ملخص: تشكّل أبراج الاتصالات الخلوية (أبراج الاتصالات) مصدرَ قلقٍ لدى الكثير من السكان؛ إذ تصدر هذه الأبراج الموزعة بعدة مناطق قريبة من المنازل السكنية موجات كهرومغناطيسية غير مرئية تخترق جسم الإنسان، وهناك عدة تقارير تحذّر من ارتباط هذه الموجات بمجموعة من المخاطر الصحية المحتملة. تُصنّف منظمة الصحة العالمية هذه الموجات اللاسلكية بأنها من العوامل المحتملة للإصابة بالسرطان، لكن لا توجد حتى الآن أدلة كافية تُثبت ارتباطها المباشر بالإصابة بالسرطان. لكن الحذر من هذه الموجات في الوقت الحالي أفضل من المخاطرة بالتعرّض المستمر لها، ويمكن تخفيف التعرض لها من خلال الابتعاد عن أبراج الاتصالات الخلوية واستخدام السماعة أو مكبر الصوت لإبعاد الهاتف الخلوي عن الرأس، وإطفاء شبكة الواي فاي عند عدم استخدامها. إذ لا يزال موضوع الآثار الصحية لهذه الأبراج وارتباطها بالسرطان قيد الدراسة.
أدّت الثورة الرقمية والاتصالات إلى تغييرات كبيرة في توزيع أبراج الاتصالات الخلوية عالمياً، إذ توفّر هذه الأبراج تغطية لشبكتي الهاتف والإنترنت، وتنتشر في المناطق السكنية وفوق المباني والتلال. هذا الانتشار يُثير حفيظة الكثيرين حول الآثار الضارة المحتملة لهذه الأبراج على صحة الإنسان واحتمال زيادة خطر الإصابة بالسرطان، فهل هذه المخاوف في مكانها؟
اقرأ أيضاً: هل تسبب سماعات الأذن اللاسلكية الإصابة بسرطان الدماغ؟
هل تسبب الأمواج الكهرومغناطيسية الصادرة عن أبراج الاتصالات الخلوية الإصابة بالسرطان؟
صنَّفت الوكالة الدولية لبحوث السرطان (IARC) التابعة لمنظمة الصحة العالمية، المجالات الكهرومغناطيسية للموجات الراديوية اللاسلكية الصادرة عن أبراج الاتصالات الخلوية وغيرها من الأجهزة، من المسببات المحتملة للسرطان من المجموعة ب 2 (B2)، وهو تصنيف يدل على وجود دراسات تربط خطر الإصابة بالسرطان مع هذا المسبب، لكن لا تعد الأدلة الحالية كافية لإثبات هذا الارتباط.
وتشمل المصادر الشائعة للمجالات الكهرومغناطيسية ما يلي:
- خطوط الطاقة الكهربائية.
- الأسلاك الكهربائية المنزلية.
- شاشات الكمبيوتر.
- مرافق الاتصالات والبث مثل أبراج الهواتف الخلوية.
- الهواتف المحمولة.
ما هي العوامل المرتبطة بشدة الضرر الذي تسببه أبراج الاتصالات الخلوية على الصحة؟
يرتبط الضرر الناجم عن التعرض إلى موجات الراديو اللاسلكية الصادرة عن أبراج الاتصالات الخلوية إلى عدة عوامل وفقاً لوزارة الصحة الكندية، وتشمل ما يلي:
- شدة الموجات الكهرومغناطيسية الصادرة عن البرج.
- المدة التي يتعرض فيها الجسم للموجات الكهرومغناطيسية.
- المسافة بين الجسم ومصدر الموجات الكهرومغناطيسية.
اقرأ أيضاً: هل يمكن أن يؤدي مرض السكري إلى العمى؟ اكتشف اعتلال العين السكري
ما هي الحالات الصحية التي ترتبط أبراج الاتصالات الخلوية بالإصابة بها؟
ترتبط الموجات الراديوية المستخدمة في أبراج الاتصالات الخلوية مع عدة آثار خطيرة على الخلايا المستزرعة مخبرياً والحيوانات والبشر، ومن الآثار الموثقة في الدراسات السابقة، يُذكر ما ما يلي:
- مضاعفة معدل الإصابة بالورم الليمفاوي في الفئران.
- زيادة نمو الورم لدى الفئران.
- زيادة في الانقطاعات بالسلسلة المفردة والمزدوجة بالحمض النووي.
- ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الدم بين الأطفال المعرضين للموجات الراديوية.
