ما أعراض ارتفاع الكوليسترول في الدم؟

ما أعراض ارتفاع الكوليسترول في الدم؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ UGREEN 3S
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

الكوليسترول مادة شمعية شبيهة بالدهون ينتجها الكبد في الحالة الطبيعية، كما نحصل عليها من الأطعمة الغنية بالدسم. وعلى الرغم من أن اسمه يرتبط في أذهاننا بأمراض القلب والأوعية لدينا، فإنه عنصر مهم لتكوين أغشية الخلايا وإنتاج الهرمونات الستيروئيدية وللحفاظ على مستويات فيتامين د في الجسم. لهذا السبب من المهم الحفاظ على توازن مستوياته في الجسم بالشكل الذي لا تكون فيه مفرطة فتترسب على جدران الشرايين، أو قليلة فتؤثر على التراكيب الطبيعية للجسم.

اقرأ أيضاً: ما النظام الغذائي الأمثل لمرضى ارتفاع الدهون الثلاثية والكوليسترول؟

ما أنواع الكوليسترول؟

ينتقل الكوليسترول في الدم مرتبطاً بالبروتينات ويُسمى المركب الذي يجمع بين البروتينات والكوليسترول بالبروتين الدهني، وله نوعان أولهما البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL)، الذي ينقل جزيئات الكوليسترول المتراكمة على بطانة الشرايين ويعيدها إلى الكبد حتّى تطرح خارج الجسم، وتكون مستوياته طبيعية عندما تتجاوز 40 مليغراماً/ ديسيلتر.

أما النوع الثاني فهو البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) الذي ينقل جزيئات الكوليسترول من أنحاء الجسم كافة، ويُرسبها على بطانة الشرايين ما يزيد من صلابة جدرانها ويجعلها ضيقة. ونقول إن مستوى البروتين الدهني منخفض الكثافة طبيعي عندما يكون أخفض من 200 مليغرام/ديسيلتر.

فإذا كان مستوى البروتين الدهني منخفض الكثافة مرتفعاً جداً، أو مستوى البروتين الدهني عالي الكثافة منخفضاً جداً، يؤدي هذا إلى ترسب وتراكم لويحات دهنية على بطانة الأوعية الدموية، الأمر الذي يعوق تدفق الدم عبر الشرايين ويتسبب بدوره بحدوث اضطرابات جسدية وعلى رأسها أمراض القلب والدماغ.

وبعيداً عن اكتشاف ارتفاع الكوليسترول صدفةً عن طريق إجراء فحوص مخبرية روتينية، هل يمكن الاستدلال على ارتفاع كوليسترول الدم من خلال الأعراض؟

هل لارتفاع كوليسترول الدم أي أعراض نوعية؟

على عكس معظم الحالات الصحية، لا توجد أعراض نوعية يمكن أن نقول إنها توجّه حتماً لارتفاع كوليسترول الدم، وتبقى الطريقة الوحيدة لتأكيد وجود ارتفاع كوليسترول الدم القيام باختبار الدم لمعايرة مستوياته.

اقرأ أيضاً: ما المأكولات الممنوعة بالنسبة لمرضى الكوليسترول؟

والسبب هو أن ارتفاع الكوليسترول قد يبقى صامتاً ولا يتظاهر بأي أعراض، وقد يكون العرض الأول عند البعض هو الإصابة باحتشاء عضلة قلبية أو السكتة الدماغية، إذا لا يمكن التنبؤ بتظاهراته. وبشكل عام تبدأ أعراض ارتفاع الكوليسترول بالظهور عندما يُغلَق الشريان باللويحة الدهنية بشكل جزئي، والذي ينجم عنه ضعف في التروية الدموية لجزء من الجسم، أو تام والذي يكون أكثر خطورة. 

تتباين الأعراض حسب الشريان المصاب، إذ قد يتظاهر ارتفاع كوليسترول الدم بما يلي:

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • الشكوى من آلام صدرية أو انزعاج صدري.
  • التعب وعدم القدرة على تحمل الجهد.
  • ظهور لويحات شحمية صفراء اللون على الأجفان.
  • الشعور ببرودة في الأطراف والذي يكون ناجماً عن تضيق الشرايين التي تغذّي الأطراف.

لذلك يطلب الأطباء بشكل روتيني معايرة كوليسترول الدم عند جميع الأفراد الذين يبلغون العشرين من العمر، ومن ثم إعادة الاختبار كل 4 إلى 6 سنوات. وقد يقترح الطبيب الكشف عن الكوليسترول بوتيرة أعلى عند وجود تاريخ عائلي من ارتفاع الكوليسترول أو عند وجود أحد عوامل خطر الإصابة بارتفاع الكوليسترول.

