ما هي الدموع الدموية وما أسبابها وطرق علاجها؟

تعرّف إلى أسباب حدوث الدموع الدموية وطرق علاجها
حقوق الصورة: shutterstock.com/ cosma. تعديل: بوبيولار ساينس العربية.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

قد يبدو أن الدموع الدموية تعني أن تبكي دماً، إلّا أن هذا ليس صحيحاً في معظم الحالات، فالدموع الدموية هي إمّا فقدان للدم الموجود في أوعية الملتحمة السطحية أو قد تنجم عن دخول الدم إلى مجرى الدمع نتيجة الإصابة ببعض الحالات الصحية العينية وغير العينية، ليخرج الدم مع الدمع على شكل سائل مصلي أحمر اللون.

من جهةٍ أخرى، قد تنطوي عدة حالات على أسباب أكثر خطورة كأذية الأوعية الدموية التي تغذّي المنطقة حول العين. لهذا السبب، إن كنت تعاني من الدموع الدموية بشكلٍ متكرر، يُفضَّل أن تستشير مقدم الرعاية الصحية الخاص بك حول ذلك.

اقرأ أيضاً: إليك أبرز أسباب جفاف العين وطرق معالجته

مَا أسباب حدوث الدموع الدموية؟

تُعزى الدموع الدموية إلى عددٍ من الأسباب والحالات، نذكر أكثرها شيوعاً:

  • نزوف الملتحمة: الملتحمة هي نسيج وعائي ذو أوعية سطحية تنزف تلقائياً في بعض الأحيان، أو عند فرك العين.
  • التهاب الملتحمة: يؤدي التهاب الملتحمة كما في التهاب الملتحمة الحاد إلى احتقان أوعيتها الدموية، ما يُعرّضها للنزيف. ويحدث ذلك أيضاً في حالة التهاب الملتحمة الغشائي والتهاب الملتحمة الجريبي، وفي الحالات التحسسية والتهاب الملتحمة الفيروسي كما في نزلات البرد.
  • الاضطرابات الهرمونية: إذ تتأثر أوعية الملتحمة بالعوامل الهرمونية مثل انخفاض مستوى الأستروجين، كما يحدث في الاضطرابات الهرمونية عند سن اليأس.
  • انتباذ البطانة الرحمية: تنزف الملتحمة لدى بعض الإناث بشكلٍ دوري مع الدورة الطمثية، كما يحدث في متلازمة الانتباذ البطاني الرحمي حيث تنغرس الأنسجة الرحمية في أماكن خارج الرحم، كأنسجة السبيل الأنفي الدمعي، وتنزف شهرياً مع حلول موعد الدورة.

اقرأ أيضاً: هل يمكن علمياً البكاء دون دموع كما حصل مع الممثلة أمبر هيرد؟

  • ارتفاع ضغط الدم: والذي بدوره يزيد من احتقان الأوعية ويعرّضها للتمزق والنزف.
  • اضطرابات الدم: والمقصود بذلك الاضطرابات التي تزيد أهبة النزيف، بما في ذلك الناعور والفرفرية واضطراب عوامل التخثر وداء فون ويلبراند.
  • الرض على المنطقة: يتسبب الرض بتمزق الأوعية الدموية السطحية أو تلك العميقة التي تتداخل مع القناة الدمعية، ما يؤدي إلى ظهور الدموع الدموية.
  • انسداد القناة الدمعية.
  • الأورام: مثل الورم الميلانيني الخبيث.
  • الآفات الوعائية: تتداخل الآفات والأورام الوعائية مثل الورم الوعائي اللمفي والورم الحليمي الالتهابي في كيس الملتحمة، ما يؤدي إلى حدوث الدموع الدموية، بالإضافة إلى داء توسع الشعيرات في الأوعية الملتحمة والورم الحبيبي القيحي.

ومع ذلك، قد يتعذر عزل سبب واضح يُفسّر حدوث الدموع الدموية، وفي هذه الحالة يمكن اعتباره مجهول السبب وغالباً ما يزول تلقائياً، ويُنصح المرضى دائماً بمراقبة تكرار النزف لاستشارة مقدم الرعاية الصحية في حال تكرر بشكلٍ واضح.

كيف تُعالج الدموع الدموية؟

ينبغي على الطبيب تشخيص السبب الكامن وراء حدوث الدموع الدموية، فبعلاج السبب النوعي الكامن يكون الطبيب قد عالج تدمي الدمع. ويقوم الطبيب بالتشخيص من خلال فحص العين ومنطقة ما حول العين، ومن ثَمَّ إجراء تنظير أنف وتصوير مقطعي محوسب لمنطقة الأنف والعين لمعاينة السبيل الدمعي.

يعتمد العلاج الفعّال في النهاية على علاج السبب الأساسي الذي أدّى لحدوث الدموع الدموية، ففي التهاب الملتحمة، يصف الطبيب قطرات عينية من الصادات الحيوية، وفي حال التحسس يطلب الطبيب من المريض الابتعاد عن مصدر التحسس وتناول الأدوية المضادة للحساسية. أمّا في نزيف الملتحمة الناجم عن ارتفاع الضغط فينبغي استشارة مقدم الرعاية الصحية لضبط ضغط الدم.

اقرأ أيضاً: كيف تتجنب إجهاد العين حتى مع التحديق في الشاشات طوال اليوم؟

من جهةٍ أخرى، ينطوي تدبير تمزق الملتحمة كما يحدث في الرضوض العينية على الجراحة لإغلاق أي أوعية ممزقة ولإصلاح جروح الملتحمة، وكذلك الأمر بالنسبة لأورام العين كالورم الميلانيني والأورام الوعائية، حيث يُدبر معظم هذه الحالات بالجراحة وتتطلب الحالات الورمية مراقبة طبيب أورام متخصص.

وبما يتعلق بالحالات غير العينية التي تقف وراء حدوث الدموع الدموية مثل الأمراض النسائية كالاضطرابات الهرمونية ومتلازمة انتباذ البطانة الرحمية، فتُعالج تحت إشراف طبيب نسائية متخصص، ومن المهم التنويه بأن الدموع الدموية الناجمة عن الاضطرابات الهرمونية حول سن اليأس ليست خطيرة وغالباً ما تزول خلال عام مع ثبات مستوى الهرمونات الأنثوية في الدم.

أمّا بالنسبة لأمراض الدم، يتوجب على المرضى القيام بفحص دم شامل ومعايرة عوامل التخثر، بعد سؤالهم عمّا إذا كانوا يتناولون أحد الأدوية المميعة للدم مثل الوارفارين أو الأسبرين، بحثاً عن وجود أي اضطرابات دموية وتدبيرها في حال وجود أي منها.