- التغيرات في أنماط النوم ونوع نوم حركة العين السريعة.
- الصداع الناتج عن التعرض للموجات الكهرومغناطيسية.
- تغيرات في مستويات النواقل العصبية التي تؤثّر في إدراك الألم.
- انخفاض الذاكرة والانتباه وبطء وقت رد الفعل لدى أطفال المدارس.
- ارتفاع ضغط الدم عند الرجال الأصحاء.
وجدت دراسة من معهد الكوفة التقني في العراق أن الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من أبراج الهاتف المحمول في نطاق 50 متراً، وفترات طويلة من الزمن، يعانون بعض المخاطر الصحية المحتملة مثل تدهور الصحة العامة والتعب والصداع وآلام العضلات والغثيان، وتبين أن الإناث أكثر عرضة للإصابة بهذه المخاطر من الذكور. لكن قوة موجات الأبراج اللاسلكية داخل المنازل كانت ضمن الحد الآمن الموصى به من قِبل اللجنة الدولية للحماية من الإشعاع غير المؤين (ICNIRP).
حتى الآن لا توجد دراسات حاسمة تُثبت التأثيرات الضارة لأبراج الاتصالات الخلوية في الصحة بشكلٍ قاطع، لكن تشمل الصفات التي يجب أن تتوفر في الأدلة التي تُثبت دور هذه الأبراج في حدوث ضرر صحي ما يلي:
- أن تكون الإثباتات مقبولة عموماً من قِبل المجتمع العلمي على نطاقٍ واسع، أي يوجد عدد كبير من الدراسات التي تثبت الضرر السلبي لهذه الأبراج.
- أن تكون التجارب التي تثبت الضرر الفعلي لهذه الأبراج قابلة للتكرار، وذلك للتأكد من أن النتائج المثبتة لضررها لم تكن عشوائية أو بسبب عوامل أخرى غير الأبراج.
- يجب توفير تقييمات شاملة للأضرار، وعدم انحياز التجارب للحصول على نتائج إيجابية أو سلبية لآثار الأبراج.
اقرأ أيضاً: ما هي توصيات منظمة الصحة العالمية للوقاية من جدري القرود؟ وهل يشكّل تهديداً عربياً؟
كيف يمكن تجنب الأضرار المحتملة لأبراج الاتصالات الخلوية؟
يُعدّ الحذر أفضل من المخاطرة في التعرض للموجات اللاسلكية الصادرة عن أبراج الاتصالات الخلوية، ويمكن تخفيف التعرض لهذه الموجات من خلال اتباع النصائح التالية:
- تقليل استخدام الهاتف الخلوي وعدم القيام بمكالمات طويلة.
- ترك مسافة بين رأسك والهاتف الخلوي من خلال استعمال مكبر الصوت أو السماعات.
- استخدام وضع الطيران في الهاتف المحمول عند عدم استخدامه.
- تقليل الوقت الذي تقضيه بالقرب من أبراج الاتصالات الخلوية.
- إيقاف تشغيل شبكة الواي فاي عند عدم استخدامها.
ومن الأفضل تجنب توزيع أبراج الاتصالات الخلوية في المناطق السكنية وفوق الأبنية المأهولة في سبيل الحيطة من آثارها الصحية المحتملة، وينشر بهذا الخصوص على منصة إكس، الصحفي الكويتي عبد الله الصالح عن وجود أبراج اتصالات للهواتف الخلوية المخالفة فوق المباني السكنية التي يجب النظر بأمرها.
أبراج الاتصالات على البيوت .. جميعها مخالفة
.
طرحنا قضية أبراج_الاتصالات_المخالفة على البيوت .. وعدم وجود أي ترخيص لها من قبل البلدية .. فضلاً عن الآثار الصحية بحكم الإشعاعات على الناس وقرب المسافة بين الأبراج والبيوت
#تسريبات_عبدالله_الصالح
— Abdullah Al-Saleh | عبدالله الصالح (@abdullahalsaleh) شاهد على إكس
هل يمكن أن تؤثّر موجات الراديو من أبراج الاتصالات الخلوية في الأجهزة الإلكترونية المزروعة في الجسم مثل أجهزة تنظيم ضربات القلب أو مضخات الإنسولين الإلكترونية؟
نعم، يمكن أن تتداخل موجات الراديو اللاسلكية مع عدة أنواع من الأجهزة الطبية، بما في ذلك أجهزة تنظيم ضربات القلب ومضخات الإنسولين، بحسب قوة الموجات. لكن بشكلٍ عام تنتشر أبراج الاتصالات الخلوية المستخدمة لنقل إشارات الهاتف الخلوي على ارتفاع 10 أمتار أو أكثر فوق سطح الأرض وتنتج ما يقرب من 1-30 واط من الطاقة، ومن غير المرجح أن يسبب هذا المقدار من الطاقة المنخفضة تأثيراً ملموساً على إرسال جهاز تنظيم ضربات القلب المزروع. ذلك وفقاً لشركة "أبوت" التي تصنع هذه الأجهزة الطبية.
