يمكن أن يكون التعرق في أثناء النوم أمراً شائعاً، خاصة خلال أشهر الصيف الحارة أو في غرفة نوم دافئة. ومع ذلك، قد يشير التعرق الليلي المفرط إلى مشاكل صحية كامنة لا بد من علاجها، لذا قد يساعد فهمها على علاج التعرّق الليلي المفرط. إليك أهمها.
العدوى
عندما يتعرّض الجسم لعدوى الكائنات الحية الدقيقة الضارة، مثل البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات أو الطفيليات، وتتكاثر فيه وتعطل بعض الوظائف الجسدية، يُطلق الجهاز المناعي إشارة إلى الوطاء (منطقة تحت المهاد) في الدماغ لرفع درجة حرارة الجسم. يُعرف رد الفعل المناعي هذا بالحمى، وفيه ترتفع درجة حرارة الجسم إلى 38 درجة مئوية أو أكثر، في محاولة لمحاربة العدوى.
مع ارتفاع درجة حرارة الجسم، يتم تشغيل آليات التبريد بما فيها التعرق، لتنظيم درجة حرارة الجسم ومنعها من الوصول إلى مستويات عالية خطرة.
ومن أسباب الحمى الشائعة المرتبطة بالتعرّق الليلي المفرط:
- مرض الدرن.
- داء البروسيلات.
- العدوى البكتيرية.
- فيروس العوز المناعي البشري.
العلاج:
يتضمن علاج التعرّق المفرط في الليل، باعتباره أحد أعراض العدوى، تحديد مسبب العدوى وعلاجها بالمضادات الحيوية.
اقرأ أيضاً: ما هو سبب الحمى؟ وكيف تساعد على مقاومة المرض؟
فرط نشاط الغدة الدرقية
فرط نشاط الغدة الدرقية، هو حالة تنتج فيها الغدة الدرقية كمية زائدة من هرمون الغدة الدرقية، الأمر الذي من شأنه أن يسبب زيادة عملية التمثيل الغذائي لدى الشخص، ما قد يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم، وتحفيز التعرق الزائد لتبريده مرة أخرى.
يتضمن العلاج:
- الأدوية المضادة لنشاط الغدة الدرقية، التي تمنع الغدة من إنتاج الهرمونات، مثل الميثيمازول.
- اليود المشع الذي يدمر الخلايا التي تنتج هرمونات الغدة الدرقية دون إتلاف الأنسجة الجسدية الأخرى.
- استئصال الغدة الدرقية بالجراحة.
الأدوية
قد تؤثر بعض العقاقير في أجزاء الدماغ المسؤولة عن التحكم في درجة حرارة الجسم، أو في الغدة الدرقية، ما قد يؤدي إلى الإصابة بفرط التعرق، وخاصة في الليل. ومن الأدوية التي تسبب التعرق الليلي:
- مضادات الاكتئاب.
- مضادات الفيروسات القهقرية.
- أدوية العلاج الهرموني.
- أدوية ارتفاع ضغط الدم.
- أدوية خفض سكر الدم.
- بعض مسكنات الألم، مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs).
يتضمن العلاج استشارة الطبيب لاتباع خطة علاج بديلة، إما من حيث استبدال الدواء وإما استخدامه بجرعات أقل.
السرطان
تترافق بعض أنواع السرطان مع أعراض جانبية تتضمن التعرق الليلي المفرط، مثل سرطان الغدد اللمفاوية وسرطان الكلى والبروستاتا.
كما قد يكون التعرّق المفرط ليلاً عرضاً جانبياً لعلاج السرطان. وفي بعض الحالات قد يعاني الناجون من السرطان التعرق الليلي حتى بعد شفائهم.
العلاج:
للتخلص من التعرّق الليلي المرتبط بالسرطان، لا بد من:
- علاج السرطان.
- إدخال تغييرات على نمط الحياة.
- استخدام أدوية تخفف فرط التعرق الليلي.
فرط التعرق
فرط التعرق هو مرض نادر يؤدي إلى إنتاج الجسم للعرق على نحو مفرط، وبما يتجاوز حاجته لتنظيم درجة الحرارة. يمكن أن يحدث فرط التعرق في أي وقت، سواء في الليل أو النهار، أو خلال أوقات الراحة أو في درجات الحرارة المنخفضة.
العلاج:
تتضمن خيارات علاج اضطراب فرط التعرق:
- مضادات ومزيلات التعرق، التي تعمل على سد الغدد العرقية.
