هل تعد إضافة الأملاح إلى مياه الشرب ممارسة جيدة للصحة؟

2 دقائق
هل تعد إضافة الأملاح إلى مياه الشرب ممارسة جيدة للصحة؟
الماء العادي هو كل ما تحتاجه. لينارت شنايدر على أنسبلاش

يبدو الشخص في مقطع الفيديو محتاراً بل مهموماً. لقد تمكّن أخيراً من الاعتياد على شرب كميات كبيرة من الماء يومياً. لكن تكمن المشكلة في أنه أصبح مضطراً للتبول كثيراً. لكن لا تتعجّل، فمواقع التواصل الاجتماعي لديها الحل. تمر كمية الماء كلها عبر جسم هذا الشخص لأن الجسم يحتاج إلى المعادن لامتصاص الماء. لذلك فهو يضيف حفنة من الملح إلى مياه الشرب.

مع حلول أيام الصيف الحارة التي تتطلب استهلاك كمية كبيرة من الماء، انتشرت مقاطع الفيديو مثل هذا الأخير بشكل متزايد. هل هناك أسباب تدفعك لتناول الملح كمكمّل غذائي؟ لا شك في ذلك. ولكن هل تقليل عدد المرات التي تدخل فيها إلى الحمام أحد هذه الأسباب؟ طبعاً لا.

اقرأ أيضاً: 9 فوائد صحية توضح لماذا يجب أن نشرب الماء بشكل دائم

إضافة الأملاح إلى مياه الشرب

في الأساس، فكرة إضافة الملح لمياه الشرب بهدف زيادة معدل امتصاص هذا السائل في الجسم ليست فكرة خاطئة. يرتبط الصوديوم مع الماء، ما يساعد الجسم على الحفاظ على توازن السوائل فيه. ويمكن أن يتسبب فقدان كمية كبيرة من الملح (وهي حالة تسمى نقص صوديوم الدم) في تشنجات عضلية وآثار مرضية أخرى. كما أن فرط الملح يمكن أن يتسبب في زيادة الاحتفاظ بالماء. ويؤدي ذلك إلى النفخة، ما يعني أن عدد المرات التي ستضطر للتبوّل فيها سيكون أقل ولكنك ستعاني من بعض الأعراض المزعجة الأخرى.

في حين أن فكرة شرب المياه المعدنية ليست خاطئة أو ضارة في حد ذاتها، فإن إضافة الصوديوم إلى مياه الصنبور لا تجعل هذه المياه معدنية. عادة ما يتم تعبئة المياه المعدنية في قوارير من مصدر طبيعي وتتضمن عناصر طبيعية مثل الكالسيوم والمغنيزيوم والصوديوم. بغض النظر على النفخة، قد يضر تناول كميات كبيرة من الملح أكثر مما ينفع. بالإضافة إلى ذلك، يحصل معظمنا على ما يكفي من الملح من الطعام بشكل يومي.

قد يساعد تناول كمية إضافية صغيرة من الملح في زيادة نسبة الكهارل في الجسم قبل أو بعد القيام بالتمارين الرياضية الشديدة. ولكن لا يزال من غير الواضح ما هي كمية المواد القابلة للذوبان الأساسية التي نخسرها في أثناء التمرين والتي سنحتاج إلى تعويضها. لطالما اعتقد الأشخاص الذين يمارسون رياضة الماراثون القاسية أنهم بحاجة إلى تناول أقراص من الملح لمساعدتهم على تعويض الكهارل التي يفقدونها لتجنب التقلصات والغثيان والإرهاق أثناء السباقات الطويلة، ولكن لا يوجد دليل حاسم على وجود أي فوائد حقيقية لهذا.

بالنسبة للأشخاص العاديين، فإن إضافة ملح الهيمالايا الوردي للماء ليس منطقياً. الأمر الأكثر أهمية هو الحفاظ على ترطيب الجسم.

اقرأ ايضاً: لماذا يضاف الكلور إلى مياه الشرب؟ وكيف يضاف بشكل آمن؟

الحفاظ على ترطيب الجسم ومحتواه من الكهارل هو المهم

لكن لنراجع معنى ذلك. أولاً، يجب أن نقبل أنه لا توجد قاعدة مطلقة تبين لنا كمية المياه التي نحتاج تناولها يومياً، وحتى ما قد يحتاجه الفرد الواحد يمكن أن يتغير بمرور الوقت. تؤثر عوامل مثل كمية التمارين الرياضية التي تمارسها والطقس والظروف الصحية السابقة على كمية الماء التي يجب عليك تناولها يومياً.

ثانياً، تمتلك الأغلبية الساحقة من السوائل آثاراً ترطيبية بدرجة ما، ولكن عليك أن توازن بين إيجابيات وسلبيات أي مشروب تستهلكه. على سبيل المثال، القهوة هي في الغالب سائلة (وهذا جيد) ولكن الكافيين مدر للبول، ما يعني أنه يمنحك الرغبة في التبول (وهذا أمر سيئ إذا كان مفرطاً). وجدت الأبحاث أيضاً أن العصائر والمشروبات الغازية والمشروبات الرياضية تزيد من ترطيب الجسم ولكن ليس لأنها تحتوي على مكونات سحرية تجعل جسمك يتشبث بالماء، بل لأننا نشرب المزيد منها لأن السكّر الذي تحتوي عليه لذيذ.

وأخيراً، لا يوجد حتى عدد صحي معين للمرات التي يجب أن نتبول بها يومياً. يرتبط تواتر التبول بالعديد من العوامل، من العمر إلى المورثات، ومدخولك من السوائل هو أحد هذه العوامل. هذه هي حقيقة الأمر ببساطة. يمكن أن تشير التقلبات المفاجئة وغير المبررة في عدد مرات الدخول إلى الحمام إلى وجود مشكلة أكبر مثل التهاب المسالك البولية، ولكن لا يمثل ازدياد تواتر التبول بسبب شرب المزيد من السوائل مشكلة تستحق الحل.

المحتوى محمي