الداء السكري هو أحد أشيع الأمراض المزمنة وأكثرها إحداثاً للمضاعفات. يعبث هذا الداء في توازن هرمونات الجسم ويؤدي لحدوث حالة من "مقاومة الإنسولين"، الأمر الذي يرفع من مستويات سكر الدم ويتطلب العلاج بجرعات إضافية من الإنسولين أو الأدوية الخافضة للسكر الفموية. قد لا تكون تظاهرات ارتفاع سكر الدم عرضية في المراحل الأولى من الإصابة بالداء السكري، إلّا أنها تكون واضحة في المراحل المتقدمة وتتظاهر على شكل ما يُسمى بـ "ظاهرة الفجر" عند المرضى السكريين.
اقرأ أيضاً: ما الفرق بين السكري من النوع الأول والسكري من النوع الثاني؟
ما هي ظاهرة الفجر عند مرضى السكري؟ ولمَ تحدث؟
تُسمى أيضًا بـ "تأثير الفجر"، وهي حدوث ارتفاع شاذ في مستويات سكر الدم في ساعات الصباح الباكر، عادةً ما تكون بين الساعة 2 وحتّى 8 صباحاً، ولكن ما السبب؟
بشكل متواقت مع ساعات الفجر، يتم إفراز مجموعة من الهرمونات التي تعاكس في تأثيرها عمل الإنسولين، وهي هرمون النمو والكورتيزول والغلوكاغون والأدرينالين، فيحدث نتيجةً لذلك مقاومة للإنسولين الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم.
تحدث هذه الظاهرة عند جميع الأفراد حتّى الأصحاء منهم، لكنها تبقى لا عرضية عند الأصحاء نظراً لأن سكر الدم لديهم يستجيب لإفراز الإنسولين. أمّا عند شخص مصاب بداء السكري فلا يحدث هذا، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور أعراض واضحة لارتفاع سكر الدم.
اقرأ أيضاً: كيف تتسبب البدانة في حدوث داء السكري؟
ما هي أعراض ظاهرة الفجر؟
تتجلى أعراض ظاهرة الفجر الناجمة عن مستويات السكر المرتفعة بما يلي:
- الغثيان والإقياء.
- التعرق.
- الضعف الشديد.
- العطش الشديد.
- "الرؤية الضبابية" وعدم وضوح الرؤية.
- الارتباك والاضطراب الذهني.
- القلق.
كيف يتم التعامل مع ظاهرة الفجر عند المرضى السكريين؟
عند الشك بحدوث هذه الظاهرة يتم فحص نسبة سكر الدم بين الساعة 2 و3 صباحاً لعدة ليالٍ متتالية، وذلك لمساعدة الطبيب في تأكيد التشخيص أو نفيه.
اقرأ أيضاً: الإجراء الروتيني لمريض السكري: كل ما تريد معرفته عن فحص السكر
يُعالج ارتفاع السكر مؤقتاً عن طريق إعطاء جرعة إضافية من الإنسولين أو أي أدوية خافضة للسكر يستجيب لها المريض، إلّا أنه يتوجب إجراء تعديلات على نمط الحياة و بروتوكول علاج السكري حتّى لا تتكرر هذه الظاهرة. يوصي الأطباء لتصحيح مستويات سكر الدم المرتفعة في ساعات الصباح الباكر بـ:
- تجنب تناول الأطعمة الغنية بالسكريات والكربوهيدرات قبل النوم.
- ممارسة الرياضة والتشجيع على المشي وخاصة بعد وجبة العشاء.
- ضبط جرعة الإنسولين في الليل والتقيد بأخذ خافضات السكر الفموية الموصوفة.
- تبديل أصناف خافضات السكر في حال لم تنجح في تخفيض السكر للمستويات المطلوبة.
- تعديل وقت تناول الدواء أو الإنسولين من وقت العشاء إلى وقت النوم.
- استخدام مضخة الإنسولين لإدارة الإنسولين الإضافي خلال ساعات الصباح الباكر.
ما هي مضاعفات ظاهرة الفجر؟
يتوجب على الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع متكرر لمستويات سكر الدم مراجعة الطبيب للوقاية من المضاعفات المترتبة على ذلك، إذ يتسبب ارتفاع السكر المُطول والمتكرر في حدوث أذية لأعضاء الجسم، والتي تتظاهر على شكل:
- أمراض القلب والأوعية الدموية.
- زيادة خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.
- اعتلالات الأعصاب.
- اضطراب الرؤية الناجم عن اعتلال العصب البصري.
- قصور كلوي.
- "الحماض الكيتوني" وهو تراكم الأحماض في الدم نتيجة لارتفاع مستويات السكر غير المُستجيبة للإنسولين.
- حدوث "غيبوبة السكري" وفقدان الوعي.
اقرأ أيضاً: السكر التراكمي: الدليل القاطع للإصابة بداء السكري
ما الفرق بين ظاهرة "سوموجي" وظاهرة "الفجر"؟
تعتبر ظاهرة "سوموجي" سبباً محتملاً لارتفاع مستويات سكر الدم الصباحي إذ تشير إلى سوء في إدارة مرض السكري. تحدث ظاهرة "سوموجي" عندما يأخذ المريض جرعته المعتادة من الإنسولين أو خافضات سكر الدم الفموية ولا يُتبعها بتناول وجبة خفيفة قبل النوم. الأمر الذي يؤدي لانخفاض السكر نتيجة لعدم تناسب جرعة الإنسولين مع كمية السكر في الدم.
يستجيب جسم الشخص لهذه الظاهرة بإفراز "هرمونات النمو" وذلك لرفع سكر الدم ومعاكسة تأثير الإنسولين الذي يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر مرة أخرى، أي هي انخفاض في مستوى السكر يتبعه ارتفاع في مستوياته.
اقرأ أيضاً: انخفاض السكر في الدم: دليلك للأعراض والأسباب والعلاج
يتم التفريق بين "ظاهرة سوموجي" و"ظاهرة الفجر" عن طريق قياس مستويات السكر في ساعات الصباح الباكر، فإذا كانت مستويات السكر منخفضة فغالباً نحن أمام تأثير ظاهرة "سوموجي". وأمّا في حال كان مستوى سكر الدم طبيعياً أو مرتفعاً، فمن المرجح أن يكون السبب ظاهرة الفجر.