ماذا تتضمن الفحوصات الطبية ما قبل الزواج وما مدى أهميتها؟

ماذا تتضمن اختبارات ما قبل الزواج وما مدى أهميتها؟
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: مهدي أفشكو.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

للعلم وجهة نظر أخرى بما يتعلق بكون “الحب” الركيزة الأهم للزواج، فإن كان هو الركيزة الأساسية فما دور كلٍّ من الصحة الجسدية والخلو من الأمراض إذاً؟ 

لا يمكن إنكار أن أحد أهم بنود بناء أسرة مستقرة هو الحفاظ على صحة أفراد العائلة، والخطوة الأولى لتحقيق ذلك هي إجراء “اختبارات ما قبل الزواج”.

وحتى لو كنت أنت وشريكك بصحةٍ جيدة وليس لديكما تاريخ طبي مقلق، فلا يزال من المفيد الخضوع لاختبارات ما قبل الزواج، لأن المخاطر المحتملة لا تظهر دائماً بوضوح، فماذا تتضمن هذه الاختبارات؟

اقرأ أيضاً: دليلك لفهم رموز التحاليل الطبية

ما أهداف اختبارات ما قبل الزواج؟

بحسب وزارة الصحة السعودية، فإن أهم وأبرز الأهداف وراء إلزامية القيام بالاختبارات الطبية قبل الزواج:

  • الحد من انتشار أمراض الدم الوراثية مثل فقر الدم المنجلي والتلاسيميا.
  • الحد من انتشار الأمراض الإنتانية مثل الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي ب والتهاب الكبد سي ومتلازمة نقص المناعة المكتسبة الناجمة عن الإصابة بفيروس الإيدز.
  • الكشف المبكر عن الأسباب المحتملة للعقم.
  • تعزيز الوعي بمفهوم الزواج الصحي الشامل.
  • تخفيف الضغط على المؤسسات الصحية وبنوك الدم، والذي يزداد مع انتشار الأمراض.
  • تجنب المشكلات الاجتماعية والنفسية التي تعاني منها الأسر ذات الأطفال المصابين بالأمراض.
  • التخفيف من الأعباء المالية على الأسرة والمجتمع التي تترتب عند إصابة أحد أفراد الأسرة.
  • توفير معلومات لمساعدة الأزواج على التخطيط لخطة ولادة جيدة.

ماذا تشمل اختبارات ما قبل الزواج؟

تُجرى الاختبارات خلال 3 أشهر قبل الزواج وتتضمن ما يلي:

  • الفحص البدني الشامل ودراسة التاريخ الطبي الشخصي والجيني، إذ يشمل الفحص الطبي العام قياس كلٍّ من الطول والوزن وضغط الدم ومعدل ضربات القلب وصحة الجهاز الهضمي والتنفسي.
  • السؤال عن اللقاحات المأخوذة.
  • فحص البطن والحوض باستخدام جهاز الأمواج فوق الصوتية لدراسة وتقييم المرارة والكبد والكليتين والحالبين والمثانة.
  • إجراء اختبارات إضافية للنساء مثل فحص المبيض والرحم وتصوير الثدي بالأشعة السينية، كما يُجرى تحليل للبول.
  • بالنسبة للرجال تُفحص غدة البروستات ويُحلل كلٌّ من البول والسائل المنوي، والأخير مهم لتقييم جودة الحيوانات المنوية وتحديد الخصوبة.

اقرأ أيضاً: كيف ينتقل فيروس الإيدز عبر سوائل الجسم؟

ومن الاختبارات التي يتضمنها كل تحليل ما قبل الزواج نذكر:

  • فحص الدم: يشمل معايرة عدد كريات الدم الحمراء والبيضاء والصفيحات والهيماتوكريت والهيموغلوبين ومعدل ترسيب الكريات الحمراء، إذ يعتمد الأطباء في البحث عن الإصابة بالتلاسيميا على تحديد عدد كريات الدم الحمراء ونسبة الهيموغلوبين.
  • تحديد الزمرة الدموية وعامل الريزوس: هذا الفحص مهم لتحديد مدى توافق زمرة الدم وعامل الريزوس بين الشريكين، إذ يمكن أن يؤدي الجمع بين عامل الريزوس السلبي عند النساء والعامل الإيجابي عند الذكور إلى عدم توافق دموي خطير عند الطفل.
  • الرحلان الكهربائي: يُستخدم هذا الاختبار لتشخيص الإصابة بفقر الدم المنجلي وذلك عن طريق تمرير تيار كهربائي في عينة دم لتنفصل عندها الأنواع الطبيعية من الهيموغلوبين عن الأنواع غير الطبيعية، ويدل ظهور الهيموغلوبين S في عينة التحليل على أن الشخص إمَّا حامل للمرض وإمَّا مُصاب به وذلك حسب نسبة الهيموغلوبين.
  • اختبار التهاب الكبد ب: من خلال البحث عن مستضدات وأضداد فيروس التهاب الكبد ب، الأمر الذي يعتبر مهماً نظراً لأن التهاب الكبد ب قادر على التسبب بتشوهات خُلقية عند الأطفال حديثي الولادة وقد يصل الأمر إلى الوفاة حتى.
  •  اختبار تورش TORCH: يبحث اختبار تورش في الإصابة بداء المقوسات والحصبة الألمانية والهربس، ذات المضاعفات العديدة التي تطول كلاً من الأم والجنين.
  • اختبار الكشف عن فيروس الإيدز والأمراض المنقولة جنسياً: هذا الاختبار إلزامي ومن أهم اختبارات ما قبل الزواج، لأن حدوث الحمل عند أنثى مصابة بالإيدز يعني احتمال انتقال الفيروس إلى جنينها، ما يُكلف الجنين الكثير من صحته قبل أن يولد. وبالإضافة إلى ذلك، يخضع الشريكان إلى اختبارات الكشف عن الأمراض المنقولة جنسياً مثل الكلاميديا والسيلان البني والتهاب الكبد والهربس وداء الإفرنجي. 

أهمية اختبارات ما قبل الزواج في البلاد العربية

تعتبر اختبارات ما قبل الزواج مهمة بشكلٍ خاص في البلاد العربية نظراً لانتشار أمراض الدم الوراثية خاصةًً مرض فقر الدم المنجلي والتلاسيميا في دول حوض البحر الأبيض المتوسط وبلدان الخليج، وتُعزى زيادة نسبة هذه الأمراض إلى زواج الأقارب بالدرجة الأولى دون إجراء اختبارات ما قبل الزواج، لأن الأفراد يبدون صحيين بدنياً.

وتكمن الخطورة في أن حاملي مرض التلاسيميا على سبيل المثال يتمتعون بصحة جيدة ولا يعرفون أنهم حاملون له إلّا إذا أجروا فحص الدم، لتظهر المشكلة عندما يتزوج شخصان غير مدركين لإصابتهما بمرض التلاسيميا، ما يجعل احتمال ولادة طفل مصاب مرتفعة جداً.

اقرأ أيضاً: ما  أكثر الأمراض شيوعاً المنقولة جنسياً وكيف يتم تدبير كل منها؟

الخبر السار أن العديد من دول العالم وبعض الدول العربية، مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، قد حققت تقدماً صحياً كبيراً، حيث قدمت وزارة الصحة السعودية برنامج اختبار ما قبل الزواج الإلزامي للأزواج جميعهم قبل الزواج، لمعرفة فيما إذا كان الزوجان حاملين لطفرات الأمراض الدموية الوراثية أو أحد الأمراض المنقولة جنسياً أو الأمراض الإنتانية، بالإضافة لضرورة معرفة حالة الخصوبة للزوجين.