الباحثون يكتشفون مسببات جديدة للخرف يمكن اكتشافها وعلاجها مبكراً

3 دقائق
أسباب الخرف
حقوق الصورة: ألبا برود/ شترستوك.

الخرف مرض يصيب كبار السن، ويحدث عندما تتدهور الوظيفة الإدراكية للشخص بنسبة أكبر مما يحدث في الشيخوخة العادية. يُعتبر السبب الرئيسي السابع للوفاة بين جميع الأمراض وأحد الأسباب الرئيسية للإعاقة والتبعية بين كبار السن على مستوى العالم، إذ يوجد أكثر من 55 مليون مصاب به في جميع أنحاء العالم، وهناك ما يقرب من 10 ملايين حالة جديدة كل عام، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 78 مليوناً في عام 2030 و 139 مليوناً في عام 2050، حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية. ويعد مرض ألزهايمر أكثر أشكال الخرف شيوعاً، وقد يساهم في 60-70% من الحالات.

أسباب الإصابة بالخرف

ينتج الخرف عن تلف الخلايا العصبية ووصلاتها في الدماغ أو فقدانها. يؤثر على المرضى بشكل مختلف، وذلك بحسب منطقة الدماغ المتضررة. تنجم بعض الحالات أيضاً بسبب تناول بعض الأدوية أو بسبب نقص الفيتامينات.

تساهم بعض العوامل في ازدياد خطورة الإصابة بالخرف مثل العمر وقلة ممارسة النشاط البدني، والتدخين وتعاطي الكحول، وزيادة الوزن وعدم اتباع نظام غذائي صحي، بالإضافة إلى عدم ضبط ضغط الدم والكوليسترول وسكر الدم. من عوامل الخطر أيضاً الاكتئاب والعزلة الاجتماعية وانخفاض التحصيل التعليمي والخمول الإدراكي  وتلوث الهواء.

اقرأ أيضاً: التعرض للضوضاء المرورية يرتبط بارتفاع مخاطر الإصابة بالخرف

ارتفاع معدل ضربات القلب يزيد احتمالية الإصابة بالخرف

أضافت دراسة جديدة أجراها باحثون من معهد كارولينسكا في السويد سبباً جديداً لأسباب الإصابة بالخرف، فقد وجدوا دليلاً يربط بين ارتفاع معدل ضربات القلب أثناء الراحة في سن الشيخوخة وزيادة خطر الإصابة بالخرف.

شملت الدراسة 2147 مشاركاً يعيشون في ستوكهولم بالسويد، تبلغ أعمارهم 60 عاماً وأكثر، وراقب الباحثون معدلات ضربات القلب لديهم أثناء الراحة لمدة 12 عاماً. ووجدوا أن المشاركين الذين لديهم معدل ضربات قلب أثناء الراحة يبلغ 80 نبضة في الدقيقة أو أعلى في المتوسط ​​معرضون لخطر الإصابة بالخرف بنسبة 55% أكثر من أولئك الذين لديهم معدل ضربات قلب من 60 إلى 69 نبضة في الدقيقة.

حاول الباحثون تعديل بعض العوامل مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، لكن بقيت الصلة قائمة بين ارتفاع معدل ضربات القلب والإصابة بالخرف. كما أخذ الباحثون بعين الاعتبار الأحداث القلبية الوعائية غير المكتشفة، وقالوا إنها يمكن أن تؤثر على النتائج. وكذلك الأمر بالنسبة للأشخاص الذين توفوا خلال فترة الدراسة، ولم يصلوا إلى سن الإصابة بالخرف.

إن تحديد هؤلاء الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالخرف يمكن أن يكون وسيلة للعلاج، إذ يسهل قياس معدل ضربات القلب أثناء الراحة ويمكن خفضه بممارسة التمارين المنتظمة أو باستخدام الأدوية. وفي هذا يقول «يوم إيماهوري»، المؤلف الرئيسي للدراسة وهو باحث ما بعد الدكتوراه في قسم البيولوجيا العصبية وعلوم الرعاية والمجتمع في معهد كارولينسكا: «إذا تابعنا الوظيفة الإدراكية لهؤلاء المرضى بعناية وتدخلنا مبكراً، فقد يتأخر ظهور الخرف، مما قد يكون له تأثير كبير على نوعية حياتهم».

اقرأ أيضاً: القهوة والشاي قد يقللان خطر الإصابة بالخرف

استئصال الساد يقلل خطر الإصابة بالخرف

وسيلة أخرى لتقليص خطر الإصابة بالخرف هو استئصال الساد المعروف بإعتام عدسة العين، فقد أثبتت دراسة أجراها باحثون في جامعة واشنطن الأميركية أن خضوع المصاب إلى عمل جراحي لاستعادة البصر يقلل خطر الإصابة بنسبة 30%.

الساد هو الحالة التي تصبح فيها عدسة العين ضبابية مما يُضعف رؤية المريض، ويمكن إصلاح ضعف البصر بعمل جراحي، يُزيل فيه الطبيب العدسة المُعتمة، ويزرع عدسة صناعية شفافة، ما يُعيد الرؤية للمريض.

من المعروف أن فقدان البصر هو أحد عوامل الخطر للإصابة بمرض ألزهايمر وأشكال أخرى من الخرف، لذا تساءل الباحثون عما إذا كانت جراحة الساد لها علاقة ملحوظة بحدوث الخرف.

فحص الباحثون السجلات الصحية لنحو 3 آلاف مشارك يبلغون من العمر 65 عاماً أو أكثر، وهم مصابين بالساد أو الجلوكوما، وهي حالة أخرى من أمراض العين تُعالج بالجراحة، تم استخدامها للمقارنة.

بعد مرور 8 سنوات من إجراء الجراحة، لم يُصب 30% من المشاركين بالدراسة بالخرف. لم يفهم الباحثون السبب وراء ذلك، لكن ربما لأن الأشخاص الذين يفقدون بصرهم يقضون عادة وقتاً أطول في المنزل، وبالتالي يحصلون على قدر أقل من التحفيز الذهني.

وقد يكون السبب في ذلك هو التأثير الغريب الذي يحدثه إعتام عدسة العين على الألوان التي تصل إلى الشبكية في مؤخرة العين. إذ يؤدي إعتام عدسة العين إلى تصفية الضوء الأزرق، ما يعطل استشعار الضوء من قبل الخلايا الموجودة في الجزء الخلفي من العين والتي تكون حساسة بشكل خاص للضوء الأزرق وتساعد في التحكم في ساعتنا الجسدية. قد يؤدي هذا إلى اضطراب إيقاع الساعة البيولوجية الطبيعي لدينا، والذي سبق أن ارتبط بالخرف.

المحتوى محمي