يمكن لتبدل صفات الإفرازات المهبلية أن يكون مقلقلاً لدى أي أنثى، حيث تفترض بشكل لا إرادي أن هناك خطباً ما، والحقيقة أن المفرزات المهبلية تتبدل إلى حدٍ كبير تبعاً لعوامل متعددة تتعلق بتوازن الهرمونات والنظام الغذائي والحالة الصحية العامة والتوتر والأدوية والنشاط الجنسي، وغالباً ما يكون أي تبدل حميداً ما لم يترافق مع أعراض أخرى.
تتصف الإفرازات المهبلية الطبيعية بكونها رائقة اللون وعديمة الرائحة ولا تترافق مع أي أعراض مثل التهيج أو الحكة. ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن المفرزات الصفراء مرضية حتماً، إذ تُعزى الإفرازات المهبلية صفراء اللون في بعض الحالات لأسباب بسيطة لا تتعدى تناول بعض المكملات الغذائية أو بعض الأطعمة. وأبعد من ذلك، قد يكون تبدل لون الإفرازات أحد العلامات المبكرة للحمل، فما صحة ذلك؟
اقرأ أيضاً: الفرق بين الإفرازات المهبلية أثناء الحمل وإفرازات الدورة الشهرية
هل توجه الإفرازات المهبلية الصفراء نحو حدوث الحمل بقوة؟
يتبدل لون ورائحة وملمس الإفرازات المهبلية وخاصة خلال الثُلث الأول من الحمل، إذ تميل لتصبح أكثر مخاطية وذات رائحة خفيفة وذات لون أبيض مائل للاصفرار، ولكن لا تقتصر دلالة الإفرازات المهبلية الصفراء على حدوث الحمل فقط، لهذا السبب لا يمكن أن نقول إنها توجه وتشير إلى حدوث الحمل بشكلٍ دقيق في ظل وجود أسباب متنوعة تسبب اصفرار الإفرازات.
ويُعزى سبب اصفرار الإفرازات المهبلية أثناء الحمل لوجود الدم الناجم عن انغراس البيضة الملقحة في الرحم، لهذا السبب يكون اصفرار المفرزات المهبلية دليلاً موجهاً لحدوث الحمل عندما يترافق مع علامات الحمل المبكرة الأخرى، مثل غياب الدورة الشهرية والتعب غير المُفسر وأعراض الوحام كالغثيان والقيء وعدم تحمل بعض الأطعمة، ومع ذلك يبقى إجراء اختبار الحمل المنزلي أكثر الطرق دقة لتأكيد وجود حمل أم لا.
إلى ماذا يشير اصفرار المفرزات المهبلية خلافاً للحمل؟
ينبغي ألا يقف الأمر على مراقبة المفرزات من أجل إثبات الحمل من عدمه، فإضافةً للدور الذي تؤديه في زيادة احتمال وجود حمل، تساعد مراقبة المفرزات المهبلية في أخذ فكرة عامة عن صحة الجهاز التناسلي عند الأنثى، ولهذه الغاية نورد أشيع ثلاثة أنماط للإفرازات المهبلية الصفراء ودلالة كل منها:
1. إفرازات صفراء رقيقة
عادة ما تكون الإفرازات المهبلية الصفراء الرقيقة غير مدعاة للقلق وتعتبر أحد الأعراض التي توجه نحو حدوث متلازمة ما قبل الحيض أي تشير إلى أن الأنثى على وشك أن تحيض، وينجم هذا الاصفرار عن اختلاط كمية قليلة من دم الحيض مع المفرزات المخاطية.
اقرأ أيضاً: كل ما تودّين معرفته عن التهاب المهبل
2. إفرازات صفراء سميكة قليلة الغزارة
يمكن أيضاً للإفرازات المهبلية السميكة الصفراء عديمة الرائحة أن تشير إلى اقتراب الدورة الشهرية أو الحمل، فكما ذكرنا قد يكون اصفرار المفرزات دليلاً يشير إلى وجود بقايا دم والذي قد يكون ناجماً عن انغراس البيضة الملقحة في بطانة الرحم.
3. إفرازات غزيرة صفراء كريهة الرائحة
تنبه الإفرازات الغزيرة وكريهة الرائحة بوجود إنتان في الجهاز التناسلي الأنثوي، وقد يكون هذا الإنتان ناجماً إمّا عن اضطراب توازن العوامل الممرضة للوسط المهبلي كما يحدث في التهاب المهبل الجرثومي، أو نتيجة الإصابة بأحد الأمراض المنقولة جنسياً، إذ تكون الإفرازات المهبلية في الأمراض المنقولة جنسياً مثل داء المشعرات والكلاميديا والسيلان البني مائلة إلى الأصفر المُخضر.
ويزيد التوجه نحو وقوف الأمراض المنقولة جنسياً وراء حدوث هذا النوع من الإفرازات وجود تاريخ من ممارسة العلاقة الزوجية غير المحمية أو في حال تعدد الشركاء الجنسيين، وفي حالات نادرة يمكن أن تُصاب الأنثى بها بعد التعرض لأدوات طبية غير معقمة أثناء فحص الحوض.
4. إفرازات صفراء مائية القوام
الإفرازات الصفراء مائية القوام قد تكون سائلاً أمينوسياً، وهو السائل الذي يسبح فيه الجنين طوال فترة الحمل، ويكون من السهل عادةً معرفة الفرق والتمييز بين الإفرازات الصفراء الرقيقة التي تزداد في فترة ما قبل الحيض والسائل الأمنيوسي، والذي يكون رقيقاً جداً مثل الماء وذا لون أصفر شاحب، كما يكون عديم الرائحة أو قد تكون له رائحة خفيفة غير كريهة.
اقرأ أيضاً: ما أسباب تحجر البطن في الشهر التاسع من الحمل؟
ومن الطبيعي أن تفقد الحامل كميات قليلة من السائل الأمينوسي طوال فترة الحمل، إلا أن تسرب كميات كبيرة منه خلال فترة قريبة من موعد الإنجاب المتوقع قد يكون مؤشراً أن الولادة ليست بعيدة سوى خطوات قليلة.