يُصنّف الرعاف أو نزيف الأنف على أنه من الحالات الصحية التي لا تنطوي على خطورة عالية عند تدبيره بالشكل الصحيح، إلا أن سوء تدبيره ينطوي على مضاعفات صحية بالغة تحول هذه الحالة الصحية الشائعة وبسيطة التدبير إلى حالة مهددة للحياة.
وإحدى أشيع خطوات الإسعافات الأولية الخاصة بالرعاف هي وضع الثلج على جانبي الأنف في محاولةً لتقليل النزيف، ويبقى السؤال ما صحة هذه الخطوة وهل تفيد حقاً في تقليل النزف؟
اقرأ أيضاً: ما أسباب حدوث نزيف الأنف عند الحامل وكيف يتم علاجه؟
هل هناك أنواع مختلفة من نزيف الأنف؟
يصيب الرعاف 60% من البشر مرة واحدة في حياتهم، ويعود سبب شيوع هذه الحالة إلى موقع الأنف المتمركز في منتصف الوجه ورقة الأغشية المخاطية المبطنة له، بالإضافة إلى سطحية الأوعية الدموية الأنفية ما يجعله هدفاً للإصابة والنزيف المتكرر. ويتم تصنيف نزوف الأنف تبعاً لموقع النزف والأوعية الدموية المصابة إلى:
- نزوف الأنف الأمامية: النوع الأشيع والأقل خطورة من نزوف الأنف، ومصدر النزوف في هذا النوع هو أوعية الجزء السفلي للحاجز الأنفي الذي يفصل بين جوفي الأنف، والسبب يعود لأن الشعيرات الدموية لهذه المنطقة هشة وقابلة للنزف بسهولة.
- نزوف الأنف الخلفية: يحدث نزوف الأنف الخلفية عند إصابة الأوعية الدموية التي تغذي الجزء الخلفي من الأنف والتي تعتبر أكبر من تلك التي تغذي القسم الأمامي، لهذا السبب تعتبر أكثر خطورة إضافة إلى أنها نزوف خفية، أي أنها قد تُظهر تسرب بعض الدم عبر تجويف الأنف إلا أن النزف الأكبر يكون غير مرئي ويتم ابتلاعه.
ما أشيع أسباب حدوث الرعاف؟
السبب الأشيع وراء حدوث الرعاف هو الهواء الجاف، ويشتمل ذلك على المناخ الحار منخفض الرطوبة أو الهواء الحار للغاية، حيث تتسبب كلتا الحالتين بحدوث جفاف الغشاء المخاطي الأنفي ما يجعله عرضة بشكل أكبر لحدوث التشققات، والتي بدورها تكون حساسة لحدوث النزف بمجرد فركها أو حتّى عند تنظيف الأنف بالمنديل.
اقرأ أيضاً: ألم لا يتوقف: إليك كيفية التخلص من صداع الجيوب الأنفية
تدبير الرعاف: ما أهمية وضع الثلج على الأنف كجزء من التدبير؟
لإيقاف الرعاف يُوصى باتباع الخطوات التالية:
- الاسترخاء التام مع إمالة الرأس إلى الأمام قليلاً والضغط على الثلث الأمامي الطري من الأنف، حيث تمنع هذه الخطوة رجوع الدم إلى الخلف وابتلاعه ما قد يسبب الغثيان والقيء.
- التنفس عن طريق الفم.
- الاستمرار بالضغط على الأنف لمدة 5 دقائق قبل التحقق فيما إذا كان النزيف قد توقف، وبعد انتهاء هذه المدة، إذا كان أنفك لا يزال ينزف، فما عليك سوى الضغط مرة أخرى لمدة 10 دقائق إضافية.
- تطبيق بعض الأدوية المضادة للاحتقان التي تقبض الأوعية والمتوفرة على شكل بخاخات، حيث تساعد في تقليل النزيف إلا أنه لا ينبغي الاعتماد عليها، حيث يعتبر استخدامها المزمن أحد عوامل خطر حدوث الرعاف المتكرر، لهذا ينبغي استخدامها بحكمة وحذر.
وإذا كنت ترغب في تطبيق الثلج على أنفك كما هو متبع، فهذه الخطوة توفر لك الراحة بلا شك، لكنها لا تفيد في تقليل النزيف وإليك التفسير.
ما صحة وضع الثلج على الأنف أثناء الرعاف؟
لا توجد معايير موحدة لإدارة الرعاف وبذلك قد تكثر النصائح والإرشادات غير الدقيقة حول التدبير، فعلى الرغم من أن تطبيق الثلج خطوة واسعة الانتشار فأنه لا فائدة مثبتة لها، وذلك حسب دراسة اهتمت بتقييم تأثير وضع الثلج على الأنف وآثار التبريد على الأوعية الدموية في الغشاء المخاطي للأنف، والتي نُشرت في دورية "المكتبة الوطنية للطب" والتي ترأسها الطبيب "أفشين تيمورتاش" الحائز شهادة الدكتوراة في اختصاص الأذن والأنف والحنجرة ورئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والرقبة في جامعة فيليبس الألمانية.
شارك في هذه الدراسة 56 من المتطوعين الأصحاء، وتم تقييم تدفق الدم في الأوعية الدموية الدقيقة لمنطقة الأنف لديهم، والتي تسمى "ضفيرة كيسلباخ"، بواسطة جهاز قياس التدفق الليزري غير الغازي، قبل وبعد تطبيق الثلج على الأوعية الدموية الرقبية، التي تعتبر الأوعية الرئيسية التي تتفرع منها أوعية الأنف.
اقرأ أيضاً: نزف الدم الملكي أو الناعور: ما هو؟ وكيف يتم التعامل مع المصابين به؟
ونصت النتائج على عدم وجود أي تغييرات ذات دلالة إحصائية في الأوعية الدموية لضفيرة كيسلباخ، ما لا يدعم فائدة القيام بهذه المناورة عند علاج الرعاف، حيث يقدم الشعور ببرود هذه المنطقة راحة كبيرة عند حدوث الرعاف إلا أنه لا يفيد في التدبير.