عوامل الخطر التي تزيد من احتمال حدوث ارتفاع كوليسترول الدم

تتضمن العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بارتفاع كوليسترول الدم ما يلي:

  • النظام الغذائي غير الصحي: الذي يشتمل على تناول كميات كبيرة من الدهون مثل اللحوم الحمراء الغنية بالدهون ومنتجات الألبان كاملة الدسم والحلويات.
  • البدانة: يكون الأشخاص الذين يمتلكون مؤشر كتلة الجسم (BMI) مساوياً 30 أو أكثر معرضين لخطر ارتفاع كوليسترول الدم.
  • عدم ممارسة الرياضة: تساعد التمارين الرياضية في رفع مستويات البروتين الدهني الجيد عالي الكثافة (HDL).
  • التدخين: يخفّض التدخين من مستوى البروتين الدهني مرتفع الكثافة.
  • استهلاك الكحول بشكل مفرط: والذي بدوره يرفع من مستوى البروتين الدهني منخفض الكثافة أي الكوليسترول السيئ.
  • العمر: على الرغم من أن الأطفال معرضون للإصابة بارتفاع الكوليسترول كما البالغين، فإن ارتفاع الكوليسترول أكثر شيوعاً عند الأفراد الذين تزيد أعمارهم على 40 عاماً، حيث يصبح الكبد أقل قدرة على التخلص من الكوليسترول.   

اقرأ أيضاً:  نوبة وسكتة دماغية: إليك طرق خفض الكوليسترول والدهون الثلاثية

ما الأمراض التي يتظاهر بها ارتفاع كوليسترول الدم؟

يمكن أن يكون تراكم الكوليسترول خطيراً للدرجة التي قد يتسبب بها بحدوث طيف من الأمراض الوعائية والقلبية والعصبية، والتي قد تكون التظاهر الأول في الحالات الحادة من ارتفاع كوليسترول الدم، وعلى رأسها نذكر الحالات الصحية التالية:

  • احتشاء العضلة القلبية: يمكن للويحة الدهنية أن تتمزق وعندئذ تشكل جلطة دموية تسد الشريان بشكل جزئي أو تام ما يعوق تدفق الدم. من الشائع أن يحدث ذلك في الشرايين الإكليلية التي تغذّي القلب والتي يؤدي انسدادها باللويحة المتمزقة إلى حدوث “احتشاء عضلة قلبية” يتظاهر على شكل ألم حاد في الصدر وغثيان وضيق في التنفس.
  • السكتة الدماغية: بالطريقة نفسها، قد تصل اللويحة المتمزقة إلى الشريان السباتي الذي يعتبر الشريان الرئيسي الذي يروي الدماغ وتسده، أو قد تعبر الشريان السباتي وتسد أحد فروع الشرايين التي تغذّي مناطق الدماغ، ما يظهر على شكل حدوث اضطراب مفاجئ في النطق ودوار أو غياب عن الوعي مع اضطراب في تعابير الوجه.
  • أمراض الشرايين المحيطية: تحدث أمراض الشرايين المحيطية عند تراكم اللويحات الدهنية بشكل مفرط على بطانة جدران الشرايين المحيطية التي تغذّي الأطراف، والتي تتظاهر بحدوث تشنجات عضلية وآلام في الأطراف، بالإضافة إلى الشعور بالتعب عند أقل جهد والشعور بعدم الراحة في الأطراف.

اقرأ أيضاً: هل هناك علاقة بين ارتفاع معدل سكر الدم والكوليسترول والإصابة بداء ألزهايمر؟

ختاماً، ونظراً لأن ارتفاع الكوليسترول قد لا يترافق مع أعراض في المراحل المبكرة، من المهم اتخاذ تدابير وقائية تخفّض من خطر الإصابة بارتفاع الكوليسترول وخاصةً عند الأفراد ممن يملكون عوامل خطر الإصابة، حيث يمثّل نمط الحياة الذي يتضمن تناول الأغذية الصحية وشرب الماء وممارسة الرياضة باعتدال ومراقبة مستويات الكوليسترول بشكل دوري عند الطبيب الحل الوقائي الأمثل الذي يقي من ارتفاع الكوليسترول وما يحمله من مخاطر تُهدد الصحة، فهو حالة صحية قابلة للوقاية وذات مخاطر صحية قد تكون مميتة.