لماذا يتساقط الشعر؟ وما هو العلاج الأنسب لهذه الحالة لكل من الرجال والنساء؟

5 دقائق
لماذا يتساقط الشعر؟ وما هو العلاج الأنسب لهذه الحالة لكل من الرجال والنساء؟
حقوق الصورة: شترستوك.

خلال حفل توزيع جوائز الأوسكار الأخير، تلقى الممثل الأميركي "كريس روك" صفعة من زميله "ويل سميث"، وذلك بعد أن ألقى روك بدعابته حول "ثعلبة" زوجة سميث "جادا سميث". بعيداً عن تضارب الآراء حول تصرف ويل سميث. سلّطت تلك الحادثة الضوء على مشكلات تساقط الشعر التي يعاني منها العديد من البشر من حول العالم، وما قد تحمله من آثار نفسية سيئة على المصابين به، الأمر الذي يدفعهم إلى البحث الدؤوب عن العلاج والحل الدائم له. فما سبب تساقط الشعر للرجال والنساء؟ وما العلاج الأنسب له؟

تساقط الشعر

لا داعٍ للقلق لدى رؤية بضع شعرات على الوسادة بعد الاستيقاظ مباشرة، إنه أمر طبيعي، حيث يتساقط يومياً من الإنسان ما بين 50- 100 شعرة، بينما ينمو بعضه الآخر في توازن بينهما، وفقاً "للأكاديمية الأميركية لطب الجلد" (American Academy of Dermatology). في حال اختلال التوازن ما بين تساقط الشعر ونموه، بحيث يزيد تساقط الشعر عن الحد الطبيعي، فهذا مؤشر لحالة مرضية تسببت في الإصابة بمشكلات تساقط الشعر.

اقرأ أيضاً: كم شعرة على رأس الإنسان؟

دورة نمو الشعر

يخضع شعر الجسم لدورة حياة تمر بعدة مراحل، وهي:

  1. مرحلة التنامي: تتراوح مدتها بين شهرين لشعر الحواجب والرموش والجسم، وحتى ست سنوات لشعر فروة الرأس، حيث ينمو فيها الشعر 1 سنتمتراً كل 25 يوماً.
  2. مرحلة التراجع: هي المرحلة الانتقالية بعد اكتمال نمو الشعرة، يبدأ فيها الغلاف الخارجي للبصيلات بالتقلص تمهيداً لتساقط الشعر، وتستغرق فترة تتراوح بين 2-3 أسبوعاً.
  3. مرحلة التيلوجين: هي فترة راحة لبصيلات الشعر، يكتمل فيها نمو الشعر ويصبح ناضجاً، وتستغرق 100 يوم وتسقط الشعرة في نهايتها.

اقرأ أيضاً: لماذا ينمو الشعر والأظافر؟

أنواع تساقط الشعر وأسبابه

وفقاً لمسبب تساقط الشعر هناك عدة أنواع من تساقط الشعر، إليك أبرزها:

