ما مدى صحة بعض الممارسات الطبية الشائعة مثل وضع البن على الجروح؟

ما مدى صحة بعض الممارسات الطبية الشائعة مثل وضع البن على الجروح؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ JARIRIYAWAT

هناك عدة ممارسات طبية تقليدية وشعبية نمارسها يومياً، وتتراوح بين البسيطة كوضع مادة فوق جرح أو التي تحتاج إلى الذهاب لمركز علاج بالطب البديل، فما حقيقة هذه الممارسات وهل هي فعّالة أمْ ضارة؟ 

اقرأ أيضاً: 15 طريقة لخفض مستوى الكوليسترول الوراثي والمكتسب

10 ممارسات وعلاجات طبية شائعة وتقليدية ومدى صحتها وفاعليتها

من أبرز الممارسات الطبية الشائعة في المنزل أو بمراكز الطب البديل ما يلي:

1. وضع مسحوق القهوة على الجروح 

يعمل مسحوق القهوة مضاداً للأكسدة ومضاداً للالتهابات ومضاداً حيوياً، ويتعمد بعض الممارسات التقليدية الطبية وضعه على الجروح الحادة والمزمنة، ووفقاً لبحث من جامعة باندونغ الإسلامية في إندونيسيا نُشر عام 2021، فإن مسحوق القهوة مفيد في تضميد الجروح الموضعية، لكن الأفضل دائماً هو وضع الضمادات الطبية المعقمة على الجروح واعتمادها في العلاج عند توفرها.

2. وضع معجون الأسنان على حب الشباب 

وضع معجون الأسنان فوق حب الشباب الموجود على الوجه ممارسة طبية شائعة، لكنها قد تسبب ضرراً للبشرة والتهاباً للجلد حول الفم، حيث تظهر نتوءات ملتهبة حمراء تشبه الطفح الجلدي حول الأنف والفم، لذا لا يُنصح باتباع هذه الطريقة.

اقرأ أيضاً: متى يكون ألم الظهر خطيراً عند النساء؟

3. وضع الجليد فوق الحروق

قد يظن البعض أن وضع الجليد فوق الجلد المحروق يعادل درجة الحرارة ويساعد على تخفيف الألم، لكن هذه الممارسة ستزيد الأمر سوءاً وتسبب تلفاً إضافياً للجلد وتزيد من فرص الإصابة بالتهاب، وينطبق ذلك أيضاً على استخدام الماء البارد لتبريد الحروق.

4. فرك سرة الطفل بالماء والملح 

تُستخدم هذه الطريقة التقليدية في علاج الورم الحبيبي السري، وهو ظهور أنسجة ندبية في سرة البطن بعد الولادة، وتبدو منطقة الورم كأنها كتلة ناعمة وردية أو حمراء رطبة أو تتسرب منها كميات صغيرة من سائل شفاف أو أصفر. تحدث في الأسابيع القليلة الأولى من حياة الطفل، ويُعدُّ استخدام الماء المالح وفركه بلطف فوق منطقة الالتهاب وفق بحث من جامعة ميكيل 2020 طريقة آمنة وفعّالة في العلاج، ولكن يجب أخذ مشورة الطبيب قبل اتباع هذه الطريقة.

5. إمالة الرأس إلى الخلف في أثناء الرعاف 

يجب على الشخص الذي ينزف من أنفه ألّا يرجع رأسه إلى الخلف حتى لو نصحه الأشخاص من حوله بذلك، إذ تسبب إمالة الرأس للخلف نزول الدم إلى الجزء الخلفي من الحلق وقد يبتلعه الشخص ما يهيج المعدة ويسبب القيء.

