إليك أبرز أعراض القصور الكلوي الحاد والمزمن عند البالغين

إليك أبرز أعراض القصور الكلوي الحاد والمزمن عند البالغين
حقوق الصورة: shutterstock.com/ jakkrit pimpru

لم يُطلق على الكلية اسم "العضو النبيل" عن عبث، فللكليتين وظائف متعددة، وربما تكون مساعدة الجسم على التخلص من السموم وطرحه مستقلباته ونفاياته عن طريق البول أبرزها، إلا أن للكليتين دوراً في إفراز الإريثروبيوتين المولد للكريات الحمر، كما تؤدي دوراً مهماً في ضبط الضغط الدموي، لهذا يؤثر اضطراب وظيفتها على عدة مستويات.

تتراكم السموم في الجسم عند حدوث خلل في عمل الكليتين لأي سبب كان، وقد يتحمل الجسم هذا في البداية، إلا أنه عندما يُصبح معدل إنتاج السموم يفوق قدرة الكليتين على الطرح عندئذ نقول إن الشخص مصاب بما يُعرف بـ "القصور الكلوي" المهدد للحياة عند إهمال تدبيره، فما أسباب حدوث القصور الكلوي وكيف يتظاهر عند البالغين؟

ما القصور الكلوي وما أنواعه؟

القصور الكلوي هو فشل كلية واحدة أو الكليتين معاً بأداء مهامهما بشكل جيد، ويُصنف القصور الكلوي إلى قصور حاد سريع التطور والقابل للعكس، وقصور مزمن والذي يتطور ببطء وبشكل تدريجي على مدار سنوات وغير القابل للعكس.

تتعلق خطورة القصور الكلوي بشدة فقدان الكلية لوظيفتها، كما تتعلق بإصابة كلية واحدة أو الكليتين معاً. فعلى الرغم من أن الشخص قادر على العيش بكلية واحدة بشكل طبيعي، فإنه يجب البحث في أسباب حدوث القصور الكلوي ومحاولة عكسها إن أمكن خوفاً من تأثر الكلية الثانية، وعندئذ سنكون أمام خطر أعظم.

اقرأ أيضاً: الكلى والهرمونات: إليك أعراض وأسباب ارتفاع ضغط الدم المفاجئ

ما مراحل القصور الكلوي؟

يُصنف القصور الكلوي إلى مراحل اعتماداً على معدل الترشيح الكبيبي (Estimated Glomerular Filtration Rate)، إذ يُقدر معدل الترشيح الكبيبي لشاب سليم ذي 35 عاماً بـ 107 لينخفض هذا المعدل تدريجياً مع التقدم بالعمر وعند الإصابة بأمراض الكلى، ويقسم القصور الكلوي إلى 5 مراحل وهي:

  1. المرحلة الأولى: يتراوح فيها معدل الترشيح بين 90-100، وفي هذه المرحلة تعمل الكليتان بشكل طبيعي مع وجود ضرر خفيف فيها.
  2. المرحلة الثانية: وفيها يقع معدل الترشيح ضمن المجال 60-89، ويكون الضرر أكبر في الكليتين إلا أنهما تستمران بالعمل بشكل جيد.
  3. المرحلة الثالثة: يتراوح معدل الترشيح في المرحلة الثالثة بين 30-59، وخلال هذه المرحلة يبدأ التدهور الخفيف في وظيفة الكليتين.
  4. المرحلة الرابعة: ينخفض فيها معدل الترشيح إلى المجال 15-29 مع وجود انخفاض شديد في وظائف الكليتين.
  5. المرحلة الخامسة: ينخفض فيها معدل الترشيح إلى دون 15 وتكاد وظيفة الكليتين أن تكون معدومة في هذه المرحلة.

كيف يتظاهر القصور الكلوي الحاد عند البالغين؟

القصور الكلوي الحاد هو فقدان الكليتين القدرة على تصفية الدم بشكل مفاجئ، الأمر الذي يؤدي إلى تراكم السموم بشدة في الدم ما يعبث بالتوازن الكيميائي والحمضي للدم.

يظهر القصور الكلوي الحاد خلال أقل من أسبوع، وعادةً ما يحدث عند الأفراد ذوي الحالة العامة غير المستقرة كمرضى العناية المشددة، ومن أبرز الأعراض التي يتظاهر بها القصور الكلوي الحاد عند البالغين:

  • انخفاض نتاج البول بشكل مفاجئ.
  • احتباس السوائل في الجسم والذي يتظاهر على شكل وذمة في الساقين والكاحلين والقدمين.
  • ضيق في التنفس نتيجة تراكم السوائل في الرئتين.
  • تعب وضعف بدني.
  • ارتباك وتشوش ذهني.
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • ألم في الصدر.
  • غياب الوعي في الحالات الشديدة.

اقرأ أيضاً: ما أعراض التهابات المسالك البولية عند الحامل؟

أسباب القصور الكلوي الحاد

يحدث القصور الكلوي الحاد بشكل شائع مع الحالات الصحية التالية:

  • أمراض الأوعية التي تعوق التروية الدموية للكليتين.
  • إصابة الكليتين بأذية مباشرة كما يحدث في الرضوض.
  • الحصيات الكلوية أو الحالبية السادّة بشكل كامل والتي تمنع عبور البول إلى المثانة ما يؤدي إلى تراكمه في الحويضة ما يؤذي النسيج الكلوي ويؤدي إلى فشله في تنقية السموم، وبذلك ترتفع مستوياته في الدم.
  • الصدمة النزفية أو صدمة نقص الحجم.
  • الصدمة التحسسية.
  • أمراض المناعة الذاتية.
  • قصور القلب والقصور الكبدي.
  • التجفاف الشديد كما يحدث في حالات الحروق الشديدة.
  • الاستخدام العشوائي لبعض الأدوية مثل الأسبرين ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل الإيبوبروفين.

