أسرار البعوض 3: أمراض ينقلها البعوض والتخلص من الحكة

3 دقيقة
مكافحة البعوض في السعودية
حقوق الصورة: شتر ستوك.

تناولنا في الحلقة الأولى من أسرار البعوض؛ تاريخ ظهور البعوض على الأرض، وأهميته، وماذا سيحدث لو اختفى البعوض، أما في الحلقة الثانية من السلسلة تناولنا كيفية التخلص من البعوض، وأضراره، ودور المبيدات الحشرية في القضاء عليه، وفي هذه الحلقة الأخيرة ننتقل إلى الأمراض التي ينقلها البعوض، والحكة المزعجة التي يتسبب بها؛ وكيف نتخلص منها؟

فيروس زيكا

فيروس زيكا؛ هو أحد الفيروسات التي ينقلها بعوض «الزاعجة المصرية». تم التعرف عليه لأول مرة في أوغندا عام 1947 في القرود، ثم لاحقاً في البشر في عام 1952 في أوغندا وجمهورية تنزانيا المتحدة. وفي مارس/آذار 2015، أبلغت البرازيل عن تفشي كبير لمرض الطفح الجلدي، وسرعان ما تم تحديده على أنه عدوى فيروس زيكا، وفي يوليو/تموز 2015، وجد أنه مرتبط بمتلازمة «جيلان باريه».

تقدر فترة حضانة مرض فيروس زيكا بـ3-14 يوماً. وتعد أعراض الإصابة فيه بشكل عام خفيفة، بما فيها الحمى والطفح الجلدي والتهاب الملتحمة وآلام العضلات والمفاصل والتوعك والصداع، وعادة ما تستمر لمدة 2-7 أيام.  كما أن غالبية المصابين بفيروس زيكا لا تظهر عليهم الأعراض بتاتاً.

البعوض ينقل الملاريا

أحد ضحايا الملاريا الأطفال في إفريقيا.
الصورة: بيكساباي

الملاريا؛ مرض حمّوي حاد تسببه لدغة البعوضة «الأنفلية». تظهر أعراضه عادة بعد 10-15 يوماً من اللدغة، والتي تتضمن الحمى والصداع والقشعريرة. تكون خفيفة في البداية إذ يصعب التعرف عليها على أنها ملاريا. وإذا لم يتم علاج الملاريا خلال 24 ساعة، يمكن أن تتطور الملاريا المنجلية إلى مرض شديد غالباً ما يؤدي إلى الوفاة.

غالباً تظهر على الأطفال المصابين بالملاريا الحادة واحدة أو أكثر من الأعراض التالية؛ فقر الدم الشديد، وضيق التنفس، أو الملاريا الدماغية. أما عند البالغين، يكون فشل العديد من الأعضاء أمراً مرجحاً بقوة. قد يطور الناس مناعة جزئية في المناطق الموبوءة بالملاريا، مما يسمح بحدوث عدوى بدون أعراض.

وبحسب إحصائية من جامعة أوكسفورد البريطانية، قُدّر عدد الوفيات بسبب الملاريا وحده عام 2000 بـ839 ألف وفاة، بينما انخفضت نسبة الوفاة تدريجياً لتصل إلى النصف تقريباً عام 2015 بواقع 438 ألف وفاة.

فيروس غرب النيل

فيروس غرب النيل؛ وهو فيروس تنقله بعوضة «الكيولكس». يسبب أمراضاً عصبية قد تؤدي إلى الوفاة لدى البشر. ويوجد بشكل شائع في إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط وأمريكا الشمالية وغرب آسيا. اكتُشف الفيروس لأول مرة عام 1937 لدى امرأة في أوغندا، لينتشر بعدها في العديد من الدول أبرزها كان تفشيه في الولايات المتحدة الأميركية بين عامي 1999-2010.

تكون الإصابة بفيروس غرب النيل بدون أعراض في حوالي 80% من المصابين، أو يمكن أن تؤدي إلى حمى غرب النيل الحادّة لدى الـ20% المتبقين. إذ تظهر عليهم أعراض الحمى والصداع والتعب وآلام الجسم والغثيان والقيء والطفح الجلدي على جذع الجسم أحياناً وتضخم الغدد الليمفاوية. كما من الممكن أن تسبب الحالات الشديدة من المرض أعراضاً مثل تيبس الرقبة والذهول والارتباك والغيبوبة والرعشة والتشنجات وضعف العضلات والشلل.

 تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن 1 من كل 150 شخصاً مصاباً بفيروس غرب النيل سيصابون بشكل أكثر حدة من المرض. إذ يمكن أن يصيب المرض الخطير الأشخاص في كافة الأعمار، ولكن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً وبعض الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة هم الأكثر عرضة للإصابة بأمراض شديدة عند الإصابة بفيروس غرب النيل.

بحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، قُدر عدد الوفيات بسبب فيروس غرب النيل في الولايات الأميركية وحدها بين عامي 1999-2018 بـ24 ألف وفاة تقريباً.

الحمى الصفراء وحمى الضنك 

الحمى الصفراء؛ ينتقل عبر بعوض «الزاعجة المصرية». يحتضن فيروس الحمى الصفراء في الجسم لمدة 3-6 أيام. كثير من الناس لا يعانون من أية أعراض، ولكن عندما تحدث هذه الأعراض، فإن أكثرها شيوعاً هي الحمى وآلام العضلات مع آلام الظهر البارزة والصداع وفقدان الشهية والغثيان أو القيء، وتقدر إصابات الحمى الصفراء بـ200 ألف إصابة سنوياً، 30 ألف منها تنتهي بالوفاة، و 90% منها في إفريقيا.

في معظم الحالات تختفي الأعراض بعد 3-4 أيام. ومع ذلك، تدخل نسبة صغيرة من المرضى مرحلة ثانية أكثر سمية في غضون 24 ساعة بعد التعافي من الأعراض الأولية. إذ تعود الحمى الشديدة وتتأثر العديد من أجهزة الجسم، وعادة ما تتأثر الكبد والكلى. في هذه المرحلة، من المحتمل أن يُصاب الناس باليرقان الذي يسبب اصفرار الجلد والعينين -من هنا جاء اسم «الحمى الصفراء»-، والبول الداكن وآلام البطن مع القيء. يمكن أن يحدث حينها نزيف من الفم أو الأنف أو العينين أو المعدة. ونصف المرضى الذين يدخلون المرحلة السامة يموتون في غضون 7-10 أيام.

حمى الضنك؛ مرض فيروسي تنقله إناث بعوض «الزاعجة المصرية» كذلك. وانتشر بسرعة في جميع مناطق منظمة الصحة العالمية في السنوات الأخيرة. تسبب حمى الضنك مجموعة واسعة من الأمراض. يمكن أن يتراوح هذا من مرض تحت الإكلينيكي -لا يشعر الناس المصابين فيه أنهم مرضى حتى- إلى أعراض شبيهة بأعراض الأنفلونزا. على الرغم من أنها الحمى الأقل شيوعاً، فإن بعض الأشخاص يصابون بحمى الضنك الشديدة، والتي يمكن أن تسبب عدداً من المضاعفات المرتبطة بالنزيف الشديد، وضعف الأعضاء، وتسرب البلازما.

طرق التخلص من حكة البعوض

الصورة: بيكساباي

بعد التطرق إلى الأمراض المهولة التي ينقلها البعوض والجهود المستمرة في مكافحتها، لنتطرّق إلى مشكلة أصغر وأكثر شيوعاً، الحكّة. رغم أنها لا تدوم طويلاً ولا تسبب الألم الكبير، إلا أنها تبقى عاملاً منغصاً حتى زوالها، إليك بعض الطرق المنزلية للتخلص منها:

  • غسل منطقة اللدغة بالماء والصابون.
  • وضع كيس ثلج لمدة 10 دقائق لتقليل التورم والحكة. كما يمكنك إعادة وضعه حسب الحاجة حتى زوال الحكة.
  • وضع مزيج من مسحوق صودا الخبز والماء، مما قد يساعد في تقليل استجابة الحكة؛ امزج ملعقة كبيرة من صودا الخبز مع كمية كافية من الماء لصنع عجينة، ضع المعجون على لدغة البعوض، انتظر 10 دقائق، ومن ثم اغسل العجينة.
  • كما يمكنك استخدام أحد المراهم المضادة للحكة المتوافرة في الصيدليات والتي لا تحتاج إلى وصفة طبية لشرائها. مع مراعاة التعليمات الخاصة باستخدام كل منتج بالطبع.

المحتوى محمي