  • تساقط الشعر المتنامي (الدوائي المنشأ): ينتج هذا النوع من تساقط الشعر نتيجة التعرض لبعض المواد السامة لبصيلات الشعر في مرحلة التنامي، مثل مواد العلاج الكيميائي والإشعاعي وبعض الأدوية.
  • تساقط الشعر الكربي: يحدث نتيجة زيادة عدد بصيلات الشعر التي تصل إلى مرحلة التيلوجين التي يتساقط فيها الشعر، ما يسبب تزايد عدد الشعر المتساقط. من أسباب تساقط الشعر الكربي:
    • الإجهاد أو التعب الجسدي، كما يحدث بعد العمل الجراحي أو لدى الإصابة بفقر الدم أو بعد إنجاب طفل، حيث يسقط الشعر خلالها بشكل مؤقت.
    • الضغط العاطفي، كنتيجة لصدمة نفسية شديدة مثل خسارة شخص عزيز أو فقدان وظيفة أو عمل أو ما شابه ذلك.
    • اضطرابات في عمل الغدة الدرقية.
    • بعض الأدوية مثل أدوية ضغط الدم وداء النقرس والجرعات العالية من فيتامين أ.
    • الاضطرابات الهرمونية كما يحدث خلال فترة الحمل أو انقطاع الطمث أو لدى تعاطي حبوب منع الحمل.
  • تساقط الشعر الوراثي أو الثعلبة الأندروجينية: هي الشكل الأكثر شيوعاً لتساقط الشعر بين الرجال والنساء، وتعرف لدى الرجال بالصلع الذكوري النمطي، حيث يصاب 50% من الرجال بها وفقاً  للمكتبة الوطنية الأميركية للطب (MedlinePlus) وفيه يتساقط الشعر من مقدمة الرأس وفوق الصدغين وعلى الجوانب، ويتراجع خط الشعر مع تقدم حالة الإصابة، حتى يصاب الرجل بالصلع الجزئي أو الكلي بمراحل متطورة. أما لدى النساء فتُعرف الحالة بالصلع الأنثوي النمطي، وفيها تصبح الشعرة أقل سماكة، ويتساقط الشعر من فروة الرأس كاملة، فلا يحدث تراجع لخط الشعر. ومن أسباب الإصابة به:
    • العوامل الوراثية، حيث حدد باحثون من جامعة بون الألمانية الجين (AR) المحدد لظهور الصلع الوراثي، في الدراسة التي نُشرت في "المجلة الأميركية لعلم الوراثة البشرية" (American Journal of Human Genetics). يحمل هذا الجين التعليمات لتصنيع مستقبلات هرمونات الأندروجينات، فأي تغيير في الجين AR ينتج عنه زيادة مستقبلات الأندروجين في بصيلات الشعر.
    • بعض الأمراض والحالات الطبية مثل تضخم البروستات، وأمراض القلب، ومتلازمة المبيض متعدد الكيسات.
  • داء الثعلبة: ينتج عن خلل في الجهاز المناعي يتسبب بمهاجمته لبصيلات الشعر في أي مكان في الجسم، وبالتالي تساقط الشعر.

علاج تساقط الشعر

باستثناء الحالات الوراثية، يمكن علاج تساقط  الشعر الناتج عن الإصابة ببعض الأمراض من خلال العلاج الأساسي لهذه الأمراض، ومنها:

  • فقر الدم.
  • اضطرابات الغدة الدرقية.
  • الصدفية في فروة الرأس.
  • اضطرابات الجهاز الهضمي وسوء الامتصاص.
  • السكري.

العلاج الدوائي لتساقط الشعر

وفقاً لأطباء الجلد في جامعة نيويورك لانجون، يمكن استخدام بعض الأدوية لإيقاف المزيد من تساقط الشعر، ومنح فروة الرأس الفرصة لإعادة نمو الشعر، مثل:

  • مينوكسيديل موضعي: حدد أطباء "شركة أبحاث الأمراض الجلدية" في الدراسة التي نُشرت في دورية مجلة الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية (Journal of the American Academy of Dermatology)، دور المينوكسيديل في علاج مختلف أنواع تساقط الشعر، حيث يساعد على منع ترقق الشعر ويحفز نمو الشعر في البصيلات.
  • فيناسترايد عن طريق الفم: لمرضى الصلع الوراثي من الرجال، كما وضح باحثون كنديون في دراستهم التي نُشرت في دورية" العلاج الجلدي" (Journal of Dermatological Treatment)، حيث يعمل الفيناسترايد على تحقيق التوازن بين معدل تساقط الشعر ونمو شعر جديد، وذلك من خلال تثبيط إنتاج الجسم للهرمون الذي يدمر بصيلات الشعر.
  • مضادات الأندروجين: وفقاً للدراسة التي أجراها باحثون في مستشفى سانت فنسنت ملبورن في أستراليا، ونُشرت في دورية "العيادات الجلدية" (Dermalogica Clinics)، تساعد مضادات الأندروجين في تثبيط تأثير هرمون الأندروجين المدمر لبصيلات الشعر.
  • الستيرويدات القشرية: مثل الكورتيكوستيرويد الذي حدده الباحث الهندي "فينود شارماك" في دراسته التي نُشرت في دورية "المجلة الدولية للأمراض الجلدية" (International Journal of Dermatology)، لعلاج تساقط الشعر الناجم عن أمراض جهاز المناعة، من خلال تثبيط الجهاز المناعي.
  • الأدوية المضادة للفطريات: قد يصاب البعض بتساقط الشعر نتيجة عدوى فطرية تُعرف بسعفة فروة الرأس، لذا يتم العلاج بالمضادات الفطرية.

