ما هي أسباب الدوار عند الوقوف؟ ومتى يشير إلى حالات خطيرة؟

3 دقيقة
ما سبب الشعور بالدوار بعد الزلزال؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Stranger Man

هل سبق لك أن وقفت بسرعة كبيرة وشعرت كأن العالم يدور حولك؟ إنها تجربة شائعة يواجهها معظم الناس في مرحلة ما، غالباً ما تختفي خلال بضع ثوانٍ، ولكن بالنسبة للبعض، يمكن أن يكون تكرارها مؤشراً إلى مشكلة كامنة. فما هي أسباب الدوار عند الوقوف؟ ومتى يشير إلى حالات خطيرة؟

ما هو الدوار عند الوقوف؟

يُشار إلى ظاهرة الدوار عند الوقوف التي يرافقها تشويش في الرؤية بحالة تُعرف بانخفاض ضغط الدم الانتصابي أو انخفاض ضغط الدم الوضعي.

عند الوقوف، تسحب الجاذبية كمية كبيرة من الدم إلى أسفل القلب والساقين. يقلل هذا التجمع كمية الدم العائدة إلى القلب، ما يقلل بدوره ضخ القلب للدم إلى أعلى جزء من الجسم، أي الرأس والدماغ، ويسبب الدوار.

لتعويض تدفق الدم، يحفّز الجهاز العصبي اللاإرادي تضييق الأوعية الدموية لزيادة معدل ضربات القلب وتعويض تدفق الدم الكافي إلى الدماغ والأعضاء الحيوية الأخرى فيزول الدوار، ما يمكّنك من مواصلة نشاطك الطبيعي. 

اقرأ أيضاً: ما الأمور التي يجب الانتباه إليها عند رعاية مريض الصرع؟

ما الذي يسبب الدوار عند الوقوف؟ أسباب انخفاض ضغط الدم الانتصابي

يحدث الدوار عند الوقوف الناتج عن انخفاض ضغط الدم الانتصابي لعدد من الأسباب. إليك أهمها:

  • الشيخوخة: تميل مرونة الشرايين إلى الانخفاض مع التقدم في العمر، بسبب انخفاض توتر العضلات الملساء، ما يمنعها من التمدد، أي تتصلب. يعوق تصلب الأوعية الدموية هذا عودتها إلى طبيعتها بين الضربات، وبالتالي انخفاض ضغط تدفق الدم. 
  • الأدوية: يمكن لبعض الأدوية، مثل حاصرات ألفا المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم والتي توجد تحت المسميات التجارية برازوسين (مينيبريس) ودوكسازوسين (كاردورا)، أن تخفض ضغط الدم الانتصابي أكثر من الضغط الانقباضي، من خلال توسيع الأوعية الدموية وتقليل مقاومة تدفق الدم. 
  • الجفاف: قد يفقد الجسم الكثير من رطوبته بالتعرّق نتيجة الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية أو الإجهاد الحراري، أو بسبب الإسهال أو القيء أو النزيف، أو تناول أدوية مدرّة للبول، ما يؤدي لنقص حجم الدم وانخفاض ضغط الدم الانتصابي.
  • دوار بعد الوجبة: بعد تناول وجبة طعام يتوجه الدم إلى البطن بعيداً عن القلب، ما قد يسبب انخفاض الضغط والإصابة بالدوار عند الوقوف، والذي يُعرف بالدوار بعد الوجبة أو هبوط ضغط الدم بعد الأكل.
  • بعد الولادة: قد تتعرّض النساء لانخفاض ضغط الدم الانتصابي بعد الولادة بسبب النزف وفقدان الكثير من الدم.
  • استهلاك الكحول: يتسبب الكحول بتضيق الأوعية الدموية، ويبطئ تدفق الدم، ما يسبب انخفاض ضغط الدم. علاوة على ذلك، يؤثر الكحول على نظام الأذن الداخلية، الذي ينسق الحركة والتوازن.

اقرأ أيضاً: ما هو الصداع العنقودي؟ وما هي أسبابه وطرق علاجه والوقاية منه؟

متى يشير الدوار عند الوقوف إلى حالات خطيرة؟

عادة ما يزول دوار الوقوف بعد عدة ثوان، أو بالجلوس والوقوف ببطء مرة أخرى. ومع ذلك، إذا تكررت هذه الحالة لمرات عديدة، فقد تكون إشارة لحالة طبية كامنة. مثل:

  • مشكلات القلب: بعض أمراض القلب قد تعوقه عن ضخ الدم بالسرعة الكافية عند الوقوف، مثل بطء ضربات القلب ومشكلات صمام القلب والسكتة القلبية؛ لذا قد يكون الدوار أحد أعراض مشكلات القلب.
  • مشكلات الغدد الصماء: تسبب بعض اضطرابات الغدد الصماء، مثل الغدة الدرقية والكظرية، انخفاض ضغط الدم الانتصابي.
  • اضطرابات الجهاز العصبي: قد يفقد المصابون بالاضطرابات العصبية القدرة على الحفاظ على ضغط الدم، مثل مرض باركنسون والضمور الجهازي المتعدد وخَرَف أجسام ليوي والفشل الكامل في الوظائف اللاإرادية والداء النشواني. وفي دراسة نشرتها مجلة جمعية القلب الأميركية (American Heart Association journal) تبيّن أن انخفاض ضغط الدم في الدقيقة الأولى بعد الوقوف يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتطوّر الخرف.
  • دوار الوضعة الانتيابي الحميد: هو اضطراب شائع في الأذن الداخلية، يحدث عند تغيير وضع الرأس، مثل إمالتها للخلف أو الجلوس في السرير. عادة ما يختفي دوار الوضعية الانتيابي من تلقاء نفسه بعد عدة أسابيع، لكن نظراً إلى أنه يسبب الدوار فقد ينتج عنه فقدان التوازن والسقوط.
  •  انخفاض سكر الدم: عندما تنخفض مستويات سكر الدم إلى مستويات منخفضة للغاية، قد تظهر أعراض مثل الدوار والتعب وحتى الإغماء؛ لأن انخفاض سكر الدم قد يؤثر على الجهاز العصبي اللاإرادي، الذي يساعد في تنظيم ضغط الدم. علاوة على ذلك، قد يكون انخفاض سكر الدم الشديد مؤشراً إلى خطر الإصابة بنوبة الصرع.
  • نقص فيتامين ب12: فيتامين ب12 ضروري لإنتاج خلايا الدم الحمراء، لذا يمكن أن يؤدي نقصه إلى فقر الدم وانخفاض ضغط الدم والدوار والتعب.

من العلامات التحذيرية التي ينبغي الحذر منها عند الإصابة بدوار الوقوف:

  • وجود دم في البراز أو البراز الأسود القطراني، لأنه قد يشير إلى وجود نزف.
  • صعوبات المشي أو التوازن، لأنها تشير إلى اضطرابات عصبية.
  • السقوط والإغماء.
  • الدوار الذي يرافقه ألم في الصدر أو تشنج.

 

المحتوى محمي