الظهر والعضلات والإمساك وصعوبة النوم التي غالباً ما تعاني منها الحوامل.
اقرأ أيضاً: الأنسولين الذكي: مفتاح العلاج الثوري لمرض السكري
النظام الغذائي المناسب للمصابات بسكري الحمل
كما سبق وذكرنا، يعتمد علاج سكري الحمل على تناول الطعام الصحي، لذا يجب على الحامل المصابة اتباع نظام غذائي متوازن، متعدد الوجبات، ويشمل السكريات، إذ لا تمنع الإصابة بسكري الحمل تناول جميع الأطعمة الحاوية على السكريات، بل يجب تناولها بحدود مع المباعدة بينها، وبكميات مناسبة. من الأطعمة الحاوية على السكريات والتي يمكن تناولها: جميع أنواع الحبوب، والأرز البني، والبقوليات مثل الفاصوليا والبازلاء، وغيرها، بالإضافة إلى الخضروات النشوية والفواكه قليلة السكر.
أضيفي إلى ذلك البروتينات، فيجب على النساء الحوامل تناول حصتين إلى ثلاث حصص من البروتين يومياً. وتشمل المصادر الجيدة للبروتين: اللحوم الخالية من الدهون والدواجن والأسماك. كما يجب تناول الدهون الصحية كتلك الموجودة في المكسرات، والبذور، وزيت الزيتون، والأفوكادو.
اقرأ أيضاً: بدائل السكر: هل هي آمنة لمرضى السكري؟
الوقاية
لا يمكن منع الإصابة بسكري الحمل تماماً، لكن يمكن تجنب بعض الحالات التي قد تؤدي إلى الإصابة به. لذا على المرأة التي تفكر في الحمل في المستقبل القريب أن تتبنى عادات صحية مثل اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة التمارين الرياضة، وإنقاص الوزن عند النساء اللاتي تعانين من السمنة.