اقرأ أيضاً: هل هناك عادات عربية تزيد خطر الإصابة بالسرطان وفقاً للدكتورة ملاك الثقفي؟
ما هي أنواع الأشعة في الطيف الكهرومغناطيسي؟ وما هي الموجات التي تبثها أبراج الهواتف الخلوية؟
تشمل الأشعة في الطيف الكهرومغناطيسي ما يلي:
- موجات الراديو: يلتقط جهاز الراديو الموجات الراديوية التي تبثها محطات الراديو بتردد معين، ويقع معظم الجزء الراديوي من الطيف الكهرومغناطيسي في النطاق من 1 سنتيمتر إلى 1 كيلومتر من طول الموجة، وتردده يقع بين 30 غيغا هرتز (GHz) إلى 300 كيلو هرتز (kHz).
- الموجات الدقيقة أو الميكرويف: تساعد هذه الموجات على الطهي المنزلي ويستخدمها علماء الفلك لتحديد بنية المجرات والنجوم القريبة وفهمها، يقع طول الموجة فيها بين 1 متر إلى 1 ميلي متر وتردداتها تقع بين 300 ميغا هرتز و300 غيغا هرتز.
- الأشعة تحت الحمراء: تنقل هذه الأشعة الحرارة، وتعتبر ذات أطوال موجية أطول من طول موجات الضوء المرئي وتقع بين 0.74 ميكرومتر إلى 1 ميلي متر وترددها من 300 غيغاهرتز إلى 1 تيرا هرتز.
- الأشعة السينية: تستخدم الأشعة السينية لالتقاط صورة لعظامنا أو أسناننا وتُستخدم في المطارات لمشاهدة ما داخل الحقيبة، طولها الموجي بين 0.01 إلى 10 نانومتر، وتردداتها بين 30 بيتا هرتز و 30 إكسا هيرتز (3×1016 إلى 3×1019 هرتز)
- أشعة غاما: لها تطبيقات واسعة في مجال العلاج الإشعاعي للسرطان وتصدر عن النظائر المشعة، تردداتها أعلى من 10 إكسا هرتز (1019 هرتز)، وأطوال موجاتها أقل من 10 بيكومتر أي أقل من قطر الذرة.
- الأشعة فوق البنفسجية: الشمس هي المصدر الرئيسي للأشعة فوق البنفسجية، وهي تسبب اسمرار الجلد والحروق، طوله الموجي أقصر من الضوء المرئي، ويقع في نطاق 10 نانومتر إلى 400 نانومتر وتردده من 30 بيتا هيرتز إلى 750 تيراهرتز (1015x30 إلى 1012x750 هرتز).
- الضوء المرئي: يمكن لأعيننا اكتشاف الضوء المرئي، ويشمل ألوان قوس قزح والألوان المدمجة كلّها عنه. أطوال موجاته بين 380- 700 نانومتر وتردداته تقع بين 400 إلى 800 تيراهرتز.
تستقبل أبراج الاتصالات الخلوية إشارات الهواتف الخلوية وترسلها في شكل موجات راديوية للهواتف الأخرى بتردد يقع عادة بين بين 700 ميغا هرتز و3600 ميغا هرتز تبعاً لنوع الشبكة، ويمكن أن تُعدّ هذه الموجات خطرة إن تعرضت لطاقة تزيد على 580 ميكرو واط لكل سنتيمتر مربع في الجسم، ولكي يتحقق هذا يجب أن يقف الشخص في مواجهة الإشارات المرسلة من برج البث الرئيسي عدة دقائق أو أكثر، لكن هذا لا يحدث في العادة. فالخطورة تقل مع المسافة وزمن التعرض ووجود عامل تعوق مرور الموجات لتصبح آثارها ضعيفة ولا تسبب خطورة على الصحة. لكن هناك حاجة إلى القيام بالمزيد من الدراسات حول الموضوع، ومن المهم الحذر وعدم تنصيب أبراج هواتف خلوية في المناطق السكنية لتفادي أضرارها المحتملة.