إن كُنت قد عانيت في السابق من ألم الأسنان فلا بُدّ من أنك تتفق مع الرأي القائل إنه أحد أكثر التجارب إزعاجاً وإعاقةً للحياة، فمهما كان خفيفاً، سيشغل كامل تفكيرك ولن تعود قادراً على التركيز في أي مهمة أخرى.
تتعدد أسباب حدوث ألم الأسنان ويمكن أن تتراوح من ألم الأسنان الناجم عن بقايا طعام عالقة إلى وجود كسر في السن، فكيف نستدل على السبب وراء حدوث ألم الأسنان وما المواد الطبيعية الموجودة في منزل كل منا التي تساعدنا على التخلص من هذا الألم المعرقل للحياة؟
اقرأ أيضاً: ما سبب ألم الأسنان عند تناول المثلجات وكيف نتفاداه؟
ما الذي يسبب ألم الأسنان؟
ألم الأسنان ينجم إمّا عن السن نفسه أو اللثة حوله، وتساعد معرفة مدة استمرار الألم على توجيه التشخيص. فعلى سبيل المثال، إن كنت تعاني من تهيج مؤقت في اللثة نتيجة انحشار بقايا طعام، فعادةً ما يزول هذا الألم في غضون يوم أو يومين، بينما لا يزول الألم الناجم عن خراج الأسنان أو النخر بهذه السرعة، وقد يأتي الألم ويختفي إلى حدٍ ما لكنه لن يختفي تماماً. ومن أبرز أسباب ألم الأسنان المحتملة نذكر:
- نخر الأسنان وحدوث التجاويف.
- خراج الأسنان.
- كسر في السن.
- الألم الناجم عن ترميم الأسنان مثل الحشوات والتيجان.
- الألم التالي لصرير الأسنان.
- أمراض اللثة مثل خراج اللثة أو تراجع اللثة.
النقطة الجديرة بالذكر أنه من الضروري عدم إهمال أي ألم في السن يستمر لأكثر من يومين مترافق مع ارتفاع في درجة الحرارة، إذ إن هذا يعني وجود حالة تتطلب استشارة الطبيب نظراً لاحتمال وجود إنتان في الفم قد ينتقل إلى الدماغ أو مجرى الدم.
كيف يعالج الأطباء ألم الأسنان؟
يُجري طبيب الأسنان فحصاً كاملاً للأسنان كما يُجري تصويراً بالأشعة السينية لمعاينة الحالة عن كثب وللبحث فيما إذا كانت هناك إصابة عميقة تحت اللثة لا تظهر بالعين المجردة. وتتباين الطريقة التي يُعالج بها الأطباء اعتماداً على الحالة، ففي النهاية لا يريد الطبيب أن يُعالج الأعراض وإهمال تدبير الحالة التي سببت هذه الأعراض بالدرجة الأولى.
بشكلٍ عام، تساعد المضادات الحيوية على تخفيف ألم الأسنان الناجم عن الخراج أو الالتهاب لأنها تقلل من شدة الإنتان، كما تُشكّل مسكنات الألم وخاصة مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل الإيبوبروفين حجر الأساس في تخليصنا من ألم الأسنان وإعادة شيء من الراحة إلينا إلى حين الذهاب للطبيب لمعاينة الحالة. إضافة إلى ذلك، تؤدي العلاجات المنزلية دوراً فعّالاً في تخفيف الأعراض.
العلاجات الطبيعية والمنزلية لألم الأسنان
اللجوء للعلاجات الطبيعية لتخفيف ألم الأسنان لا يعني علاج الحالة، وإنما تدبير الأعراض المزعجة المعرقلة للحياة اليومية إلى حين الذهاب لطبيب الأسنان. فإذا كنت تعاني ألماً خفيفاً في أسنانك، فهناك بعض العلاجات المنزلية لتدبير ذلك ومن أبرزها:
شطف الفم بالماء المالح
المياه المالحة مُطهر طبيعي للفم لذلك يساعد شطف الفم بالماء الدافئ المالح على تقليل الالتهاب وتخفيف ألم الأسنان وشفاء أي جروح في الفم. يُحضر غسول الماء المالح بمزج نصف ملعقة صغيرة من الملح بكوب من الماء الدافئ، والمضمضة به لمدة 30 ثانية ثم بصقه.
