كيف يمكن التمييز بين أعراض ارتفاع ضغط الدم وانخفاضه منزلياً؟

3 دقيقة
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: عبدالله بليد.

في حين يُشار إلى ارتفاع ضغط الدم غالباً بأنه "القاتل الصامت" نظراً لتأثيره طويل المدى في صحة القلب والأوعية الدموية، فإن انخفاضه قد يؤدي إلى أعراض فورية لا تقل خطورة. فكيف يمكن التمييز بين أعراض كلٍ منهما منزلياً؟

ما هو ضغط الدم؟

ضغط الدم هو القوة التي يبذلها الدم الدائر على جدران شرايين الجسم، التي تحمل الدم من القلب إلى بقية أنحاء الجسم. يُقاس ضغط الدم بالملليمتر الزئبقي (ملم زئبق)، ويُعبَّر عنه برقمين: الانقباضي والانبساطي.

  • الضغط الانقباضي: ويشير إلى قوة اندفاع الدم وضغطه على جدران الشرايين عند نبض القلب.
  • الضغط الانبساطي: هو قوة ضغط الدم على جدران الشرايين في أثناء راحة القلب بين النبضات.

يُقاس ضغط الدم بالملليمتر من الزئبق بواسطة جهاز يُدعى مقياس ضغط الدم، وتؤخذ القراءات في أزواج دائماً، بحيث تشير القراءة الأعلى قيمة إلى ضغط الدم الانقباضي، بينما تشير القيمة الدنيا إلى ضغط الدم الانبساطي. عامة، يتراوح النطاق الطبيعي لضغط الدم بين 120/80 ملليمتراً زئبقياً. عندما تتجاوز قراءات ضغط الدم هذا النطاق باستمرار، فقد يشير ذلك إمّا إلى ارتفاع ضغط الدم وإمّا انخفاض ضغط الدم، وفي كلتا الحالتين ثمة بعض المخاطر الصحية المهددة للحياة التي ينبغي الحذر منها.

ارتفاع ضغط الدم

يحدث ارتفاع ضغط الدم عندما تفقد الشرايين مرونتها (تصبح أضيق)، ما يؤدي إلى زيادة قوة دفع الدم على جدران الشرايين، فيضطر القلب لبذل جهدٍ إضافي لدفع الدم عبر الأوعية الدموية وإمداد بقية أعضاء الجسم بما يكفي منه. على الرغم من أنه قد لا تظهر أي أعراض لارتفاع ضغط الدم سنوات، فإنه بمرور الوقت، يمكن أن تؤدي هذه القوة الزائدة إلى تلف الشرايين، ويزداد خطر الإصابة بحالات صحية خطيرة مثل السكتة الدماغية وأمراض القلب والفشل الكلوي. ودون التشخيص والعلاج المناسبين، قد يؤدي إلى الإعاقة أو حتى الوفاة.

يمكن أن يحدث ارتفاع ضغط الدم نتيجة عوامل متنوعة، منها:

  • العوامل الوراثية ووجود تاريخ عائلي لارتفاع ضغط الدم.
  • الإفراط في تناول الملح (كثرة الصوديوم وقلة البوتاسيوم)، حيث يؤدي إلى احتباس السوائل في الجسم، ما يرفع ضغط الدم.
  • الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون المشبعة لأنها تسبب تراكم الكوليسترول واللويحات على جدران الشرايين، وهي حالة تُعرف بتصلب الشرايين.
  • قلة النشاط البدني، حيث يُضعف نمط الحياة الخامل القلب والأوعية الدموية، ما يُصعّب دوران الدم بكفاءة.
  • السمنة لأن الوزن الزائد يتطلب تدفقاً دموياً أكبر، ما يزيد الضغط على الشرايين.
  • التدخين وتعاطي الكحول، لأنهما يسببان مؤقتاً زيادة معدل ضربات القلب وانقباض الأوعية الدموية.
  • العمر، الأفراد الأكبر من 65 عاماً أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم، لأن الشرايين تصبح أقل مرونة بشكلٍ طبيعي.
  • بعض الحالات الطبية مثل أمراض الكلى وداء السكري والاضطرابات الهرمونية، تتسبب في ارتفاع ضغط الدم.