علاج تساقط الشعر بالليزر

أشارت الدراسة التي أجراها فريق من الباحثين في جامعة ميامي ميلر الأميركية، ونُشرت في دورية "الليزر في العلوم الطبية" (Lasers in Medical Science) إلى الدور الفعال لليزر منخفض المستوى (Low level laser therapy) (LLLT) في علاج تساقط الشعر لدى الذكور.

اتباع نظام غذائي متوازن للحد من تساقط الشعر

اتفق الباحثون في جامعة بورتسموث في المملكة المتحدة في دراستهم التي نُشرت في دورية "الأمراض الجلدية السريرية والتجريبية" (Clinical and Experimental Dermatology)، على دور العناصر الغذائية المهمة في منع تساقط الشعر، بما فيها:

  • الأغذية الغنية بالحديد كاللحم البقري والخضراوات الخضراء.
  •  الغذاء الغني بالأحماض الدهنية (أوميغا 3) كالبيض والجوز والسلمون.
  • الأغذية الغنية بالبروتين كاللحوم الخالية من الدهن والبيض ولحم الأسماك.

العلاجات البديلة لتساقط الشعر

يمكن استخدام بعض المواد العلاجية الطبيعية، ومنها:

  • الزيوت الطبيعية مثل زيت أوراق إكليل الجبل، حيث قدم باحثون في جامعة كينكي اليابانية أدلة على دور إكليل الجبل في إعادة نمو الشعر لدى الفئران في دراستهم التي نُشرت في دورية "بحوث العلاج بالنباتات" (Phytotherapy Research).
  • مستحضرات نباتية: استطاع باحثو جامعة ليوبليانا في سلوفينيا في دراستهم التي نُشرت في دورية "محفوظات البحوث الجلدية" (Archives of Dermatological Research)، تحديد بعض الأنواع النباتية التي تحتوي على مكونات نشطة ذات فعالية في علاج تساقط الشعر، ومنها:
    • نبات الكركم (Curcuma aeruginosa).
    • البلميط (Serenoa repens).
    • القرع البلدي (Cucurbita pepo).
    • البرسيم الأحمر (Trifolium pretense).
    • الجنسينغ (Panax ginseng).
  • عصير البصل: أثبتت الدراسة التي أجراها أطباء في مستشفى بغداد التعليمي في العراق، ونُشرت في دورية "الأمراض الجلدية" (The Journal of Dermatology) قدرة عصير البصل على تحفيز نمو الشعر في الاستخدام الموضعي.
  • الشاي الأخضر: استطاع فريق باحثين أميركيين في جامعة (تشارلز آر درو) في دراسة نُشرت في دورية "الرابطة الطبية الوطنية" (National Medical Association)، استخلاص مركبات فينولية في الشاي الأخضر يمكنها علاج تساقط الشعر في الفئران.

اقرأ أيضاً: كيف يوفر الغذاء الصحي المليارات من تكاليف الرعاية الصحية؟

إذاً، بالعلاج الطبي الصحيح، وليس بالمنتجات التجارية، يمكن وضع حد لمعاناة الرجال والنساء، ومحاربة تساقط الشعر بجميع أنواعه وأشكاله.

المحتوى محمي