شطف الفم ببيروكسيد الهيدروجين
يمكن لشطف الفم باستخدام بيروكسيد الهيدروجين أن يخفف من ألم الأسنان والتهابها أيضاً لأنه يقضي على البكتيريا كما يساعد على تقليل نزيف اللثة، ومن المهم أن نعي خطورة شطف الفم ببيروكسيد الهيدروجين النقي، إذ ينبغي تخفيف السائل ذي تركيز 3% منه بكمية مساوية من الماء وبصقه وعدم بلعه.
اقرأ أيضاً: كيف تعالج خراج اللثة وما أسبابه؟
تطبيق كمادات الثلج
تتجلى فاعلية تطبيق كمادات الثلج في تخفيف ألم الأسنان بأن تطبيق الثلج على الجلد يعني زيادة انقباض الأوعية الدموية، وهذا بدوره يعني تقليل وصول العوامل الالتهابية والبروستاغلاندينات التي تؤدي دوراً في زيادة الشعور بالألم. يتم ذلك عن طريق تطبيق كيس من الثلج في منشفة نظيفة ثم وضعه على مكان الألم لمدة 20 دقيقة، وإعادة ذلك عدة مرات في اليوم.
تطبيق أكياس شاي النعناع
يُخدر استخدام أكياس شاي النعناع من الألم، كما أنه يقلل من حساسية الأسنان واللثة، ويتم الحصول على هذه الفوائد عن طريق تطبيق كيس من شاي النعناع الدافئ مكان الألم وتركه لمدة 15 دقيقة، وتكرار ذلك عند الحاجة.
تطبيق هريس الثوم
يُعرف الثوم منذ آلاف السنين بخصائصه الطبية المضادة للالتهاب والمسكنة للآلام، لهذا يُنصح الأشخاص الذين يعانون من آلام الأسنان بهرس فصين من الثوم ووضعهما على المنطقة المقابلة للألم مباشرةً، أو يمكن مضغ فص ثوم طازج ببطء مكان الأسنان التي تؤلم.
استخدام خلاصة الفانيليا
يحتوي مستخلص الفانيليا على الكحول والذي يساعد على تخدير الألم، أضف إلى ذلك أن للفانيليا خصائص مضادة للأكسدة لهذا يُثبت مستخلصها الطبيعي جدارةً في تخفيف الألم.
ولاستخدامه في العلاج، توضع كمية صغيرة من مستخلص الفانيليا مباشرةً على منطقة الألم عدة مرات في اليوم أو يمكن الاستعاضة عن ذلك بمضغ المستخلص مكان الأسنان المؤلمة.
استخدام القرنفل وتطبيق زيت الزعتر الأخضر
يحتوي زيت القرنفل على الأوجينول وهو معروف عبر التاريخ بأنه مُخدر فعّال للأسنان، كما أنه يقلل من الالتهاب لأنه مطهر طبيعي. وبالشكل نفسه، لزيت الزعتر الأخضر خصائص قوية مسكنة للألم ومضادة للأكسدة والالتهاب.
ولتوظيف ذلك في تدبير ألم الأسنان، يُخفف زيت القرنفل أو زيت الزعتر بزيت ناقل مثل زيت عباد الشمس أو زيت الجوجوبا وتُوضع كمية من المزيج على كرة قطنية ثم وضعها على المنطقة المصابة عدة مرات في اليوم. من جهة أخرى، يمكن إضافة بضع قطرات من زيت القرنفل إلى كوب صغير من الماء واستخدامه كغسول للفم.
مضغ أوراق الجوافة أو نبتة القمح
لأوراق الجوافة خصائص طبية تجعلها علاجاً مضاداً للالتهاب ومرمماً للجروح، لهذا يدخل مستخلصها في صناعة غسول الفم، وإن كنت ترغب في تحقيق فوائد أكثر فاعلية فيمكنك مضغ أوراق الجوافة الطازجة أو إضافة الأوراق المطحونة إلى الماء المغلي واستخدامه كغسول للفم.
اقرأ أيضاً: ما أسباب تراجع اللثة وما علاجه؟
من جهةٍ أخرى، لعشبة القمح خصائص علاجية مضادة للالتهاب ومعززة للمناعة لما تحتويه من كمية كبيرة من الكلوروفيل تساعد على محاربة البكتيريا. وبشكلٍ مشابه لاستخدام أوراق الجوافة، يمكن مضغ نبتة عشبة القمح أو شرب منقوعها أو استخدامها كغسول للفم.