اقرأ أيضاً: كيف يمكن التمييز بين أعراض ارتفاع ضغط الدم وانخفاضه منزلياً؟

أعراض ارتفاع ضغط الدم

على الرغم من أن مضاعفات ارتفاع الدم الخطيرة على الصحة تحدث على المدى الطويل، الذي قد يصل إلى سنوات وحتى عقود، فإن له بعض الأعراض الفورية التي يمكن التعرف إليها. ومن هذه الأعراض التي أشار إليها طبيب أمراض القلب والأوعية الدموية السوري حسين علي زوبلو:

  • صداع خلف الرأس.
  • ضيق تنفس.
  • إحساس بالخفقان.
  • نزيف من الأنف.

علاج ارتفاع ضغط الدم

بالنسبة لأعراض ارتفاع ضغط الدم طويلة المدى مثل النوبة القلبية أو مشكلات الكلى، فينبغي استشارة الطبيب المختص، وتجنب أي محاولات منزلية لخفض ضغط الدم. أمّا في حال المعاناة من ارتفاع ضغط الدم دون أعراض خطيرة على الصحة، فيمكن لبعض العلاجات المنزلية المساعدة على التحكم به، ومنها:

  • ممارسة التنفس العميق للمساعدة على استرخاء الأوعية الدموية.
  • شرب الماء.
  • ممارسة تمارين التمدد والاسترخاء. 
  • تناول الشوكولاتة الداكنة لأنها تحتوي على مُركّبات الفلافونويد التي قد تُحسّن الدورة الدموية.
  • الاستحمام البارد.
  • شرب شاي الكركديه أو عصير الشمندر والتفاح لتأثيره الخافض لضغط الدم.

انخفاض ضغط الدم

يحدث انخفاض ضغط الدم عندما تنخفض قراءات ضغط الدم عن 90/60 ملليمتراً زئبقياً. وبينما يُعتبر ارتفاع ضغط الدم أكثر خطورة، فإن انخفاض ضغط الدم قد يُسبب أعراضاً ومخاطر صحية بسبب نقص كمية الدم التي تصل إلى الدماغ والقلب والأعضاء الأخرى.

ومن العوامل التي تسهم في انخفاض ضغط الدم عامة:

  • توسع الأوعية الدموية المفرط.
  • الجفاف وفقدان السوائل (القيء أو الإسهال أو التعرق المفرط) بسبب انخفاض حجم الدم.
  • اضطرابات عصبية أو هرمونية تؤثر في تنظيم ضغط الدم.
  • أمراض في القلب تعوق تدفق الدم مثل تباطؤ ضربات القلب أو قصور القلب، ومشكلات صمام القلب.
  • اضطرابات الغدد الصماء مثل قصور الغدة الدرقية ومرض إديسون.
  • انخفاض ضغط الدم بعد الأكل، حيث يوجّه الجسم الدم إلى عملية الهضم.
  • حالات عصبية مثل مرض باركنسون.
  • الإصابات الخطيرة، أو النزيف الداخلي، أو العدوى الشديدة.
  • بعض الأدوية بما في ذلك أدوية ارتفاع الضغط ومُدرات البول ومُضادات الاكتئاب.

اقرأ أيضاً: كيف يؤثر الإجهاد المزمن في طريقة إدراك الدماغ للصوت العالي؟

أعراض انخفاض ضغط الدم

قد يكون ارتفاع ضغط الدم أكثر خطورة على المدى الطويل؛ إذ يُلحق الضرر بالأعضاء دون وعي، وقد يؤدي إلى الوفاة، لكنّ لانخفاض ضغط الدم خطراً مباشراً على أعضاء الجسم الحيوية يتمثل في عدم حصولها على القدر الكافي من الدم. ومن أهم أعراض انخفاض ضغط الدم وفقاً للطبيب حسين علي زوبلو:

  • تشوش في الرؤية أو ضبابيتها.
  • دوخة أو دوار.
  • إغماء.
  • صعوبة في التركيز.

علاجات فورية لانخفاض ضغط الدم

إذا كان ضغط دمك منخفضاً جداً، فجرّب هذه العلاجات المنزلية لرفعه:

  • الاستلقاء ورفع الساقين للمساعدة على تدفق الدم إلى الدماغ.
  • شرب ماء مالح باعتدال لأن الصوديوم يرفع ضغط الدم بسرعة.
  • شرب القهوة، يمكن للكافيين أن يرفع ضغط الدم مؤقتاً.
  • زيادة تناول السوائل، يمكن أن يسبب الجفاف انخفاض ضغط الدم.

المحتوى محمي