كيف يتظاهر القصور الكلوي المزمن عند البالغين؟

أما بالنسبة للقصور الكلوي المزمن أو ما يعرف بالداء الكلوي المزمن، فتفقد فيه الكليتان وظيفتهما تدريجياً مع مرور الوقت، لهذا يعتبر هذا النمط ذا أعراض مخاتلة أكثر من القصور الحاد. حتّى بالنسبة لمستوى السموم في الدم، ففي القصور المزمن يعتاد الجسم على مستوى السموم ولا يتحسس وجودها بشكل واضح كما يحدث في القصور الحاد.

على الرغم من أن الأعراض والعلامات التحذيرية للقصور الكلوي المزمن قد تكون مخاتلة وتتباين بشكل كبير اعتماداً على درجة الأذية الحاصلة، فإنه يمكن الاستدلال على حدوث القصور الكلوي المزمن عند البالغين من خلال الأعراض التالية:

  • الشكوى من التعب الشديد.
  • الشعور المستمر بالغثيان.
  • القيء.
  • الارتباك وضعف التركيز.
  • وذمة حول اليدين والكاحلين وفي الوجه.
  • البوال.
  • تشنج العضلات.
  • جفاف الجلد والشكوى من حكة جلدية مستمرة.
  • طعم معدني في الفم.

اقرأ أيضاً: ما النظام الغذائي الملائم لمرضى القصور الكلوي؟

أسباب القصور الكلوي المزمن عند البالغين ومضاعفاته

يعتبر داء السكري وأمراض القلب وعلى رأسها ارتفاع ضغط الدم الأسباب الأكثر شيوعاً للقصور الكلوي عند البالغين، فهي مسؤولة عن ثُلث حالات المرض الكلوي المزمن. كما يؤدي داء الكلية متعددة الكيسات دوراً في تطوير نسبة عالية من حالات القصور الكلوي، إذ يتسبب بتلف الأنسجة الكلوية المحيطة بالكيسات. ومن الأمراض المسؤولة عن حدوث القصور الكلوي نذكر أمراض المناعة الذاتية وخاصة "الذئبة الحمامية الجهازية" التي تُحدث تندباً في الكلية والتهابات في الأوعية الدموية التي تغذيها.

ومن أبرز المضاعفات التي يحدثها القصور الكلوي المزمن نذكر:

عوامل خطر حدوث القصور الكلوي

الإصابة بالقصور الكلوي ليست حكراً على فئة معينة فالجميع معرض للإصابة، ومع ذلك تزداد فرص حدوث القصور الكلوي عند الفرد بوجود عوامل الخطر التالية: 

  • داء السكري.
  • ارتفاع ضغط الدم المزمن.
  • أمراض القلب.
  • تاريخ عائلي للإصابة بأمراض الكليتين.
  • تشوه في الكليتين والسبيل البولي.
  • العرق داكن البشرة الإسباني والأميركي الأصلي.
  • العمر الذي يتجاوز 60 عاماً.
  • الاستخدام طويل الأمد لمسكنات الألم بما فيها مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية.

تدبير القصور الكلوي عند البالغين

يعتمد علاج القصور الكلوي على سبب حدوثه وشدته، ومن الخيارات المتاحة العلاج الدوائي بخافضات الضغط التي تنتمي لعائلة "مثبطات الإنزيم القالب للأنجيوتنسين" أو "حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين"، بالإضافة إلى الستاتينات التي تمنع تراكم الكوليسترول ومدرات البول التي تقلل من احتباس السوائل وفيتامين د والكالسيترول، اللذان يقيان من هشاشة العظام والإريثروبيوتين الذي يقي من حدوث فقر الدم.

إضافة لذلك، يكون غسل الكليتين الخيار المفضل لمن يعاني من تدهور واضح في وظيفتهما، إذ يتم وصل وعاء دموي بجهاز الغسيل والذي بدوره يقوم بتنقية الدم من السموم، وعادة ما يحتاج الشخص 3-4 جلسات غسيل كلى في الأسبوع.

ويبقى خيار زرع الكليتين خياراً  متاحاً، إذ يمكن أخذ الكلية من متبرع حي أو متوفي شرط أن يكون المركب النسيجي المسمى بـ "معقد التوافق النسيجي الأعظمي" متوافقاً بين المُعطي والآخذ.

اقرأ أيضاً: من الكلى إلى القلب: هذا ما يجب أن تعرفه عن زراعة الأعضاء

الوقاية من القصور الكلوي

يساعد اتخاذ بعض الخطوات في تخفيف تقدم الداء الكلوي والحفاظ على وظيفة الكليتين، وأولها مراقبة وظيفة الكلى باستمرار لمن يملكون عوامل خطر الإصابة بالقصور الكلوي، بالإضافة إلى ضبط سكر الدم والحرص على الحفاظ على ضغط الدم ضمن المجال الطبيعي، إضافة لضرورة شرب لترين من الماء يومياً لمن لا يعاني من احتباس السوائل، وتجنب التدخين أو تناول الأطعمة عالية البروتين والصوديوم.

ختاماً، ولأن تدبير القصور الكلوي صعب وقد لا تعود وظيفة الكليتين إلى الحالة الطبيعية بعد الإصابة الشديدة أو المديدة، من المهم أن نكون على دراية جيدة بالأعراض لكشف الإصابة أسرع ما يمكن وتدبيرها بالشكل الأمثل، وبعوامل الخطر لمحاولة تجنبها قدر الإمكان.

المحتوى محمي