شارك
الرئيسية
سينتابك شعور جميل عندما تنظر إلى نفسك في المرآة وتستلطف ما ترى، ولا يمكن أن ننكر أن مستحضرات التجميل تساعد العديد في خلق شعور أفضل تجاه مظهرهم ولا ضرر في ذلك، لكن الترويج لمستحضرات التجميل ازداد أكثر من أي وقت مضى، فمن النادر أن تتصفح محرك بحث أو موقع تواصل اجتماعي دون أن يظهر لك محتوى يخص مستحضرات التجميل، الأمر الذي يدعو للقلق، فالاهتمام بالمظهر الخارجي أمر جيد، لكن هل يستحق أن نعرض صحتنا للخطر؟
بدايةً، يجب تسليط الضوء على أن مستحضرات التجميل هي منتجات العناية الشخصية الأقل خضوعاً للرقابة الصحية. وعلى الرغم من وجود ما يزيد على 10 مواد كيميائية مرتبطة بمخاطر صحية في مستحضرات التجميل ومنتجات العناية الشخصية، يبقى الخطر الذي تحمله ضئيلاً، وإنما يصبح خطراً قائماً مهدداً للصحة عندما يتم استخدامها بشكل شبه يومي، خاصةً في حال احتوت على بعض المكونات الكيميائية التي سنأتي على ذكرها في هذا المقال، لنساعدك في اختيار المنتجات الأفضل لصحة بشرتك.
اقرأ أيضاً: المواد الكيميائية الموجودة في مستحضرات التجميل لا تخضع لقوانين ناظمة
ما المواد الكيميائية التي يجب الابتعاد عن انتقاء مستحضرات التجميل التي تحتويها؟
تحتوي مستحضرات التجميل أكثر من مجرد الرصاص والأسبست، وتعمل منظمة الصحة العالمية على حظر إدخال شركات مستحضرات التجميل بعض المواد الكيميائية في صناعة مستحضرات التجميل نظراً لارتباطها بمخاطر صحية، نذكر أبرز هذه المواد الكيميائية:
- فورمالديهايد وبارافورمالديهايد: التي تعرف بكونها موادَّ مسرطنة وهي تدخل في تركيب مستحضرات التجميل والعناية بالشعر.
- ميثيلين غليكول.
- البارابين: الموجود في الصابون والمرطبات.
- كواتيرنيوم-15: الذي يُطلق بدوره الفورمالديهايد.
- الزئبق: الذي يتلف الكليتين والجهاز العصبي.
- الرصاص: وأكثر ما يوجد في أحمر الشفاه ومستحضرات العيون، وتسبب المستويات العالية من الرصاص فقر الدم وأمراضاً عصبية وخللاً في عمل الكليتين عند الأطفال.
- ثنائي بيوتيل وثلاثي إيثيل هكسيل فثالات: والتي تخل بالهرمونات وتضر بالجهاز التناسلي حيث تُسبب بلوغاً مبكراً عند الأطفال، كما تؤثر على نمو الأجنة، وتوجد في منتجات طلاء الأظافر والعطور ومثبتات الشعر.
- إيزوبوتيل وإيزوبروبيل بارابين: اللذان يعطلان الهرمونات ويضران بالجهاز التناسلي.
- بوليفلوروألكيل: والذي تم ربط استخدامه بالسرطان، ويُستخدم لزيادة متانة مستحضرات التجميل وجعلها مقاومة للماء، وترتبط هذه المواد بحدوث أمراض جهاز المناعة وارتفاع كوليسترول الدم.
- فينيل ديامين: يُستخدم في صبغات الشعر.
- أسود الكربون: الموجود في المَسكرة وأحمر الشفاه والكحل.
هل يمكن للمواد الكيميائية السامة في مستحضرات التجميل أن تؤذي حقاً؟
يتعلق مقدار التأثير الذي تحدثه المواد الكيميائية الموجودة في مستحضرات التجميل بمقدار امتصاص الجلد لهذه المواد ودخولها مجرى الدم، وقد يتم استنشاق مساحيق التجميل أثناء تطبيقها والذي بدوره يُدخل الملوثات مثل الأسبستوس إلى الجهاز التنفسي. من جهة أخرى، تجد المواد الكيميائية في مستحضرات التجميل طريقها إلى الجهاز الهضمي عندما يتم لعق أحمر الشفاه بشكل متكرر بالإضافة إلى أن الشفتين تمتصان ما يكفي ليصل إلى الدم.