- الاستحمام بصورة منتظمة.
- أدوية لعلاج فرط التعرق، مثل العوامل المضادة للكولين وهلام كلوريد الألومنيوم.
- العلاج الأيوني بالتيارات الكهربائية، في جلسات متكررة لسد الغدد العرقية بمرور الوقت.
- حقن البوتوكس في الأعصاب التي تحفز الغدد العرقية، ما يساعد على إيقاف إنتاج العرق عدة أشهر في كل مرة.
- الجراحة في الحالات الشديدة، لإزالة الغدد العرقية أو فصل الأعصاب التي تسبب التعرق.
اقرأ أيضاً: ما هي فوائد التعرق الصحية؟ وكيف يمكن التخلص من فرط التعرق المحرج في الصيف؟
سن اليأس (انقطاع الطمث)
تمر النساء بمرحلة انقطاع الطمث، وهي حدث بيولوجي طبيعي يحدث في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات من عمر المرأة. قبل الدخول تماماً في سن اليأس، تعاني النساء أعراضاً مثل عدم انتظام الدورة الشهرية، وقد يتوقف الحيض مدة 12 شهراً متتالية، وتسمى هذه المرحلة الانتقالية بمرحلة ما قبل انقطاع الطمث. تعاني النساء خلالها صعوبة النوم والهبّات الساخنة والتعرّق الليلي، وقد تستمر حتى سنوات بعد بدء سن اليأس. وفقاً لمختصة الأعصاب وخبيرة طب النوم في مستشفى هيوستن ميثوديست، الطبيبة آرثي رام، يبلغ التعرق الليلي ذروته لدى النساء في السنوات القليلة الأولى بعد سن اليأس ثم ينخفض بمرور الوقت.
العلاج
لتقليل التعرق المصاحب لانقطاع الطمث توصي رام بما يلي:
- تجنب كل ما من شأنه أن يثير التعرّق، مثل التدخين والأطعمة الحارة والكافيين والكحول.
- ضبط درجة حرارة الغرفة على حرارة معتدلة ومائلة للبرودة، باستخدام منظم الحرارة أو تشغيل المراوح أو فتح النوافذ للسماح بتدفق الهواء.
- ارتداء ملابس نوم خفيفة، والسماح للجسم بالتنفس.
- استخدام أغطية سرير خفيفة.
- شرب كوب من الماء البارد، أو وضع منشفة باردة على الرأس، أو تمرير الماء البارد على المعصمين.
السكري
خلال الليل يستهلك الجسم ما تناوله خلال النهار من كربوهيدرات للإصلاح والحصول على الطاقة. وبالنسبة لمرضى السكري، الذين استهلكوا الكثير من الإنسولين، أو لم يتناولوا ما يكفي من الكربوهيدرات، أو مارسوا تمارين رياضية أكثر من المعتاد، فقد يؤدي ذلك إلى هبوط مفاجئ في سكر الدم في الليل، وتنشيط الجهاز العصبي اللاإرادي لإفراز الأدرينالين (هرمون التوتر). وبدوره يحفز الأدرينالين إفراز العرق.
العلاج:
يتضمن علاج التعرق الليلي المرافق لمرضى السكري التحكم في نسبة السكر في الدم، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال:
- تعديل وقت ممارسة التمارين الرياضية.
- تناول وجبة خفيفة قبل النوم.
- تعديل النظام الغذائي.
- تناول أدوية لتقليل التعرق الليلي أو القضاء عليه.
اقرأ أيضاً: هل يسبب الخمول البدني الإصابة بالسكري؟
القلق والتوتر
أفادت الدراسة المنشورة في دورية طبيب الأسرة الأميركي (American Family Physician) بأن اضطرابات القلق قد تسبب التعرق الليلي.
يؤدي القلق إلى تحفيز استجابة الكر والفر في الجسم، وزيادة إفراز الأدرينالين الذي يسبب بدوره فرط التعرق من خلال تحفيز الغدد العرقية على إنتاج العرق، وعبر زيادة التمثيل الغذائي، ما قد يولّد المزيد من الحرارة ويسهم في ارتفاع درجة حرارة الجسم عموماً. لتنظيم هذه الحرارة، ينشّط الجسم آليات التبريد، مثل التعرق.
العلاج
يمكن أن تساعد إدارة القلق والتوتر؛ من خلال تقنيات الاسترخاء والعلاج واستراتيجيات التأقلم الصحية، على تقليل التعرق الليلي وتحسين جودة النوم.