حقوق الصورة: shutterstock.com/ Drp8
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Drp84

6. العلاج بالضغط

وهو علاج يستخدم الممارسون فيه أيديهم أو أكواعهم أو أقدامهم للضغط على نقاط محددة على طول الجسم، هذه النقاط التي يضغط عليها في أنحاء الجسم كافة جزء من "قنوات طاقة الحياة" وفقاً للتقاليد الصينية، ويُعتبر المرض انسداداً في هذه القنوات ويمكن علاجه من خلال إعادة فتحها بالضغط عليها. ويظهر بحث منشور في دورية "الأمراض العصبية النفسية وعلاجها" (Neuropsychiatric Disease and Treatment) عام 2012 أن هذه الطريقة فعّالة في علاج الأرق، وأكد بحث آخر من جامعة كاوسينغ عام 2013، دور هذا العلاج في تخفيف الألم.

7. الوخز بالإبر

وهو ممارسة من الطب الصيني التقليدي تُستخدم فيها إبر رفيعة تخترق الجلد يضعها ممارس مختص، ويمكن لهذه الممارسة أن تعطي نتائج إيجابية في علاج الأرق والعديد من أنواع الألم المزمن، مثل آلام الرقبة والتهاب المفاصل العظمي، وذلك وفقاً لبحث منشور في دورية جاما عام 2012.

اقرأ أيضاً: إليك أبرز عوامل الخطر المرتبطة بحدوث الكلف والمواد الطبيعية الفعّالة في تخفيفه

8. العلاج بالروائح

يستخدم العلاج بروائح الزيوت العطرية المستخلصة من الجذور أو الأوراق أو البذور أو أزهار النباتات لتعزيز الشفاء، ويعود تاريخ هذه الممارسة إلى أكثر من 6000 سنة حيث شاعت بين المصريين، إذ يمكن استنشاق رائحة الزيوت من خلال رشها أو تدليكها على الجلد، وتُستخدم عدة أنواع من العلاجات بالروائح لتدبير الالتهابات بالإضافة لعلاج الاكتئاب وتخفيف الألم، وقد بيّنت دراسة منشورة عام 2016 في دورية هنداوي أن العلاج بالروائح يسهم في تخفيف الألم عند دمجه مع العلاج الطبي الأساسي.

9. الأيورفيدا

وهي طريقة علاج تقليدية في الهند، ويستخدم الممارسون فيها مجموعة متنوعة من التقنيات مثل شرب منقوع الأعشاب والتدليك واتباع أنظمة غذائية متخصصة، مثلاً فيها يُتناول الكركم لعلاج الالتهاب واستخدام وعاء "نيتي" لتنظيف الجيوب الأنفية بالإضافة إلى اليوغا، وقد بيّن بحث منشور في دورية أمراض القلب الكندية عام 2022 أن لممارسة اليوغا لمدة 3 أشهر تأثيراً إيجابياً على ضبط ضغط الدم لدى مرضى ارتفاع ضغط الدم.

10. تقويم العظام

ويعتمد علاج تقويم العظام وتقويم العمود الفقري على الضغط على المفاصل والعظام لعلاج مشكلات الظهر والرقبة والمفاصل والذراعين والساقين والرأس، ويُنظر إليه كطب "تكميلي" أكثر من كونه طباً بديلاً، وتهدف تعديلات العلاج بتقويم العظام إلى استعادة القدرة على الحركة وإرخاء العضلات، ما يسمح للأنسجة بالشفاء ويخفف الألم، وغالباً ما يشار شعبياً لهذا العلاج باسم "طقطقة العظام" للشعور بالراحة، ووجد الباحثون من جامعة باركر في تكساس أن علاج تقويم العمود الفقري المشترك مع العلاج الطبي بمسكنات الألم أسهم بتقليل الألم بشكلٍ أكثر كفاءة من العلاج بمسكنات الألم لوحدها، ونُشر بحثهم في دورية جاما عام 2018.  

اقرأ أيضاً: أيها أفضل: النوم على الظهر أم البطن أم الجانب؟

على الرغم من كون الممارسات الطبية التقليدية شائعة لكن هذا لا يعني أنها صحيحة تماماً، ومن الأفضل دائماً استشارة الطبيب المختص قبل محاولة اتباع إحدى الطرق المذكورة في هذا المقال، حتى لو كانت هناك عدة أبحاث تدعم فاعليتها.

المحتوى محمي