اقرأ أيضاً: لا حاجة لصالون التجميل بعد اليوم: 7 صبغات طبيعية للشعر إليكِ كيفية تحضير كل منها
وإن أمعنا التفكير قليلاً بهذه النقطة، سنجد أننا نتعرض للمواد الكيميائية والملوثات الطبيعية بشكل دائم يومياً من خلال الطعام والشراب والأدوية حتّى، فلا يمكننا أن نهرب من إحاطة منجزات الثورة الصناعية بنا من كل حدب وصوب، وهنا تأتي أهمية تحديد مقدار تعرضنا لهذه المواد، حيث تعتبر كمية التعرض لأي مادة كيميائية ضارة العامل الرئيسي الذي يحدد مقدار الخطر الذي سيُلحق بصحتنا.
ما المخاطر الصحية المرتبطة بالاستخدام المتواصل لمستحضرات التجميل؟
نظراً للطيف الواسع من المواد الكيميائية الموجودة في أصناف مستحضرات التجميل، تطول قائمة المشكلات الصحية المحتملة التي ترتبط بها، ونذكر أهمها:
- السرطان وأكثرها شيوعاً سرطان الثدي والميزوثليوما الخبيث أو (ورم الظهارة المتوسطة الخبيث).
- مشكلات الخصوبة والعيوب الخلقية.
- الاضطرابات العصبية.
- الاختلالات الهرمونية.
- الأمراض التحسسية وعلى رأسها الربو.
- أمراض الغدة الدرقية.
- أمراض الجلد مثل الإكزيما التحسسية وتهيج الجلد.
- أمراض الجهاز المناعي.
- فقر الدم.
نصائح لمساعدتك في قراءة ملصقات مستحضرات التجميل بشكل أفضل
فك رموز قائمة مكونات مستحضرات التجميل ليس بالأمر السهل، فالأسماء الكيميائية محيرة، لهذا السبب قدمنا إليكِ نصائح بسيطة تساعدك في فهم انتقاء المنتجات الأقل ضرراً والأفضل لصحتك على المدى الطويل:
- عدّ المكونات: طريقة سريعة لاتخاذ قرار بتطبيق منتج تجميلي معين أم لا هو عد مكوناته المدرجة، ويُنصح بالابتعاد عن المنتجات ذات القوائم الطويلة والالتزام باختيار المنتجات ذات المكونات البسيطة بدلاً عن ذلك.
- عدم التأثر بالكلمات الطنانة: غالباً ما تكون مصطلحات "نباتي" أو "غير ثقيل" أو "عضوي" تصنيفات مضللة، وينصح بالبحث عن شركة مستحضر التجميل والاطلاع على أهدافها وما تدعمه، إذ يعطيك ذلك فكرة أفضل عن مكونات المنتجات التي تقدمها.
- البحث عن مكونات معينة في مستحضرات التجميل: مثل زيت الجوجوبا أو زيت اللوز أو ثمر الورد والمرطبات الحاوية على الغليسرين وحمض الهيالورونيك، وواقيات الشمس الحاوية على النياسيناميد.
اقرأ أيضاً: قد تحتوي مستحضرات التجميل على مواد كيميائية سامة «أبدية»
ختاماً، قد يكون فك رموز أساسيات الجمال أمراً صعباً وقد نقع في حيرة ونحن نرغب بتحسن مظهرنا ولكننا نخشى بالوقت نفسه من أننا نؤذي أنفسنا على المدى الطويل، والحل الأفضل هو الاعتدال في استخدام مستحضرات التجميل. ويبقى تثقيف أنفسنا الخطوة الأكثر أهمية التي تساعد في قطع شوط طويل في هذا الطريق، فالدراية الجيدة تجعلكِ مطمئنة بشكل أكبر من أنك تنتقين مستحضراتك التجميلية بعناية وبالشكل الذي لا يعبث بصحتك.